في مقارنة سابقة، طرحتُ العديد من الأفكار حول مقارنة حرة بين توقّع الفشل والتفاؤل بالنجاح. وعلى الرغم من أن عالم ريادة الأعمال يخلو من مثل هذه الجوانب التفاؤلية التي لا تستند على منهج توقّعي، فإن رأيي قد يكون به بعض التخبّطات في هذا الصدد.

هل يجب علينا توقّع النجاح بدون دلالات؟

يقول سام والتون -رجل الأعمال الأمريكي التاريخي ومؤسّس سلسلة وول مارت للبيع بالتجزئة- أن أحد أهم أسباب النجاح يكمن في توقّعه، حيث يصرّح نصًّا بما يلي:

التوقّعات الكبيرة هي مفتاح النجاح.

وعلى الرغم من أنني مررتُ أكثر من مرة على هذه العبارة وشاركتها، فإنني دائمًا ما أجد فيها ما يكون مربكًا، لأنني لا أستطيع تكذيبها، لكن في المقابل لا أستطيع تصديقها على الإطلاق.

تبعًا لقواعد ريادة الأعمال فيما يتعلّق بالتخطيط وتحديد الاستراتيجية الاستباقي والعمل على توقّع المخاطر قدر الإمكان، فإن الكير من المبادئ تتنافى هنا مع مبدأ سام والتون.

وعلى الرغم من كونه رجل أعمال لا يستهان بوجهات نظره، فإن التعامل مع النجاح بشكل توقّعي أو متفائل لا يبدو عليه إلا أنه سمة من سمات التخطيط السيّء، الذي قد ينتصر للتفاؤلات على ما تخبره بنا الإحصاءات والأرقام.

لكن من جهة أخرى، تكمن إمكانية تحقيق هدفٍ ما في إيماننا بتحقيقه. ربما من هذه النقطة يبدو الأمر أكثر وضوحًا. لكنني لا أستطيع أن أتعامل مع رأي سام كرأي واضح يمكن تعميمه على منهج رائد الأعمال ككل.

في رأيكم، ماذا يعني سام والتون بأن نتوقع النجاح دائمًا؟ هل ذلك سيدفعنا في النهاية إلى خداع أنفسنا وفقدان إدارة مشروعنا باحترافية؟ أم أنه يرى جانبًا آخر من المسألة؟