ربما أصعب ما يمكن أن يفعله الإنسان هو أن يتجاوز.

أدركتُ معنى التجاوز متأخرًا، بعد أن انقضت سنواتٌ من عمري وضاعت خلالها فرصٌ كثيرة.

مضى وقتٌ طويل، كنت فيه غارقةً في الحزن والتيه، أُلاحق الماضي، وأحمل على كتفي أثقال مواقفه وتراكماته.

في كل مرة أجلس فيها في غرفتي، أبكي قهرًا على الأشياء التي تساقطت من دربي، رغم تشبثي الشديد بها وخوفي العميق من فقدانها.

لماذا أنا؟

أحمل حقيبةً مثقلةً بالعُقد النفسية على ظهري، وأسير بها.

تُغلق الأبواب في وجهي عمدًا، ويُرافق عينَيّ غطاءٌ أسود، جعلني لا أرى سوى الظلام.

لكنني الآن، تجاوزتُ كل همومي، وكل ما أثقل كاهلي من عُقدٍ وانكسارات.

لم أنسَها، ولم أتجاهلها، بل بنيتُ عليها نجاحاتي، ورضاي عن نفسي.

تقبّلتُ كل ما لم أستطع تغييره، لأُصبح أفضل

ل من الأمس.