"من سياسة المماطلة الى سياسة المراوغة " ,الأسلوب الأحدث الذي اتخذته اثيوبيا , فيما يخص مفاوضات سد النهضة , وأيضا فيما يتعلق ببدء ملء خزان سد النهضة .
لقد ظهر واضحا التضارب في التصريحات الرسمية من الجانب الأثيوبي , وذلك بعد الإعلان المنسوب لوزير الرى الإثيوبى" سيشلى بيكلى " ، من خلال التليفزيون الإثيوبي الرسمي عن البدء بشكل رسمي في ملء خزان سد النهضة الأثيوبي .
وبعد ضجة كبيرة وبعد إثارة البلبلة , تراجع وزير الري الإثيوبي عن تصريحاته , ثم تلى ذلك إعلان التليفزيون الرسمي الإثيوبي نفي ما تردد من أنباء حول ملء خزان السد .
وقدم التليفزيون كذلك اعتذاراً رسمياً, لما اعتبره تفسيرا خاطئا لتصريحات وزير الري الإثيوبي , بقولها أنه خطأ غير مقصود , وغير متعمد .
واستكمل بيكلى حديثه قائلا , إن المفاوضات بين الثلاث دول سوف تستمر , ولكن مع ضمان حق بلاده في الإستخدام العادل والمنصف لمياه النيل الازرق , وبالشكل الذي يحقق التنمية التي تبتغيها أثيوبيا .
وأكد أن عدم التوصل الى إتفاق حتى الآن , كان بسبب إصرار دول التفاوض على إلزام اثيوبيا , بالتوقيع على اتفاقية دولية تحمل نصوص قانونية ملزمة , " وهو ما لن تقبله بلاده " .
ومما زاد من حدة توتر العلاقات , الصور التي تم التقاطها حديثا من خلال الاقمار الصناعية والتي تؤكد زيادة منسوب مياه خزان السد . الأمر الذي دعا وزير الخارجية الإثيوبي الى إعلانه نفي خبر شروع إثيوبيا في ملء سد النهضة .
وأيد ذلك البيان الصادر عن وزارة الخارجية السودانية، والذي أفاد بأنه قد تم أبلاغهم من جانب الخارجية الأثيوبية ، بعدم صحة ما تردد من أخبار حول شروع إثيوبيا في ملء سد النهضة.
حيث أكد على ذلك القائم بالأعمال الإثيوبي , خلال لقائه مدير إدارة دول الجوار السودانية , بقوله إن بلاده لم تبدأ بغلق بوابات سد النهضة، ولم يتم حتى الآن إحتجاز المياه داخل بحيرة السد . ولكن تجمع المياه في بحيرة السد كان بشكل طبيعي نتيجة موسم الأمطار الحالي .
وأشار أيضا الى التزام بلاده بالاستمرار في المفاوضات مع مصر والسودان , بمشاركة الاتحاد الأفريقي , والمراقبين الدوليين , حول ملف سد النهضة .
بعد هذا التضارب الواضح في التصريحات المعلنة , والذي ادى الى غضب جموع الشعب المصري والسوداني , فقد تباين موقف كلا من الحكومتين المصرية , والسودانية .
فبالنسبة للحكومة المصرية فقد طلبت من الحكومة الإثيوبية ما يسمى " إيضاحًا عاجلًا " , بشأن حقيقة البدء في عملية ملء بحيرة السد من عدمه .
ويذكر أن " سامح شكرى " وزير الخارجية المصرية قد أعلن في وقت سابق " عدم التوصل الى اتفاق مرضي " بشأن المفاوضات حول سد النهضة , وأن رؤساء الدول هم من يمكنهم تحديد مسار نهاية المفاوضات بشان السد .
، وبالنسبة للحكومة السودانية فقد أشارت إلى أن هناك تراجع ملحوظ في منسوب مياه النيل بمعدل 90 مليون متر مكعب ، وهو ما يفيد بأن بوابات السد قد أُغلِقت وجاري البدء في ملء بحيرة السد .
وابدت الحكومة السودانية من جانبها "" رفضها اتخاذ أية إجراءات أحادية الجانب "".
وعلى الصعيد الدولي لحل الأزمة الراهنة , فقد دعت الأمم المتحدة الدول الثلاث كلا من (إثيوبيا ومصر والسودان) إلى التمسك بالفرص المتبقية لحل نقاط الخلاف الرئيسية .
وفي السياق ذاته فقد أعلن مجلس الأمن الدولى , عن إمكانية عقد جلسة جديدة بين الدول المتشاطئة حول أزمة سد النهضة .