لماذا يعمل الألمان ساعات أقل و ينتجون أكثر ؟ دراسة إجتماعية ..
غير صحيح على الاطلاق,
ساعات العمل قليلة جدا فى أوروبا كلها, و ليس فى المانيا فقط, الوضع نفسه فى فرنسا و بريطانيا, هذه البلدان مرفهة بفضل ثرواتها الطبيعية (الزراعة خاصة, أراضى أوروبا كلها من أخصب الاراضى الزراعية فى العالم كله),
ناهيك عن سمعة هذه البلدان و قدمها فى مجالات الصناعة اضافة الى جاذبيتها (من لا يحب باريس أو برلين؟!) , ما يجعلها وجهه لأى مستثمر و يجعله يتحمل عدد ساعات العمل القليلة و الضرائب المرتفعة و أضيف اليها كسل العاملين!
اذن تقدم اقتصاد هذه البلدان يحدث (رغم) و ليس (بسبب) ساعات العمل القليلة,
مشاهداتى الشخصية عندما كنت فى ألمانيا فى بيئة العمل هناك عكس هذا المقال تماما,
الألمان موظفين كسالى بشكل لا يصدق, وقت الافطار و تناول القهوة يمكن أن يأخذ نصف ساعة كاملة, يتبعها فاصل من الثرثرة و شرب السجائر مع القهوة,
كانوا يتناولون القهوة ثلاث مرات على الاقل, كل مرة لربع ساعة على الاقل معها السجائر و الثرثرة بالطبع, و هكذا, فأى انتاجية تلك؟ فى بلادى فاننا نشرب السجائر و القهوة على المكتب أثناء العمل, و تقريبا الراحة الوحيدة هى أثناء الافطار او الغذاء.
للأسف هذه البلدان تعتمد على ثرواتها الطبيعية و سمعتها و جاذبيتها فقط, لكن ما لا تعرفه ان الاقتصاد الاوروبى فى حالة ركود, و هو غير قادر على منافسة الاقتصاد الامريكى و الشرق أسيوى الاكثر دينامكية و الذى ينمو بمعدلات أكبر,
أوروبا فى حالة ركود و لو ظلوا على هذه الحالة من ساعات العمل القليلة و الكسل و الاجازات الطويلة و الضرائب المرتفعة فسوف يأتى اليوم الذى ينهار فيه اقتصادهم تماما.
كيف أصدق ما ذكرته بعد هذا السطر الذي قمت بكتابته
للأسف هذه البلدان تعتمد على ثرواتها الطبيعية و سمعتها و جاذبيتها فقط, لكن ما لا تعرفه ان الاقتصاد الاوروبى فى حالة ركود, و هو غير قادر على منافسة الاقتصاد الامريكى و الشرق أسيوى الاكثر دينامكية و الذى ينمو بمعدلات أكبر,
نعم, هل تعرف ان حجم الاقتصاد الامريكى اربع مرات أكبر من اقتصاد المانيا؟! و ان الصين و اليابان اقتصادهم أكبر من ألمانيا, الصين مثلا اقتصادها يبلغ 3 أضعاف الاقتصاد الالمانى.
الأسوأ هل تعرف ان معدل النمو فى اوروبا وصل الى "صفر", نعم صفر! بينما تنمو الولايات المتحدة بما يقرب من 2% و الصين ب7%,
انهم يعيشون فى الماضى, و يعتمدون على سمعتهم لا أكثر, المشكلة ان ال"سمعة" تنجح فقط مع المستهلك العادى (business to customer), بينما لا تنجح كثيرا مع الbusiness to business, لأن فى النهاية المواصفات الفنية و السعر هم العامل الاساسى فى الاختيار,
جزء كبير من ثمن المنتج الاوروبى يذهب الى الضرائب و المرتبات المرتفعة و غير ذلك, ما يجعله ينافس ب"سمعته" فقط, و هى ليست دائمة,
ان لم يأخذ الاوروبيين قرارات جادة فى خلال العشر سنوات القادمة مثل تخفيض الضرائب و التأمينات الاجتماعية و زيادة ساعات العمل و تقليل أجازات العاملين, فالانهيار قادم لا محالة, سوف تبتلعهم تماما الصين و اليابان و كوريا الجنوبية و تايوان و غيرهم.
دعك طبعا من ضعف اوروبا العسكرى و الاستراتيجى و جيوشهم الذابلة غير المسلحة جيدا, و التى تجعلهم تحت رحمة تهديد دولة أفقر كثيرا و لكنها متقدمة عسكريا هى روسيا, التى تستطيع احتلال اوروبا كلها فى أيام معدودة!
يبدوا ان لديك خبرة بخصوص اقتصاد الدول هل تستطيع ان تمدني بأي مقالات بخصوص هذا الأمر، شكرًا لك على تلك المعلومات القيمة.
تحياتى لك,
لا أدعى ان لى خبرة فى اقتصاد الدول و لكننى مهتم نوعا بمجالات السياسة و الاقتصاد,
هذه بعض المقالات التى تتحدث عن الموضوع :
مقال يتحدث عن اقتصاد فرنسا و فيه حديث عن مشكلة الضرائب المرتفعة:
جدير بالذكر ان المانيا هى صاحبة الضرائب الاعلى فى العالم!
