يجب أن نكون على دراية بآخر الاتجاهات التي تهيمن على التجارة الإلكترونية من أجل وضع استراتيجية تسويق تضمن للشركات البقاء والاستمرار في ظل المنافسة الشرسة التي تزداد يوماً بعد يوم. وتحدث هذه الاتجاهات على مستوى العالم ومن المتوقع لها أن تستمر لفترة ليست بالقليلة. ويرى 77% من العاملين بمجال التسويق الإلكتروني أن وضع خطة تفصيلية للسياسة التسويقية بناءً على آخر ما يطرأ من اتجاهات هو الوسيلة الفعالة لوضع خطة تسويق الكتروني مجدية تعود بنتائج إيجابية على سير الأعمال.
ومن آخر الاتجاهات التي تهيمن على التجارة الإلكترونية ما يلي.
نمو التجارة الإلكترونية يتجه إلى آسيا
على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية، كانت الولايات المتحدة الأمريكية هي المهيمنة على سوق التجارة الإلكترونية، وعلى الرغم من استمرار تزايد النمو إلا أنها تقترب من درجة التشبع ومن المتوقع أن يبدأ النمو في الانخفاض شيئاً فشيئ. ويأتي هذا على العكس من السوق الآسيوي وخاصة الصين التي يتزايد بها نمو التجارة الإلكترونية بشكل ضخم، فمن المتوقع أن يتضاعف حجم التجارة الإلكترونية بالصين ما بين هذا العام وحتى عام 2019 لتحقق ما يقرب من تريليون دولار كحجم مبيعات خلال ثلاث سنوات فقط.
ولذا يتعين على الشركات أن تأخذ هذا في الاعتبار فتتوجه بمنتجاتها إلى السوق العالمي، وتبدو هذه المقولة أسهل في قولها عن فعلها إلا أن من مميزات التجارة الإلكترونية أن الشركات لا تحتاج إلى بنية أساسية خزعبلية كي تبدأ في البيع في دولة جديدة.
تزايد أعداد مستخدمي المحمول
لا تحتاج إلى كي أخبرك عن تزايد عدد مستخدمي الأجهزة المحمولة خلال الخمس سنوات الماضية حيث يمثل مستخدمي هذه الأجهزة ما يقرب من نصف التفاعل على الانترنت ولكن المفاجأة تكمن في عدم رضا هؤلاء المستخدمين عن فكرة الشراء عبر الأجهزة المحمولة، فعلى الرغم من قيامهم بالتسوق والبحث من خلال أجهزتهم المحمولة إلا أنهم يلجأون دائماً للأجهزة الثابتة عند رغبتهم في إتمام عمليات الشراء. فما الذي يتعين على العاملين بالتسويق الإلكتروني فعله؟ الأمر في غاية البساطة: اتباع استراتيجية تسويق إلكتروني تعتني بكافة أنواع المنصات التي يستخدمها المتسوق. ففكرة أن المتسوق يقوم بإتمام عملية الشراء من خلال الجهاز الثابت وليس المحمول لا تعني بالمرة أن يتم إهمال الأجهزة المحمولة، فالمتسوق يأخذ قراراه من خلال البحث باستخدام الجهاز المحمول أولاً.
زيادة المنافسة في مجال التجارة الإلكترونية
مع تزايد تحول المتسوقين إلى عالم التجارة الإلكترونية، يتزايد التنافس بين الشركات والتي تتنوع بين الشركات الناشئة التي تدخل السوق كل يوم والشركات الكبيرة في المجال. ومن آثار هذه المنافسة المتزايدة، عدم قدرة الجمهور على استيعاب كميات المحتوى الإلكتروني التي توجه إليهم. بحيث يصبح على العاملين بالتسويق مهمة إنشاء محتوى إلكتروني متميز جداً يستطيع ضمان البقاء والاستمرارية في عام 2017. وإذا لم يكن باستطاعتهم القيام بذلك، فإن التركيز على حلول تسويقية أخرى قد يكون هو الحل الأمثل.
