مرحبا لم اكتب في حسوب منذ سبع سنوات
ولكن في هذا الفلك المليئ بالمثقفين اريد ان اتساءل هل يمكن التاقلم في الدول الغير مستقرة ؟
أهلا بك بيننا ابن أبو داوود
بالنسبة لسؤالك، قد تتأقلم بالفعل من خلال إنكار الواقع، أو حتى الصمود، لكن المشكلة إن تحول هذا التأقلم و التكيف إلى تكيف سلبي، أي تعتاد على كل شيء، تعتاد على النزوح لمرات عديدة، تعتاد على مشاهدة القتل يوميًا، سماع أصوات الصواريخ بين كل ساعة وساعة ، قد تشعر بأن الأمر أصبح ببساطة عادي، لكن حقيقة هذا لن يستمر هذا الشعور ، سيثور كل في ما في داخلك في يوم ما، لأنك بالأصل تتألم نفسيًا وعقليًا من هذا الواقع المرير، وستثور مشاعرك أكثر عند متابعة الاخرين ممن هما خارج دولتك، ممن يعيشون حياة مختلفة عنك، ستجتاحك مشاعر الغضب والحسد، وتسأل نفسك لماذا هؤلاء يعيشون أفضل منك؟ هم فقط يطالبونك بالتحدي والصمود، لكن هل يستطيعوا أن يعيشوا مثلما انت تعيش؟ هل يستطيعوا العيش لاكثر من سنة ونصف و المستقبل مجهول؟ التكيف السلبي يعني الاصابة بمتلازمة القلب المنكسر في النهاية. لذا برأيي إن كان يسمح لك بالسفر خارج الدول التي تعيش بها، فسافر وابني حياتك بعيدًا عن صعوبات الحياة القاسية، فالحياة قصيرة وتمضي بسرعة. تأكد بأن التكيف السلبي يدمر الصحة النفسية تمامًا، تحاول أن تمضي قدما، ولكن فعليا لا تطور، وهذا كفيل بأن يجبرك على السفر. قد لا تدرك هذا في البداية ولكن سيأتي يوما ما وسترى بأن خيار السفر هو الخيار الأصح.
تحية لكِ ولأهل فلسطين الأحرار، تحية من بلد الصمود، حيث نعرف تمامًا معنى الألم، وندرك جيدًا ما يعنيه التكيف السلبي حين يصبح الصبر حملاً يثقل الروح بدل أن يكون قوة تدفع للأمام.
ما قلتيه صحيح إلى حدٍ كبير، فالتكيف السلبي ليس حياة، بل استسلام بطئ لمأساة مستمرة. أن يعتاد الإنسان على القهر، على النزوح، على أصوات القصف وكأنها جزء من يومياته، فهذا ليس تأقلماً، بل هو اضطرارٌ للعيش في واقع لا يُطاق. لكن الألم، مهما ظننا أننا اعتدنا عليه، لا يهدأ، بل يتراكم في زوايا النفس حتى ينفجر ذات يوم، عندما ندرك أن الحياة تمضي دون أن نحياها حقًا.
السفر قد يكون الحل لمن يستطيع، لكنه ليس خيارًا متاحًا للجميع، وهناك من لا يملك سوى التحدي، ليس لأنه الأقوى، بل لأنه لا يملك بديلاً آخر. لكن مهما كان المسار، الأهم ألا نسمح لأنفسنا بالانكسار من الداخل، وألا نسمح للظروف أن تسلبنا إنسانيتنا وأحلامنا.
السفر قد يكون الحل لمن يستطيع
هذا صحيح، فإما تجد المعبر مغلق، وإن تم فتحه، هل تستطيع أن تترك الاقارب من خلفك وتسافر بمفردك، سيراودك شعور القلق حيالهم، لذا الاستعدادية والجاهزية هي الفيصل هنا و اتخاذ قرار السفر من عدمه.
ناك من لا يملك سوى التحدي، ليس لأنه الأقوى، بل لأنه لا يملك بديلاً آخر.
الرهان على التحدي قد يفشل إن طالت مدة الظروف القاسية
لا يتعلق الأمر فقط بالتكيف مع الاحتلال والاعتداءات، بل بتحويل كل محاولة لإخضاع الناس إلى دافع للمضي قدمًا، لإعادة البناء بعد كل هدم، وللتشبث بالحياة رغم كل شيء. الأمر ليس إعجاب من بعيد، بل هو إدراك لحقيقة أن من يعيشون هذه الظروف لا ينتظرون الشفقة، بل يخلقون واقعهم بأيديهم، رغم كل التحديات المفروضة عليهم.
مرحبا بك هدي
ولاكن قد نحتاج احيانا من القليل من الوهم للتكيف مع الواقع لولا انه يخلق نوع من البرود المرضي
ولاكن هل فعلا السفر هو الحل ؟ لاننا لسنا شجر ونملك احباء وعائلات ودرسنا وتررعنا في هذا المجتمع
احيانا الحياه لا توجد فيها خيارات سهله ويجب التاقلم علي الوضع وخصوصا ان كنت تعلم ان عائلتك تحتاجك
ولاكن تبقي صعوبه التفكير في انك تحتاج الي تكوين اسره في داخل المجتمع المشوهه في هذا الوضع الغير اعتيادي الذي مع مرور السنوات يصبح امر واقع
التعليقات