بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.

الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان مالم يعلم. والصلاة والسلام على خير معلم الناس محمد

من أهم المهارات التي يتميز بها المتفوقون عن غيرهم من الناس هي مهارة إدارة الوقت.

منذ بداية الكون والزمن يتسارع بوتيرة أسية، فالوقت الحالي أسرع من سابقه، والمستقبل سيكون أسرع من الآن.

ففي عصرنا الذي سادت فيه التكنلوجيا، سادت المشتتات وانتشرت فأصبحت تحيط بنا وتحاصرنا من كل جانب.

لدرجة أنه صار من الصعب جدا إنهاء تلك المهمة التي تستغرق أكثر من خمس دقائق!

أولا أريد التأكيد أننا لسنا هنا لنتفوه بهراء التنمية البشرية ونتحدث عن ترهاتها، بل إن كل ماسأذكره مهم.

حسنا، لماذا ننظم أوقاتنا؟

الغاية من تنظيم الوقت هي تحقيق الكثير، في أقل وقت ممكن، بأقل جهد وأقل تكلفة ممكنة.

وهو مانطلق عليه باختصار (الإنتاجية) فالإنتاجية تخلق منا أشخاص أفضل ماديا ومعرفيا، وأشخاص مستقلين أشخاص منتجين لاعالة مستهلكين سواءا كنت طالبا أم موظفا فتنظيم الوقت هو السبيل الوحيد لتحقيق مشروعك في الحياة.

هناك بعض الأسئلة التي يفترض طرحها:

  • كيف أقوم بتنظيم وقتي لتحقيق أعلى قدر من الإنتاجية؟
  • كيف أحدد أهدافي وكيف أنجح في تحقيقها؟
  • كيف أصبح شخصا أفضل؟

قبل أن نجيب على الإسئلة لنتوقف قليلا

ربما شاهدت أو سمعت في أحد مقاطع التنمية البشرية بعض النصائح، لكنها لم تكن مناسبة لك فقمت بتجاهلها، هذا لا يعني أنك إنسان فاشل!

فتلك النصائح عامة وغير عملية -لاتسمن ولاتغني من جوع- الأمر الآخر ( لاتبالغ ) في تقدير أهدافك فالأهداف ليست كما تتخيل -بتلك الأهمية من منكم لمن يجعل هدف (أن يكون الأفضل) من ضمن أهدافه؟

أعزائي، الفرق بين الأهداف والأحلام- في الحقيقة- أنهما وجهان لعملة واحدة! إذا كنت تسعى لتحقيقها.

يقول الله عز وجل في كتابه: "وأن ليس للإنسان إلا ماسعى"

قد يدور في مخيلتك سؤال لماذا نقول: الأهداف غير مهمة؟!

"الغرض من وضع الأهداف هو الفوز باللعبة، أما الغرض من وضع الأنظمة هو الإستمرار في اللعبة" 

فكيف ستتمكن من الإستمرار إذا كنت لاتستطيع الإستمرار أصلا!

إذا ماهو الحل؟

الحل يكمن في أنظمة إدارة الوقت وفي مقدمتها يأتي نظام قوي جدا يتسم بالسرعة والبساطة -شكّل لي نقطة تحول-!

هو نظام OKR

أغلبكم قد سمع به لأول مرة لكن هذا النظام شهير ويتم استخدامه في كبريات الشركات والمؤسسات مثل جوجل وأبل وإنتل

ماهو نظام OKR وكيف نستخدمه؟!

تم اختراع النظام من قبل أحد مؤسسي شركة إنتل وهو المبرمج آندي غروف القائد المهني الأكثر تأثيرا خلال السنوات ال25 الماضية

OKR اختصار ل: Objectives and Key Results أو (الإدارة باستهداف النتائج)

قد تبدو تلك المصطلحات معقدة نظريا لكنها في الواقع بسيطة عند التطبيق وأهم مايميزها أنها سريعة وسهلة.

يقوم النظام بوضع الأهداف على قدر حجمها وتكون مجرد نقاط وصول

إذا من منكم لايستطيع تحديد أهدافه؟

علميا لايوجد إنسان ليس لديه أهداف ولكن في الحقيقة من يقولون أنهم لايملكون الأهداف هم مصابون بالتشتيت من كثرة الأهداف، والبعض الآخر غير قادر على تحقيق أهدافه، فهم خائفون لايضعون الثقة في الهدف

يمكن التخلص من هذه المشكلة ببساطة بجمع معلومات أكثر عن الهدف بالأستعانة ب(جوجل أو you.com أو حتى chatGPT) واستخدام نظام الOKR

  • فأول خطوة في النظام هي تحديد هدفك

لنفترض أن الهدف هو (تحقيق دخل من برمجة الألعاب)

الخطوة الثانية

  •  تحويل الهدف إلى إشكالية (كيف يمكنني برمجة الألعاب؟ أو كيف يمكنني الربح من برمجة الألعاب؟)

ثم البحث في جوجل، لنفترض أن أحد نقاط الحل كانت تعلم لغة #C واستخدام محرك ألعاب Unity لبرمجة اللعبة ثم استخدام Admob للربح من الإعلانات ورفع اللعبة في المتجر.