مقال يتحدث عن مشكلة أخرى هى الخصوبة فى اوروبا :
هذه اقتباسة من المقال :
"ومن المعروف أن معدل النمو الاقتصادي في أوروبا يقل عن نظيره في أميركا لسببين رئيسيين :أن عدد ساعات عمل الأوروبيين يقل عن ساعات عمل الأميركيين بنسبة 15 في المائة سنويا· والسبب الثاني أن عدد سكان أميركا يتزايد بشكل مطرد، في حين أن عدد سكان أوروبا ثابت منذ مدة طويلة·"
هذه مقال تتحدث عن مشكلة اقتصاد المانيا بعد نمو قوى فى السبعينات, و انخفاض حاد الأن :
مشكلة ألمانيا و فرنسا بالخصوص هى ارتفاع الضرائب نتيجة لسياسات الحكومة الاجتماعية (العلاج المجانى, دعم البطالة, دعم السلع الاساسية, المعاشات المرتفعة, و غير ذلك),
هذه لم تكن بمشكلة فى السبعينات و الستينات, حيث كانت اوروبا و الولايات المتحدة هى الدول الوحيدة القادرة على الصناعة التكنولوجية المتقدمة, و بالتالى كان المستثمرين مضطرين للتعامل مع هذه السياسات مرتفعة الضرائب,
لكن بعد بزوغ نجم شرق أسيا, ثم شرق اوروبا مؤخرا, و الصين, أصبح الوضع سيئا, و بدأت الصناعة و النمو ينتقل من اوروبا تدريجيا الى الصين و الهند و شرق أسيا, و حاليا بشكل أقل الى شرق اوروبا (خاصة بولندا, رومانيا, المجر),
السبب ان هذه الدول قلصت من الفجوة التكنولوجية بينها و بين اوروبا, و فى الوقت نفسه لا تفرض ضرائب مرتفعة على العمالة و لا على الاستثمارات,
لماذا أفتح مصنع فى المانيا مثلا و ادفع اجور مضاعفة و تأمينات صحية للعمال و ضرائب تقترب من ال40% و ال60% و فوق هذا كله ساعات عمل أقل و أجازات هلامية بينما يمكننى تقليص النفقات الى الربع فى الصين مثلا (ضرائب أقل, مرتبات أقل, أجازات شبه معدومة, لا تأمينات صحية و لا اى شىء),
بالتالى اصبحت الشركات تنتقل تدريجيا الى الدول النامية, حتى الاوروبية منها, سيمنز مثلا نقلت كل اعمالها من المانيا الى المجر (حيث المرتبات أقل), فيات الايطالية تنقل مصانعها الى بولندا (مرتبات أقل أيضا و ساعات عمل أكثر),
الولايات المتحدة لا تعانى من المشكلة نفسها, فالضرائب منخفضة نتيجة لقلة الانفاق على السياسات الاجتماعية (لا يوجد علاج مجانى فى الولايات المتحدة و لا دعم على اى شىء) و ساعات العمل مرتفعة و الاجازات قليلة, و بالتالى لاتزال قادرة على منافسة الصين و غيرها.
خطر في بالي سؤال آخر ولكنه مرتبط بنفس الموضوع وهو لماذا الألمان متقدمون جدًا في الصناعات بمختلف أنواعها.
الموضوع جدًا شيق.
هنالك نقطة غريبه جداً خطرت ببالي من يومين وتذكرتها الأن وفكرت بها بشكل أكبر , وهي بخصوص الدول التي تضررت بشكل كامل جراء الحرب العالمية الثانية مثل ألمانيا واليابان ,, بغض النظر عن تنافسهم للهيمنه على الأسواق الصناعية والتكنولوجيا يأتي ببالي سؤال صغير جداً وهو كيف إستطاعت هذه الدول تخطي دمار شامل حل بها والمنافسه بشكل شرس في المجالات الصناعيه بعد 69 سنة من الحرب العالمية الثانية التي فتكت بشكل كبير بها ! ولم نستطيع نحن كعرب إحراز 10% من ما قاموا به على مر ضعف هذه المدة ! ,, إذا إستطعنا الإجابه عن هذا السؤال سوف نجد الإجابه للسؤال المطروح برأيي !
سبق و لاحظت هذا الأمر ثم فكرت في احتمالات كان أهمها:
تلك الدول وصلت لمرحلة من الدمار الكبير مما جعلها في مفترق الطرق: إما الإستمرار في التخلف و الدمار أو الإتجاه نحو سياسة البناء (الثقافي و الإجتماعي و الإقتصادي و العلمي ...).
إن كانت مساوئ الحرب أكبر من منافعها، إلا أن المنفعة الكبرى هي تعود الشعوب على الصلابة و الحزم بدل الرفاهية أو الخنوع.
منفعة أخرى للحروب هي جعل الشعوب لا تخاف و لا تخنع للحكام (خاصة إن كانوا مستبدين) أو لنظم حكمهم. و نتيجة هذا الأمر هي بزوغ دساتير و قوانين تمنع تأليه الحاكم و الحكومات و تضعهم تحت طائل المسؤولية.
مات الأشرار منهم و بقي خيارهم هههه
و الله تعالى أعلم.
التعليقات