هل نستطيع الحصول على جميع الاجوبة ام اننا نطلب الكثير؟ مالذي يجعلك / يبقيك مسلما؟

12

التعليق السابق

برهاني ان الاديان لاتدعوك لتقطع يدك ولا لتقتل نفسك ولا لتسرق... هي موجودة لتنظيم الحياة... اما العبادات فهي أمر مختلف تماما، العبادات جزء من الاديان لا داعي لحملها معاني فيزيائية، ولكنها غير ضارة بالمطلق.

الانبياء مختلفون عن باقي البشر، عليك ان تضع ذلك في الحسبان.

كلا، اليابان كان لديها سرب انتحاري يدعى بالكاميكازي وكان ينطلق من المدرجات دون خطة للعودة... نعم الامر شجاعة ولكن الفكرة انها كانت بهذا العنف والان هي بهذا السلام... لكل مقام مقال.

نحن لا نعلم شيئا عن تكون المادة لذلك لا نستطيع تشكيلها... لو احطنا بها علما لفعلناها... اضف لذلك أن المعجزة لم يطلب مننا محاولة تفسيرها، بينما الايات في الكون وما حولنا طلب مننا تفسيره.

السبب الذي جعلني ارفض حتى النقاش في الفقرة الاولى انك ذكرت ان الدين قد يامرك بضرر نفسك، وهو اكبر مفهوم خاطئ رأيته في حياتي... حتى الجهاد والصيام والحج يطلب منك فعلها ضمن قدراتك انت... وليست "اجبارية للجميع دون نظر للظروف".

الاديان وجدت كي تصبح الحياة افضل.

برهاني ان الاديان لاتدعوك لتقطع يدك ولا لتقتل نفسك ولا لتسرق... هي موجودة لتنظيم الحياة

أولًا مسألة تنظيم الحياة، ليست مسألة محسومة أو محددة لتعتبرها شرطًا بحدّ ذاتها؛ فقد يأتي دين صحيح (أي أنه من عند الله) بنظام السرقة وتقطيع اليد وقتل نفسك، قد!

ثانيًا نحن الآن ننعم بالشرعة الوسطية، شرعة الإسلام. ولكن كان في من كان قبلنا شرعة النكال، شرعة بني إسرائيل. ولو طبّق بنوا إسرائيل كلامك هذا، لكفروا جميعًا، وخذ مثالًا الذين عبدوا العجل من بني إسرائيل، أُمروا بأن يقتلوا أنفسهم.

اما العبادات فهي أمر مختلف تماما

إتباعك للدين ونُظمه، هو مُخّ العبادة.

الانبياء مختلفون عن باقي البشر، عليك ان تضع ذلك في الحسبان.

لا يوجد اختلاف بين نبيّ وأي بعد آخر، يُبنى عليه حكم، سوى أنهم يوحى إليهم. وعدا ذلك فكلّ ما يؤمر به النبي، يصلحُ أن يؤمر بهي عامة المُسلمين.

اضف لذلك أن المعجزة لم يطلب مننا محاولة تفسيرها

وأيضًا لم نُنهى عن تفسيرها، والأصل في الأشياء الإباحة.

السبب الذي جعلني ارفض حتى النقاش في الفقرة الاولى انك ذكرت ان الدين قد يامرك بضرر نفسك

هذا الكلام يبدو لي مُتناقضًا، أو ليس له صلة ببقية تفسيرك:

حتى الجهاد والصيام والحج يطلب منك فعلها ضمن قدراتك انت... وليست "اجبارية للجميع دون نظر للظروف".

وعلى كلّ حال، لو عُرض عليك أن تعمل عملًا شاقًا (وأنت تقدر عليه) أو به الكثير من المخاطر، مقابل أجر كبير مضمون (رغم المخاطر). أو أن تعمل عملًا سهلًا مقابل أجر زهيد لا يؤمّن لك لقمة العيش. في هذه الحال ماذا ستختار؟

بنفس هذا المنوال يكون الإختيار بين أن تختار أمرًا مضرّا وله منفعة أكبر من ضرره، أو أن لا تختار الضرر مقابل ضرر مُستقبلي أكبر منه. (وأنا هنا لا أعني أن الدين مُضرٌ، ولكن لتُسلّم للأمر على كلّ حال).

انت حقاً تعتقد أن الدين قد يأمرك بأمر يضرك؟ إذا كان دينك هكذا فلا أعتقد أننا على نفس الدين. وإذا كنت تعتقد أن من خلقك سيخبرك أن تكرر فعلاً مؤذياً لنفسك هكذا دون سبب، فلا أعتقد أننا نعبد نفس الإله.

أعود إلى مثالي، في الجهاد أنت لا تضر نفسك، أنت تدافع عن نفسك، ومع ذلك من لا يستطيع يُعفى منه. في الصيام أنت تنفذ فريضة، ليس من المفترض أن يكون لها تفسير لسبب فرضها، ولكن مجدداً هي لا تضرك، ولا يمكنك أن تُبديها على صحتك، الافطار عند تهديد اليام لصحتك واجب لانك لا تقوم بفعله لتؤذي نفسك، الله لا يريد منك أن تؤذي نفسك.

النبي يختلف عن الانسان العادي أنه يوحى إليه، وأن ما يتعبد به الله هو خاص به، حتى النبي صلى الله عليه وسلم كانت له عبادات خاصة كان يقول "لولا أن تشق على أمتي" لذلك كان يأمر بها كسنن، وليست "فروض".