الخطوة الثالثة

  • تحويل نقاط الحل لقائمة مهام ونستخدم لذلك:

Todolist أو Timeblocking سيأتي الحديث عنها..

الخطوة القادمة هي كيف تؤسس لروتين فعال لتنفيذ تلك المهام فالدماغ كسول على رأي الكثير من العلماء على رأسهم الطبيب الحاصل على جائزة نوبل -إيفان بافلوف-

فالدماغ يقوم بتحويل أي روتين إلى عادة لاتتطلب منه أي جهد

فالقيام لصلاة الفجر مهمة سهلة لمن اعتاد عليها، أما بالنسبة لآخرين فهي بمثابة التحدي الأصعب -بالمناسبة فإن الصلوات أداة فعالة لضبط الوقت!

الOKR أداة فعالة لإدارة الوقت للمشاريع الشخصية والمشاريع الكبرى لكنه بالرغم من كفاءة نظام OKR في إدارة الوقت والمصادر فإنه لا يضمن لنا الإستفادة القصوى من الزمن.

لذا دعونا نتحدث عن فن الإستفادة القصوى من الزمن

في هذا الموضوع سنستعين بقانون 80-20 الذي ينص على أن 80% من النتائج سببها 20% من الأسباب

هذا يعني أن 80% من وقتك لا يحقق لك الفائدة وذلك بسبب التعب والإزعاج أو المقاطعات حتى أن إشعارات الهاتف الجوال ووسائل التواصل ساهمت في تدني مستويات التركيز.

قام شخص يدعى -فرانشيسكو سيريلو- بابتكار تقنية أطلق عليها البومودورو

نقسم فيها المهمة لفترات زمنية لاتتجاوز ال25 دقيقة ونأخذ قسطا من الراحة لمدة 5 دقائق بعد كل 25 دقيقة عمل.

فأنت تقوم بالتركيز لمدة 25 دقيقة كاملة بعدها يمكنك تفقد الإشعارات أو كل مايشغلك في ال5 دقائق المخصصة للراحة.

بذلك نكون قد هزمنا قانون 80-20 وهناك العديد من التطبيقات التي تساعدنا بمؤقت البومودورو -لكن قبل ذلك دعني أخبرك "أنه لاتوجد تقنية في العالم تستطيع مساعدتك إذا كنت عاجزا عن المقاومة" أو أنك لاتستطيع مثلا تجاهل الإشعارات لمدة 25 دقيقة فقط! -حاول معالجة ذلك الإدمان-

نظام ال OKR بالإضافة لنظام البومودورو يقومان بحل مشاكل الوقت والأهداف وعدم القدرة على التركيز والتعب المستمر وضعف الإنتاجية وصعوبات أخرى متعلقة بالتعلم.

هناك بعض الأدوات التي يمكن أن تساعدك

  • الأداة الأولى

تطبيق لتدوين الملاحظات مثل نوشن وonNote

  • الأداة الثانية

تطبيق لجدولة المهام مثل todolist و google calender 

فقائمة المهام تمكنك من كتابة المهام في شكل قائمة مع إمكانية تحديد الوقت الذي يفترض أن تبدأ فيه بإنجاز كل مهمة.

أما الTimeblocking تقوم فيه بتحديد زمن البدء لمهمة معينة وزمن الإنتهاء منها

  • الأداة الثالثة

مؤقت عادي أو مؤقت بومودورو مثل Pomodoneapp أو Forest 

بالإضافة لذلك يمكنك استخدام تطبيق حجب مثل Blocksite يقوم بمنع الإشعارات في زمن العمل وبمؤقت بومودورو.

نصائح أخيرة

1. إعرف أين يضيع وقتك

2. الأولويات قبل كل شيء

3. كون روتين يجعل منك شخصا أفضل

4. قم بحماية أغلى ماتملك (وقتك)

5. قل لا

ومع الإستمرار على هذا النظام بمرور الوقت ستصبح أحد أولئك الذين يملكون حاسة سادسة