كثيرا ما نسمع عن بيئة العمل الصحية لكن هل نعيشها فعلا قد تبدو لنا البيئة الصحية من خلال مظهر المكتب أو مرونة ساعات الدوام لكن الحقيقة أعمق من ذلك بكثير البيئة الصحية لا تقاس فقط بالراحة المادية بل تبدأ من الشعور الداخلي بالأمان أن نعبر عن آرائنا بحرية أن نكون على طبيعتنا دون أن نخشى التقييم أو التقليل أو السخرية لكن في الواقع نجد أنفسنا أحيانا محاصرين بصمت ثقيل في الاجتماعات نخاف من الوقوع في الخطأ فنجمل الحقيقة بالمجاملات ونؤثر السلامة على الصراحة وهنا يظهر التحدي الحقيقي هل هذه البيئة تبنى فقط من أعلى الهرم الإداري أم أن الفريق بأكمله مسؤول عن خلقها، لنسأل من المسؤول عن خلق بيئة عمل صحية؟
من المسئول عن خلق بيئة عمل صحية؟
لكن بنفس الوقت أنا وأنت نعلم أن التدخل لدفع سخرية عن الغير قد يكون ثمنه خسارة العمل مثلاً والمفاجأة أنك قد تجد زميلك يقول لم اطلب منك التدخل مثلاً! برأيي لا أرى الأمر له علاقة بالسلبية بصراحة
أتفهم وجهة نظرك تمامًا وفعلًا أحيانًا التدخل ممكن تكون له تبعات.
لكن الصمت المستمر قد يخلق بيئة يشعر فيها البعض بعدم الأمان.
المقصود مش بالضرورة تدخل مباشر لكن حتى الإشارة البسيطة أو إظهار الدعم ممكن يكون ليه تأثير إيجابي ويساعد في بناء ثقافة احترام داخل الفريق.
هذا ما أحدث به فريقي خصوصاً الجدد منهم، لكن للأسف يرى البعض أنه لا بد من إشهار صوته أمام موظف قديم أو مدير حتى نصحح خطأ أو نضمن حق، أنا اتفهم أنه حقك لكن طريقتك في طلبه أو استرداده لزميل عجز عن طلبه قد تضرك أنت وتضعك في مقعد كراهية من القدامى القائمين على العمل فمثل هذه الأشياء لا تؤخذ بالصوت والإصرار
أتفق معك تمامًا في أهمية الحفاظ على أسلوب مهذب ومحترم عند مناقشة أي موضوع داخل بيئة العمل خاصةً مع الزملاء القدامى أو الإدارة فالتواصل الهادئ والمتوازن هو مفتاح النجاح في إيصال الأفكار وتصحيح الأخطاء
الهدف دائماً هو تحقيق مصلحة الفريق والعمل وليس فرض الرأي أو إثارة النزاعات فالتصرف بحكمة واحترام يضمن أن يُنظر إليك كشخص ناضج وموثوق به وهذا يفتح لك أبواب الحوار البنّاء ويُعزز علاقات العمل
لذلك من الأفضل التركيز على الحوار الإيجابي والبحث عن الحلول المشتركة بعيدًا عن رفع الصوت أو الإصرار بطريقة قد تُفسر سلبًا
وفي النهاية الاحترام المتبادل والتعامل الهادئ هو الذي يبني بيئة عمل صحية ويدعم النجاح الجماعي
التعليقات