ضميرُها الشيطان

لا العتـبُ يُرهبُـهَا ولا الهِجـرانُ

لاَثَــتْ مشاعــــرُهَا فلا إنســـانُ

وتَعطَّلــتْ بيـنَ الجـوارحِ رأْفــةٌ

فكأنَـهَا في ضميــرِهَا الشيطــانُ

وتجمَّـدَتْ في عقْلِــهَا همـزاتُــهُ

فتـواءمَ الإبليــــسُ والوجــــدانُ

وتكشَّطــتْ أيامُــهَا في جَفْـــوةٍ

مثــلَ السَّعــالِي مالهـــنَّ أمـــانُ

للَّــهِ ما فعلــتْ بقلبِـي حســــرةٌ

بِندامــةِ" الكُسْعِيِّ" عــادَ زمـانُ


إنْ تَسألُونِي عنِ التِي رامتْ بِنَا

سُبُــلَ التَّهتُّـكِ، عقلُـهَا وسنـــانُ

تَتَحـدَّثُ الأفعـالُ عـن سقطَاتِـهَا

والفعـلُ عـنْ سـرِّ العبادِ سِنـانُ

متدافعــاتٍ دونَ أدنَـى حيلــــةٍ

ما لفَّــهَا في غيمِــهَا أعـــــوانُ

فكأنَّهَا في مُروقِــهَا ونشـــوزِهَا

ريـحٌ تُزمجـرُ والثلــوجُ حِــرَانُ

وكأنَّـهَا في قَصْفـــةٍ مَوْبُــــوءَةٍ

يتساوَى فيها العرسُ والأحزانُ

وكأنَّــهَا في ثـــورةٍ مجنــــونةٍ

أنــواؤُهَا الهوجــاءُ فيهَا دُخـانُ

يا حالـمًا بالهــدْإِ ليسَ ميسّـــرًا

أكلّ الفــؤادَ جفــاؤُهَا الطعَّــانُ

قصيدة رائعة من بحر الكامل

للشاعر الجزائري: أحمد بهناس

المصدر: