الحزن

نحن نعزي اهل الفقيد ونواسي اهل الفقيد . واجبا او خوفا من تسريح الالسنة. ولكننا لا نستطيع تعزيته حقا لانه يكون داخل قوقعة

نحن نعزي أهل الفقيد صحيح واجبا احيانا، لكن بنفس الوقت نحن نشعر بحزنه، وونشاركة آلمه والذي تختلف باختلاف قرب الميت منا. فأهل الميت بحاجة لمن يستوعب حزنهم، ويتمكن من احتوائهم دون حتى أي كلمة تعزية.

.الحزن مثل الحريق  يأتي علي الاخضر واليابس

الحزن يقتل، وحتى إن كان بصندوق الذكريات فيظل له آلم وحصرة بالقلب خاصة إن كان من نحزن لأجله قطعة من روحنا

ثم يخمد ومع الوقت

ربما التجارب مُختلفة، لكن أعتقد أنّني لا يمكنني أن أكذّب مشاعري، دائماً الأقرب إلى المُتوفى لا ينطبق عليه هذا الكلام برأيي، لا يمكن أن ينسى، على الأقل من تجربتي، بل مع كل يوم تقريباً تزداد شوقاً وحزناً وتآكلاً على من راح وكيف راح ولماذا راح، هذه أسئلة يطرحها الدماغ كل يوم ليزيد من صعوبة الفراق، وربما يُفصّل أكثر وأكثر مع يوم آخر، فتعود إلى الماضي بعيد منه وتفصّل في المواقف، والذكريات والكلام والحوارات والأماني والأحلام، ولذلك أعتقد أنّ الحريق ينقضي فقط بعيون الناس التي لم تأكل المصاب كاملاً، أما من يفقد قريباً عليه جداً، فحريقه داخلي لا يمكن أن يُرى، مع كل سعادة تقريباً غصّة ومع كل حلم عودة إلى الوراء، أصعب ما يواجه الإنسان برأيي الموت والتعامل مع الفراق.

ولذلك برأي حضرتك كيف يمكننا فعلاً التعامل مع الفراق الذي يزداد وطأة مع كل يوم لا العكس؟

يقول أجدادنا : كلما برد التراب على جسد الميت انطفأت جمرة الحزن لكنها لا تزول .