بنو اسرائيل هم من جلبوا ذلك على نفسهم، والمسيحيون أيضاً هم من جلبوا ذلك على نفسهم، وصفك بشريعة الله عليهم أنها شريعة "مؤذية" هكذا دون النظر إلى القصة العامة يجعلك أسوأ حتى من الملحد الذي يقول أن الله ظالم.

لديك ثغرات كبيرة، عليك أن تتعمق أكثر، الأمر الذي تقوله أسوأ حتى من الأشياء الغبية التي أسمعها من أفواه بعضهم.

يا هادي الحقُّ يُعرفُ بالعقل لا بالعاطفة. وأنا أُلخصُ علّتك - حسب ما يبدو لي - بأنها "عدم التجرّد"، لذا أقول لك: حاول أن تُفكّر في الأمر برويّة؛ ماذا تعني كلمة ضرر أو أذى؟، وكيف نُحدد أن هذا الأمر أو ذاك، هو ضرر أو أذى؟، وكيف يكون الجهاد (أو الإحتراب للدفاع عن المبادئ عمومًا) غير مؤذي أو مُضر، وأنت تُهدفُ صدرك لقذائف العدو؟!، وكذلك الأمر بالنسبة لبقيّة الأمور. وهل الضرُّ والأذى سيء لذاته أم سيء لغيره؟

حاول فقط أن تتجرّد، وتُعطي لعقلك فصل الخطاب.

الجهاد يدفع الأذى عن امة كاملة بثمن محدد، هو أرواح بعض أفرادها، الحرب بالمعنى الاشمل يجب أن تصب في هذا التعريف.

ضرر: شيء يجعلك تشعر بالألم، يعذبك، أو يسبب لك خسارات غير ذات قيمة على المدى الطويل ولا القصير... بعض الأشياء لها قيمة على المدى الطويل، واخرى لا تملك قيمة، لا يمكن لله سبحانه وتعالى أن يأمرك بأن تضر نفسك، لا يوجد إله في أي عقيدة كانت، يأمرك ببساطة "ضرّ نفسك"... إما أن الأمر ضرر مؤقت وله منفعة، أو أنه لا يضر، الصلاة لا تضر، وكذلك الدعاء، الجهاد قد يضرك مؤقتاً أو يضر مجموعة محددة في صالح المجموعة الأعظم.

لا يمكنك أن تتجرد للقول أن الله "يأمر الناس ليضروا أنفسهم" هذا القول في حد ذاته مرض في العقيدة

بدلا من تشخيص علتي فكر بالأمر من حيث أنت، أنت عامل عند مدير له السلطة على حياتك ويحاول أن يجعلها أفضل لتأتي في النهاية لتقول أنه يأمرك بأشياء فيها ضرر... ولله المثل الأعلى طبعاً.

أكرر للمرة الشبه مليون في نقاشاتنا، عقلية "المشاعر شريرة" و "علينا التجرد من كل شيء" ليست هي الحل، هذه قمة المصيبة في النقاش معك، أنك تنسى أحياناً أنك بشر، وتبدأ الكلام على أننا يجب أن نصبح ملائكة.

القائد الذي يأمر جنوده بالقتال، هو ضمنيًا يرمي بهم إلى حتفهم. فكيف له بعد هذا أن يقول لهم إنه يعمل عملًا جيدًا ولا يضرّهم؟!

فإن قلت إن هناك مصلحة أشمل، أو أكبر على المدى الطويل. يكون كلامي صحيحًا بأن تعريض النفس للضرر الذي يعود بنفع أكبر منه في النهاية، هو الخيار الصحيح.

أما لماذا قد يأمرنا الله بشيء قد يضرنا (وهنا أضرب مثلًا فقط، ولا أقول إن الله أمر بذلك على الحقيقة)، فهو شيء في علمه. وأما كون أمره هذا بحد ذاته خطأ (أي أن يأمرنا بضرّ أنفسنا) فأنصحك بقراءة موضوع كتبتُه في السابق بهذا الصدد:


أما بالنسبة للعقلانية، فإنك حين تتجرد للعقل ستُدرك أن للمشاعر شأنًا معتبرًا، لكن رأيها بحدّ ذاته ليس شيئًا يُستدلّ به، بل إن وافق الصواب، كان أحد المُعينات، وإلا فيُحتَوى ويُدارى بالعقل. والقول بأنها "شريرة" - هكذا فقط بلا مُقدّمات - هو عين الصِبيانيّة.

ردك ممتاز .ورد المناظر أيضاً وجيه . أنت تثبت نفعية الإسلام . وهو يثبت أن هذه النفعية ذاتها لم تكن لتأتى إلا بالإيمان بها حتى لو ظهر أنها ضرر فى البداية . رغم عدم صحة كلمة ضرر . إلا أنه ربما يكون إعمال العقل - القراءة - ...الخ فيها من الإفادة ما فيها والتعبد لخالق الوجود وفقاً للإسلام ما فيه إلا أنه لا تنسي أن العين بسبب القراءة يحصل لها من الإجهاد ما يحصل - وربما إعمال العقل دائماً يسبب شئ من المنطقية الجافة ..الخ . طبعاً كلا التعليقين جميلين , ورائعين .


ثقافة

مجتمع لمناقشة المواضيع الثقافية، الفكرية، والاجتماعية بموضوعية وعقلانية. ناقش وتبادل المعرفة والأفكار حول الأدب، الفنون، الموسيقى، والعادات.

99.3 ألف متابع