بعيدا عن المناقشات التي قامت حول تحديد مفهوم كلمة (تقويم)، يمكن الإشارة إلى خضوع الصياغة الاصطلاحية لهذه المفردة لمزاحمة مفهوم آخر، يحمله مصطلح (تقييم). وفي هذه الحالة فإن النبش في دلالات هاتين المفردتين إجراءٌ أصيل، لا بديل عنه لمنح كل لفظة اصطلاحية منهما وعاءها المعنوي...
لا فرق بين التقويم والتقييم.. نهاية الجدل؟
ولكن هل ذلك تطور؟!! أحسبه تردي من هو إلى هوة أعمق.
بالطبع ولكنّك هنا تقع بين أمرين أسوء من بعض، طبقة المثقفين واللغويين الذين يصرّون على استبقاء اللغة كما هي متجنّبين أي حالة تطوّرية بسبب إيمانهم بكمال اللغة العربية وسموّها وعندك أيضاً قسم من الناس ليس لديهم أي احترام للقواعد الأصلية إلا بالقدر الذي تتوافق فيه مع المحكية، فالأمر هنا يتقلّب بين شخص مصرّ على غلط وشخص يرفض أن يصحح ويتطوّر، هنا تكمن مصيبتنا، بالإنكليزي كانوا واعين لهذا الأمر فصححوا قاموسهم مباشرةً، أتحدّث عن أوكسفورد وما زالوا يطوّرونه شعبياً ومكتوباً.
كما قال السيد @abd_laajane فإن تطوير اللغة عندنا في لغتنا لها قواعد وضوابط وقد ذكرها فيما كتب. فليس كل تصحيف يرد على ألسنة العامة لكلمة فصيحة لا تتبع طرق الإشتقاق و التوليد و منطق اللغة ذاتها يعد تطويراً. لأن هناك ضوابط لتطوير اللغة. فالمثقفين فيما أعتقد يرفضون ابتذال اللغة الذي ياخذ به العامة. وأنا أتفق معك فيما يخص اللغة الإنجليزية ورصد كل جديد يطرأ للكلمات وتقييدها بمعانيها وسياقاتها وبذلك نمى المعجم عندهم بقوة وذلك لان طبيعة اللغة عندنا تختلف عن طبيعة اللغة عندهم ونحن محكومون في ذلك بأصول قد وضعها الأقدمون وهي معمول بها في الفصحى.
الحديث عن اللغة تواصلا وتطويرا لذخيرتها يجعلنا نقع بين مرجعين .. الأول مرجع الواقع اللغوي الطارئ على الهوية اللغوية .. ومرجع ما عليه اللغة في مظانها و"صفائها" وهويتها التاريخية .. ولسنا هنا لنختار هل نكون ممن ينهل من المرجع الأول أو الثاني، أو المزج بين المرجعين لنكون أمام خيار ثالث. المسألة أن نكون جميعا في صف الحفاظ على الذحيرة اللغوية العربية، وهذا يعني ما يعني لشخصيتنا ووجودنا وأمننا اللغوي والاجتماعي، وفي الوقت نفسه أن نكون جميعا مع تطويرها التطوير العلمي بما يناسب الزمان وملابساته ومستجداته العلمية والتقنية والفنية ... وهذا يعني ما يعني لوعينا الذي ينبغي أن ينسجم مع طبيعة الحياة التي تجنح دوما للتطور والتبدل والتغيير ...
التعليقات