جلست على كرسيٍ أمامه تاركاً على يساري بقعة من السواد لا يعكسها إلا شذرات من الضوء قد تعلقت باطرافها صورة جميلة ارتسمت امامي . كثوب اسود مُوشَّى بالنجوم قد ابدعت فيه يد خياط . أو كرسام مرتبك قد خطفت قلبه حُلةُ عذراءٍ فخانته فُرشاتُه وانسلت من يده ووقعت على أطراف ذلك الثوب فختلط سواد ببياض ولا يكون الحسن إلا إذا اجتمع ضدان نقاوة ليل وبراءة قمر ... 

لفت نظري منظر عجيب عمود إنارة قد توسط مكاناً بارزاً قد توستطه رجل وحيد واقف على مسرح خياله عازفاً بذلك مقطوعة جميلة ... لحن هدوء... و أوتار صبا ... وجمال متكئ ... وروعة منظر . 

طبيعة وفطرة بشريه أن كل ما تكرر ممل سواء أكان منظراً طبيعياً أو صورة فوتوغرافية أو أي شيء يجذب الحس و الفكر . ولكن ما رأيته وقد رأيته كثيراً ولكني لم أمل منه منظراً طبيعياً ذو لمسات فنية قد ابدعت فيه يد من بناه وأقام على زينته ؛ شاطئٌ قد اتخذه البشر وسيطاً بين سعة بحر ورحابة متكئٍ سندسي أخضر تغشاه زرقة البحر و بهاء النهار . وهدوء الليل وجمال الإنارة ليلاً على طول ذلك الشاطئ . فتراها من كثرتها كأنها انعكاس مرايا لعالمٍ آخر