السلام عليكم ورحمة الله ")

-

تجربة بدأت قبل ثلاثة سنين أو أكثر وتوقفت من سنة - سيذكر السبب في الأخير - ، تنويه : الاسماء المذكورة ليست حقيقية .

-

صديق لي على الشبكة أتى وأخبرني أن هناك شخص من ذوي الإحتياجات - مرض نفسي - على شبكة رائع ولطيف ويريد صديقي أن نساعده في الخروج من حالته ، هذه كانت بداية تعرفي على صديقنا ماكس .

قمت بمتابعة الشخص على الموقع الذي هو عليه ، وتحدثت له ، كان حينها في الرابع عشر من عمره ، شخص بسيط وطفولي جداً ، تحسبه أقل من عشر سنين عمراً قد يكون تسعاً أو ثمانية .

صديقنا العزيز ماكس ، كان يعيش في دولة أجنبية ، جدته علمته الفصحى ، نعم ذلك الشخص كان يتقن الفصحى أكثر من كل الذين كلموه ، تقرأ كلامه كأنك تقرأ أحد الكتب الفصحى من تاريخنا العربي ، لدرجة أننا كنا نتعب في شرح مصطلحاتنا العامية له .

ماكس ، كان مصاب بمرض نفسي يجعل له العديد من الشخصيات الجيدة منها ، والسيئة - شرسة وقوية ومخيفة - ، شخصيات كانت تؤمن بالله وشخصيات لا - هنا توقعنا أنه مس من الجن - ، نعم لقد جربت الحديث مع تلك الشخصية التي هي بنفسها تظهر أنها ليست بشرية - جن - ، وكان صديقنا ماكس يسمي كل شخصية بأسم محدد ، فكنا نفرق مع من نتحدث حين يخبرنا أن إحدى الشخصيات أتت - هو يعتبر شخصياته كائنات " الجن تقريباً " تحدثه وتكلمه وتسيطر عليه - .

-

شخصيته كانت جميلة جداً وبريئة بشكل لا يصدق ، في أحدى الأحداث ، قام صديقنا ماكس بكسر تلفاز ، كان يود أن يأتي لصديقة لنا - هي من القدماء وأصدقاء الطفولة لصديقنا ماكس - كان يعتقد أنها في أحد برامج التلفاز ، وأراد دخول بداخله ليصل لها ، نعم تصرف غريب لكن ما حمله إليه تلك البراءة بالفهم والوصول للمراد .

كان جميلاً جدا ، نقي بدرجة لا تصدق ، حين يريد إحتضان أحد أصدقائه يقوم بحضن جهاز اللابتوب ويخبرنا أنه أحتضننا ، وكان لكل صديق له اسم خاص له ، لم يكن ينادي أحد بإسمه الحقيقي ، الكل بأسم هو اختاره له ، وكانت جميع الأسماء تمتاز بأن أول حرف لها مشترك .

-

من التجارب السيئة التي مررت بها ، حين أستيقظت في ساعة 8 صباحاً - وكنت وحدي في المنزل - ، أيقظني العزيز ماكس وهو خائف جداً ، فقد أتته شخصيته السيئة - أو الجن - بدأ يشعر به ويخيفه ، ويكلمه بأمور سيئة - الجن كما كان يخبرنا يكلمه - ، أخبرني بذلك ، كنت خائف جداً - فأنا حينها كنت مصدقاً فعلياً بأن تلك شخصية هي مس من الجن - ، كنت أكلم صديقنا ماكس وأطلب منه قول الشهادتين ، الاستعفار وقول المعوذات وسورة الإخلاص ، لم أجد أفضل من هذا الأمر لكي أحميه به ، فصديقنا ماكس مؤمن جداً بالله ، إيمانه نقي وشديد ، وبعد دقائق كأن الشخصية سيطرت عليه ، وبدأت تحدثني ، من كان يحدثني ليس ماكس ، بدأ يرفض قول شهادة فجأة وقول كلام غريب ومخيف كالقدرة عالإيذاء ، وأنه لا يؤمن بالله ومن هذا الكلام ، حينها خفت بشدة ، وحاولت تجنب حديث تلك الشخصية وحاولت الحديث لصديقنا ماكس كأن الشخصية تلك ليست موجودة ، وبدأت بملئ المحادثة بالاستغفار ، الشهادتين ، الإخلاص والمعوذات ، حتى بدأ صديقي ماكس بظهور ، وتنتقل الشخصية بينه وبين تلك الشخصية اللعينة ، مرة يجيب ماكس بكتابة الشهادتين ومرة ترد الشخصية الاخرى بكتابة العكس ، استمر الأمر لدقائق معدودة ثم أختفت الشخصية ، في تلك الأوقات ، لا أخفيكم كنت خائفاً لدرجة أني جلست بقرب النافذة وجزء مني عليها ، نعم! شعرب أن المنزل مرعب! > تأثير الأفلام ^^"

