عدد الأمور التي لانملك الاجوبة عليها كبير .. كيف نصل الى اليقين ونحن لانملك كل الاجوبة؟
لا يمكن أن نصل لليقين المطلق الذي لا شك فيه أبداً، لو كان بإمكاننا فعل ذلك لكن من الأولى حصوله للأنبياء، حتى الأنبياء كانت لديهم شكوكهم، كقصة سيدنا ابراهيم وسيدنا موسى عليهما السلام، كلاهما شكّا وجائهما الجواب، والجواب أيضاً لم يكن قاطعاً ولكن كان كافياً، المهم ليس اليقين المطلق، انما النسبة المناسبة من اليقين التي تكفي حتى يطمئن قلبك.
كيف تعرف ان هناك اله؟ كيف تقدم فكرة الاله لشخص لايؤمن بها؟ وماذا يريد منا؟هل يلعب معنا لعبه ؟ والخاسر يعذب؟ ام مالذي يجري؟
هناك اله، لأن كل ما تم صنعه له صانع، أما عن فكرة تقديم الاله فأنا لا أعلم عنه شيئاً سوى ما تحدث عنه الأنبياء، الفلاسفة، وغيرهم من الصالحين، وكل الحديث الذي قيل عنه هو "مجازي، أقرب الى الفلسفة" لاننا غير قادرين على وصف "الذات الالهية" التي لا نستيع الاحاطة بها بحواسنا... في الحقيقة لا أحد يعلم ماذا يجري، في القرآن الكريم، حتى الملائكة لا تعلم سبب خلق البشر، الله قال "إني أعلم ما لا تعلمون"... لذلك لا إجابة قاطعة عن "سبب خلق الله للبشر"... ولا يمكنني أن أجزم أن "الخاسر يعذب" أم أن "الجميع يعذب" أم أن لا أحد يعذب... هذا العلم عند الله وحده، ولكن كمسلم اؤمن بكتاب الله أؤمن أيضاً ان الانسان الجيد سيكرم في النهاية، والسيء سيعذب، والذي جعل الهه هواه سيخلد في العذاب، لماذا؟ لا أدري أيضاً.
مالغرض من الأديان؟
الغرض الرئيسي منها تنظيم الحياة، الهدف الثانوي منها التحكم بالنفس لتصبح أفضل، الدين الذي لا يحفزك على أن تصبحين بشرية أفضل هو دين خاطئ، بالمطلق.
كيف تقنع شخصا "بانظمة الاسلام" في عصر كعصرنا
لست مسؤولا عن اقناعه، في الحقيقة "انظمة الاسلام" ليست بهذه القدر من التعقيد، المسلم لديه خمسة أركان عليه تأديتها، وستة أركان عليه الايمان بها، وبعد ذلك هي طوائف ومذاهب، لست مضطراً لاقناعه لأنه قادر على الاختيار بنفسه بعد أن نتفق على الأساسيات.
ثم عدم وجود تفاصيل في بعض الامور والذي يفتح مجالا للخلاف او لقرارات بشرية .. مثلا تغطيه الوجه ام كشف الوجه مثلا الصيام من الفجر حتى المغرب، ماذا عن من لديهم الليل 6 اشهر؟
المذاهب مجدداً، هناك علماء اجتهدوا، بعد دراسة طبعا، وقدموا أحكام لهذا النوع من الحالات، بإمكانك أن تقتنع بما قالوا وبإمكانك أن تفعل ما ترى أنه مناسباً، مجدداً، انت حر في ما تفعله شخصياً، لكن بالنسبة لقولك "انا افتي بكذا وكذا" فهو موضوع آخر تماماً.
لماذا كان على الاسلام ان ينتشر -ببعض من السيف -.
الاسلام دين أولاً، دولة الأسلام في الواقع هي دولة، مثلها مثل أي دولة أخرى، فقط قوانينها مبنية على الاسلام، هذه الدولة قامت في زمن كانت فيه الدول هكذا، كالسؤال مثلا لماذا المانيا النازية كانت تحارب في الحرب العالمية، وهي الان مسالمة، او سبب احتلال ايطاليا لاجزاء من الدول العربية، وهي الان مسالمة، لكل حقبة زمنية تأثيرها على الدول، ودولة الاسلام في ذلك الحين كانت تعيش نفس الأحداث التي تعيشها باقي الدول لتثبت نفسها.
لماذا يقص علينا الاسلام قصصا ؟ ماذا افهم من طوفان نوح وحمله زوجين من الحيوانات او من انفلاق البحر لاجل موسى ولماذا يتكرر هذا كثيرا؟
القصص في القرآن للعظة الحسنة، القصص في القرآن تقدم للناس عبراً تعني "افعل كذا" او "لا تفعل كذا"... قد يفكر أحدهم أن كل تلك القصص حصلت فقط لكي نعتبر منها نحن، كلا، كل هذه القصص حصلت لأن الانسان مخير وليس مسير، ولان الناس اختاروا هذا، وهذا ما حصل، هذا أدى لذاك، وهذا سبب ذاك... قصص القرآن فيها أيضا تفاصيل صغيرة وحكم فلسفية تستطيعين الخروج منها بعد تركيز قليل، طبعا هناك جانبين لكل قصة، الجانب السيء الذي سيجعلك تقولين "لماذا قد يفعل إله كل هذا" وجانب آخر جيد، يجعلك تفهمين سبب ما حصل تماماً.
كيف نفسر المعجزات السابقة وامور كالاسراء والمعراج كونها غير علميه وغير منطقية وشيء يبدو خيالي ؟
اسمها معجزة، لا يجب محاولة تفسيرها علمياً، اصلا الوصول الى تفسير للمعجزة بحد ذاته دليل أنها ليست معجزة، لانها لو خضعت لتفسير لما عادت كذلك.
هل انتظر من القران ان يكون علمي ومنطقي؟ ام هو كتاب فلسفه فقط؟
لا هذا ولا ذاك، القرآن دليل مستخدم للحياة، ولكن الفكرة هنا أن كل من يقرأه يجد شيئا مختلفاً عن الآخر، لم يقرأ القرآن شخصين ويخرجا بنفس الأفكار منذ أن نزل بالوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، التفاسير المتعددة له دليل على ذلك، والأزود من ذلك أنه هناك الكثير من الأشياء التي لا تزال تكتب في التفاسير على أنها "الله اعلم بما أراد"... القرآن كتاب معجزة بحد ذاته، والحصول على تفسير قاطع له، قد يدحض تماماً كونه معجزة... لكل شخص طريقته في رؤية القرآن، سواء سلبية أو ايجابية.
التعليقات