معظمنا لا يستطيع أن تمر خمس دقائق دون أن يلقي نظرة على هاتفه، ليرى من أرسل له ماذا؟.. وهكذا نعيش في حلقة مفرغة لا تنتهي إلا بالنوم، وأحيانًا نود لو أن الهاتف لا يتركنا أثناء النوم أيضا :) 

لست هنا لأناقش مساوئ التعلق بوسائل التواصل الاجتماعي، وإنما عن هذا التعلق المبالغ فيه بها، وأنها أصبحت تتحكم بنا بدلًا من أن نتحكم نحن بها لنسهل بها أمور حياتنا.

عند لحظة ما توقفت لأوجه لنفسي سؤال: هل حقًا سيفوتني شيء مهم إذا اتخذت قراري بالتوقف عن تصفح هاتفي ستين مرة في الساعة؟.. لا، لن يفوتني شيء.. بإمكان الأحداث المتعاقبة أن تنتظر حتى آتي إليها بنفسي. 

في كتابه الماجريات يقول الكاتب إبراهيم السكران بعد حديثه عن أحد النماذج الرائعة في التعامل مع هذا الانهماك في معرفة كل كبيرة وصغيرة مما يحدث في المجتمع وهو د. عبد الوهاب المسيري: "يكفي الإطّلاع على مجملات هذه الأحداث، وأن الإنتاج في مثل هذه الحقول (يقصد المجالات المعرفية) ليس بعيدًا عن الإصلاح في واقع الأمة وتحدياتها الكبرى، بل هو في قلب عملية الإصلاح." 

ويقول في موضع آخر: "وبرغم انغلاقي النسبي على ذاتي، وهو أمر ضروري أحيانًا ليحمي الإنسان نفسه مما هو شائع ومألوف، وليقي نفسه شر التفاصيل والتفاهات ولغو الحديث والأحداث اليومية؛ فإني لم أتقوقع قط، بل ظللت منفتحًا على ما هو أمامي، وعلى من هم حولي."

شاركوني، هل تميلون إلى إبعاد الهاتف عنكم لتتجنبوا تصفحه بلا فائدة وتستخدمون أدوات تعينكم على ذلك، أم أن قتل الرغبة أسهل من كل ذلك؟