-

التجارب والقصص كثيرة ، تحتاج لكتاب لذكرها ، مِن تلكَ تجارب :

  1. مرض صديق لنا ، مس جني كان ، صديقنا ماكس كان يخبرنا بما يحصل وما يشعر وأين مكانه وكيفية جلوسه لصديقنا وكل واحد منهم في بلد ، نعم الشخصية الأخرى كانت تخبره بتلك الأمور ، كلها كانت صحيحة ، والمس لم يحصل إلا بعد أن فتح صديقنا العزيز لماكس الكميرا وجعله يراه ، وحين أخبرنا ماكس أن الجني - شخصيته الأخرى - ستترك صديقنا ، بالفعل لم ينتهي اليوم إلا وبدأ بتحسن مفاجئ بصديقنا!

كانت العبارات التي تقولها الشخصية - أو يقولها الجني - مرعبة ، كقول : " أن صديقنا بين السماء والأرض سيعاني حتى الموت ، لن يأكل ، لن يشرب ، سيكون له العذاب " ، أسلوب في قول الكلام مخيف .

  1. إختفاء الأشياء وتلفها ، كانت الإضاءة بغرفة صديقنا ماكس تتلف فجأة ليلاً ، صديقنا ماكس حينها في 15 من عمره ، ليس بمقدروه أن يتلفها دون كسرها مثلاً أو فكها ، كان تفسيرنا حينها أن هناك فعلاً مس جني وليست تلك شخصية له ، وطرح تفسير أخر ، أن صديقنا يكرر إطفاء وإشعال الإضاءة حتى تتلف .

  2. القوة والقدرة ، نعم في عمره ورغم صغر سنه ، حين يتحول لشخصية شريرة وقوية ، الطبيب الخاص به لا يستطيع التحكم به ، بل يستطيع ماكس ضربه وضرب أي أحد يقف في طريقه ، الآن وبعد أن كبر ، حين تأتيه تلك شخصية ، قادر على هزيمة 5 من أصدقائه في نفس الوقت ، لو لا يتم تهدأته قد يكون مؤذي .

-

لكنه كان مميز ، سريع الحفظ والفهم ، سريع التعلم ، ولطيف جداً ، كان منطوياً فهو يخاف من الأشخاص ، يعتبر مزح الآخرين معه كنوع من السخرية له .

أتمنى له توفيق ، والحياة السعيدة ، أتمنى لكل أولئك من ذوي الإحتياجات الخاصة ، أن يتشافوا ويعيشوا حياة هنيئة ، أحياناً حين أرى كيف يتعامل الناس مع تلك الفئة بل وإستحقارها ، أشعر كأننا نحن من لدينا الحاجة الخاصة ولدينا إعاقة يجب أن نتشافى منها .

تلك الفئة جميلة جداً ، لطيفة ، صادقة ، بريئة ، نعم قد تكون إحدى الحالات مخيفة ، لكن في داخلهم هناك صفاء ونقاء لم يتلوث مطلقاً .

-

-

لماذا توقفت علاقتي به ، صديقنا الذي ذكرته في الأعلى والذي عانا من المس كان مصاباً بمرض في القلب ، وبعد نجاح العملية ، لم يكن من نصيبه الحياة ، فتعب وتوفى إلى سماء عند القريب الأعلى ، بعد هذه الحادثة وكون صديقنا كان مقرب لماكس ويسأل عنه ، وكوني أنا وذلك الشاب صديقين وبالنسبة لماكس مترابطين ، فضلت الطبيبة أن أكون بعيداً لكي لا يتذكر ماكس صديقنا المتوفي من جديد ويحزن .

أتذكر حين أخبرناه عن موته ، كان يسأل هل سيعود ؟ وحين نخبره لا وأنه عند الله ، كان يسأل هل هو سعيد بذلك ؟ هل سيلتقي به بالجنة ؟ تلك البراءة والتي تحملها الطفولة تقشعر لها الأبدان .

-

-

نصل للنهاية ، أتمنى أن يكون ذكر التجربة شيئاً مفيداً لكم أعزائي ")