الحمد لله على النعم بحياتي جميعها، لدي عائلة وتخرجت من الجامعة من تخصص أحبه، وحضرت دراسات عليا به، وعملت بعمل أحبه ومجزي بالنسبة لي، والأن ادرس وأوشكت على الانتهاء، وناجحة بعملي ومع عائلتي، ولكن كلما حققت شيئا أجد أني غير راضية هناك من هم أنجح مني بكثير، وأبدأ في التفكير في ما علي تحسينه درست تخصصات كثيرة، وأتطور لكن ليس بالقدر الذي يرضيني، أريد أن أسعد بإنجازاتي التي يشيد بها الجميع ما عدا أنا، فهذا شعور مرهق
مهما أفعل لا يُرضي طموحي
ربما لا تحتاجين للمزيد من الإنجازات، بل لمزيد من الوعي بأنك بالفعل في مكانك المثالي، حيث التكامل بين العمل، الأسرة، والدراسة. وربما مع الوقت، ستبدأين بتقدير النجاح بأسلوبك الخاص، وبدلاً من السعي المستمر للأفضل، ستكتشفين السعادة في كونك أفضل نسخة من نفسك في اللحظة الحالية.
لماذا لا تضعين أهداف مختلفة يا نور؟ هل الإنجاز أو النجاح هو في العمل فقط؟ بالطبع لا. لماذا لا تكون أهدافك الجديدة أن تكوني أسعد من قبل؟ أكثر صحة جسديا ونفسيا؟ صديقة أفضل أو ابنة بارة أكثر؟ أعني يا عزيزتي طالما وفقك الله بتحقيق إنجازات جيدة تتوافق مع شغفك في الدراسة والعمل ركزي على جوانب أخرى في حياتك، الجانب الاجتماعي على سبيل المثال أو طوري نفسك داخليا وخارجيا بعيدا عن العمل، سافري أو جربي تعلم مهارات مختلفة بعيدة عن مجال عملك، تعلمي التصوير مثلا أو صناعة المشغولات اليدوية أو تدربي على رياضة قتالية أيا كان ما يثير اهتمامك ويناسب شخصك، المهم ألا ترهقي عقلك وحياتك بالتفكير في الإنجازات العملية فقط.
أول خطوة هي القبول بأنك في المكان الصحيح الآن، والتقدير لما أنجزته. بدلاً من السعي المستمر للأفضل، اعتمدي على التقدير الذاتي واحتسبي نجاحاتك الصغيرة. جربي أن تكوني حاضرة تمامًا في اللحظة الحالية في عملك وحياتك الشخصية. أخيرًا، ضعي أهدافًا قصيرة المدى تتماشى مع طموحاتك الحالية وركزي على تحسين وضعك الراهن بدلاً من السعي للكمال. مع الوقت، ستجدين السعادة في كونك أفضل نسخة من نفسك في هذه اللحظة.
التعليقات