الإنسان الحيوان .. بقلم أشرف القابسي

--

دعونا نتحدث عن الجانب المظلم من حياة الإنسان ..ذلك الشر المتأصل في نفسك ولا تريد أن تكشفه للبقية ..

يجب الاعتراف أنك محكوم بأهدافك ومصالحك الذاتية، ولا تعير مصالح الآخرين .. ويملأ قلبك الغرور والأنانية والاعتزاز بالنفس وتمجيدها..

قد تعتبر أنه كلام مبالغ فيه وغير وصحيح .. حسنا، كم من المال ستدفع لو أصيب إبنك بمرض خطير مقابل المال الذي ستدفعه لطفل يعيش في دولة مجاورة يعاني من نفس المرض؟

ماذا لو طَلب منك منح قدرتك على النظر لأخويك بالرضاعة.. هل ستقبل ؟

هل تعلم أنك تستخدم النفاق والكذب في أبسط الأمور الحياتية؟ .. فقد تحول تصرفات الشخص المقابل الى صفات حسنة، فقد يكون هذا الشخص الذي أمامك يرتدي زي قبيح، وتقوم بالقول انه زي جميل ورائع .. !

او قد تشعر بالتعب من وجود ضيف يصطحب أطفال مزعجين معه وعند اقتراب مغادرتهم تخبره أنك تتمنى منه البقاء لوقت أطول ! كما تداعب أطفاله المزعجين قبل المغادرة !

إذا بدأت الاقتناع بأنك شخص غير مثالي كما تظن، فدعنا نتحدث عن ميولات نفسية منحرفة ومعيبة وقذرة.. فالمرأة مثلا تجد أن الإطراء والغزل يتغلّب على الجنس والتسوّق و أكل الشوكولاتة في تحسين مزاجها ونيل رضاها.. وبالتالي قد تخون زوجها مع صديقه الرومانسي والجذاب لإشباع جانبها العاطفي الذي حرمت من إشباعه لبضع سنوات..

بينما يسعى الرجل في الغالب إلى اشباع غريزته الجنسية، فإنه قد لا يتردد بممارسة الجنس مع صديقة زوجته المثيرة إذا عرضت عليه نفسها بعد مرور أسبوعين فقط من زواجه.. ! ومن الأفضل أن لا نتحدث عن الخيانة بالنظر واللمس وهوى القلب...

إن حب النفس يشكل أفتك الأسلحة التي تدمر وتخرب الذات البشرية وتعرقلها على الإنجاز والتميز.. بل هي السبب الرئيسي في شن الحروب في العالم والاعتداء بالعنف والاغتصاب، وتعتبر دافعا إلى أكل أموال الناس بالباطل

و الاحتيال عليهم ..

فالأنا دائما توهمك بأنك الأفضل والأحسن ويجب أن تكون في أعلى وأحسن المراتب.. تريدك أن تكون الأكثر طلاقة في الكلام بين الآخرين، الأكثر أناقة وثقة في النفس والأقوى والأفضل والأغنى..

مهما تظاهرت بالمثالية أو الرضا أوالزهد فإنك لا تريد طباعا أن تكون الأكثر قبحا أو الأفقر في العالم !

إن ركوب حماقات الأنا وانعراجها وانحرافها عن المألوف أمر غير مأمون العواقب..

لذك جاء دين الإسلام ليهذب النفوس وينير العقول ويرتقي بالأخلاق ويدعوا الى الفضائل والقيم والحق والعدالة ، فالإيمان بمراقبة الله عز وجل لنا هي التي تحثنا على أداء الواجب وتنهانا عن التقصير فيه وتجعل الإنسان قادرا على مراقبة أفعاله وتعديلها وتجعله أكثر اتزانا وعقلانية وحكمة، وتخرجه من حال الحيوانية الى حال الإنسانية، فيعلم متى يقدم المصلحة العامة على الخاصة والعكس..

قال تعالى ((﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ﴾ صدق الله العظيم

achrafelgabsi@gmail.com