على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها الدول العربية سياسيا وتربويا واجتماعيا وما زال النظام التعليمي لاغلبها في مكانه وما زالت الصعوبات تمنعه من الانطلاق والتحرر من اثقاله التاريخية
لماذا لا يستطيع التعليم أن ينهض رغم هذه الجهود الكبيرة التي بذلت في مختلف المستويات؟
لانّ بعضها لا يعرف كيف يخطط؟ّ! لأنه لا يعرف أن يحدد أهداف طويلة المدى، حيث أهدافها قصيرة المدى؟ لأنها لا تعرف كيف تحل المشاكل من جذورها؟
اليوم لو ذهب إلى دول عربية بعينها ستجد نسبة البطالة كبيرة جدًا، ثقافة الميل إلى التعليم الأكاديمي وتفضيله على المهني هو السائد، فمثلًا قد تجد نسبي الحاصلين على شهادات البكالوريوس والدراسات العليا هي الأكبر، والأنكى من ذلك أنك ستجد جلهم عاطل عن العمل. وهذا إن دل على شيء دل على عدم دراسة النظام التعليم ووضع أهداف حقيقية وواقعية، يمكن العمل بها.
أيضًا المنهاج التعليمية عقيمة. لا تساعد على الابداع
ويبدو أن الجهات المسؤولة لا تميل إلى الاستثمار في التعليم. بالطبع أنا لا أعمم هنالك بعض الدول العربية تخصص ميزانية ضخمة للتطوير من التعليم مثلما يحدث في السعودية.
انخفاض الميزانيات والموارد المالية سيسبب مشاكل هيكلية في أنظمة التعليم.
يتبقى سبب مهم لتردي أوضاع التعليم أنّ راتب المعلم قليل مقارنًة بأقرانه ممن يعمل في وظائف أخرى.
يتبقى سبب مهم لتردي أوضاع التعليم أنّ راتب المعلم قليل مقارنًة بأقرانه ممن يعمل في وظائف أخرى.
إنّنا في حاجة إلى تسليط الضوء على هذه النقطة أكثر من أي سياقٍ آخر فيما يتعلّق بحل أزمة التعليم العربيّة. بالفعل يا هدى، لا يمكننا أبدًا أن نجد ما هو أبعد من ذلك. لأن الفكرة لا تتمثّل في الربط المباشر بين أزمة المعلّم الماليّة وانهيار المنظومة التعليميّة. لا. الأمر يعتمد على ما هو أكثر عمقًا. فنجد أن القيمة نفسها التي يمتلكها المعلّم في المجتمع قد أصبحت أقلّ من الكثير من المسارات الوظيفيّة. وعلى الرغم ممّا تمتلكه هذه المهمّة من أهمّية وثقل في إطار شتّى المجتمعات، سنجد طريقصا مسدودًا أمام المعلّمين لا مجال فيه سوى للترهيب المجتمعي من هبوط المستوى المادي. وبالتالي لا يجد المعلّم بديلًا سوى بيع منتجه التعليمي خارج أسوار المدرسة. من هنا، بدأ النظام في الانهيار، وسوف يستمر إلى ما هو أقل بكثير من المستوى الحالي.
التعليقات