نموذج تقديم الخدمة بنظام الاشتراك الشهري هو المستقبل
أثبت نموذج تقديم الخدمات بنظام الاشتراك الشهري نجاحه وفعاليته عبر السنوات السابقة فهو يعتبر حل يحقق فائدة لكل من الطرفين: طرف المستهلك الذي لا يضطر لدفع مبلغ كبير مرة واحدة، بل يدفع المبلغ مقابل استهلاكه ووفقاً لاحتياجاته التي يقررها، وطرف البائع الذي يحصل على دخل مستمر نتيجة الاشتراكات الشهرية التي يسددها المستهلك. وقد أثبت هذا النظام فعاليته ليس فقط في مجال البرمجيات ولكن أيضاً في مجال المنتجات المادية الأخرى كأوبر مثلاً، وبالنظر إلى الوضع الاقتصادي العالمي، فإن هذا الاتجاه آخذ في النمو يوماً بعد يوم.
وبالتالي، يتعين على الشركات العمل على تطويع منتجاتها كي تقدم للمستهلك بنظام الاشتراك الشهري. وفي هذا الصدد، قد تتجه الشركات إلى التركيز على زيادة عدد المستهلكين لزيادة حجم الدخل الشهري من اشتراكاتهم، إلا أن التركيز على اجتذاب عملاء جدد وإهمال العملاء الموجودين بالفعل قد يؤدي إلى نتائج عكسية. لذا فإن وضع سياسة للحفاظ على ولاء العملاء الحاليين يعتبر من أفضل الوسائل التي يمكن أن تتبعها الشركات في ظل التحول إلى تقديم خدماتها بنظام الاشتراك الشهري.
نمو الذكاء الاصطناعي ودوره في التنبؤات الذكية
من الصحيح أن كمية البيانات والمعلومات المتاحة عن طبيعة المستهلك وسلوكه الشرائي تتزايد مما يعظم من قدرة العاملين بالتسويق على استهداف المستهلكين بالمنتجات التي يحتاجون إليها بالفعل بشكل أفضل، إلا أن القدرة على الاستهداف بشكل صحيح لا زال بها بعض القصور، فكمستهلك قد تكون قمت بشراء منتج معين ثم تجد إعلان عنه يحثك على شرائه بعد فترة، بينما يمكن أن توجه لك إعلانات بشراء منتجات مختلفة ولكن متعلقة به كي يحصل المسوق على نتائج أفضل، فأنت لن تقوم بالطبع بشراء منتج قد قمت بشرائه بالفعل مرة أخرى. ويرجع هذا إلى مدى دقة الذكاء الاصطناعي الذي يتحكم في أدوات ووسائل التنبؤ. وتشير الإحصائيات أن نسبة تمويل الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي تتزايد في عام 2017، مما يشير إلى أنه سيكون عام الذكاء الاصطناعي حيث من المفترض أن يساعد العاملين في التسوق على تنفيذ استراتيجيات استهداف أكثر فعالية ودقة خصوصاً مع توافر هذا الكم الهائل من البيانات والمعلومات بالإضافة إلى تطور برمجيات التعقب والمتابعة والتحليل.
Chatbots
تعتبر فكرة الـChatbots من أهم أحدث التقنيات التي ظهرت مؤخراً في مجال التسويق الإلكتروني. فإلى جانب البيانات كبيرة الحجم، والذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء، بدأت الـChatbots تأخذ مكانها على الساحة قبل عام 2016، إلا أنها لم تصل لهذا الصيت إلا هذا العام. والـChatbots عبارة عن برنامج يقوم بتقليد دور إنسان يمكن للمتسوق التحدث معه. ولم يكن الغرض الأصلي الـChatbots هو مساعدة المسوقين ولكنه أصبح كذلك الآن حيث يمكنهم الاستعانة به لتقديم المساعدة للعملاء دون تحمل تكلفة تعيين شخص للقيام بذلك. ومع ذلك، لا ننصح أن تقوم باستثمار تكلفة كبيرة في هذه التقنية إلا إذا رأيت أنها سوف تقوم بحل الكثير من المشاكل التي تواجهها مع عملائك.
وتعتبر الـChatbots حالياً قادرة على القيام بعدد محدود من المهام، إلا أن التقنية آخذة في التطور، فلقد قامت فيسبوك بدمجها ضمن خاصية الـIn-app purchase حتى تمكن الـbots من إتمام عمليات الشراء التي يقوم بها المتسوقون من خلال الموقع، وهذا يعني أن هذه التقنية ستتحول قريباً إلى شئ أساسي في عالم التسويق وليس مجرد تقنية مساعدة، وسيكون على الشركات أن تستعين بها كي توفر للعميل تجربة شراء سلسة وإلا سيتجه العملاء لمكان آخر.
المصدر :
التعليقات