عند إلتقائِك بشخـصٍ ما

أيّ شخص سواء كانَ صديقًا,حبيبًا,أو شريكًا في الحياةِ لا شك بأن يكتمل هذا الإلتقاء بالإيفاء بالعقدِ.

عقدٌ تعقدهُ معهُ حول صفقةٍ شُركائها أنت وهو,ميثاقُها "الاحتـرام " وبالحديث عن الاحترامِ يعتقدُ البعض أننا نقصدُ الحواراتِ المُنقّحة من الشتائمِ والسبِّ,أو التحفُّظ حدّ الحدود في التعامل مع الآخر بلا إهانةٍ أو ذِلّة.

-لكن؟ لن يقتصر هذا العُرف إلى غايةِ هنا

فللاحترام معانٍ أخرى,كما الاحترام في الغيابِ 

وهي أن ترعَى الفراغ الذي أتركهُ كحُريّةٍ لكَ وتصون الودّ وتحفـظ سرّي ولا تتـسبّب لي بالغَيْبةِ بجِراحاتٍ غزيرة.

الاحترام في الوجودِ أن لا يشردَ البال أميالًا وأنت تنظرْ في عينِي,أو يتغيّبُ انتباهَك في حضرةِ الكلام,أن لا تُكون نصف موجودٍ ولا نصف هاربٍ.

الاحترام في الخصومةِ أن لا تفجُر إذا غضبتَ مهما كانَ وساءَ الوضع بينكُما,أن تلتزمَ الصمت كحِدادًا أسودًا و كموقفًا نهائيًّا لسلامةِ الماضي حتى ترقدَ الذكريات في سربِها آمنة من غيرِ دنسٍ و من غيرِ جحودٍ.

الاحترام في العــتبِ,كما قالوا "العتب على قدرِ المحبّة"أن تزِن كلامك بالمكيالِ,فإذا وَجدت كل الكلام عندكَ لا يُقال فالزمْ مكانك بالصمتِ, فالصمت عتب,والردّ على حجمِ السؤال عتب,ومُجافاة سُبقت باهتمامٍ عتب,إلّا الهجر فإنّه إذا كثرَ صار عتابًا دسمًا و ثقيلًا لا يردعُه أسفًا ولا اعتذار.