هل نستطيع الحصول على جميع الاجوبة ام اننا نطلب الكثير؟ مالذي يجعلك / يبقيك مسلما؟

12

20

عدد الأمور التي لانملك الاجوبة عليها كبير .. كيف نصل الى اليقين ونحن لانملك كل الاجوبة؟

لا يمكن أن نصل لليقين المطلق الذي لا شك فيه أبداً، لو كان بإمكاننا فعل ذلك لكن من الأولى حصوله للأنبياء، حتى الأنبياء كانت لديهم شكوكهم، كقصة سيدنا ابراهيم وسيدنا موسى عليهما السلام، كلاهما شكّا وجائهما الجواب، والجواب أيضاً لم يكن قاطعاً ولكن كان كافياً، المهم ليس اليقين المطلق، انما النسبة المناسبة من اليقين التي تكفي حتى يطمئن قلبك.

كيف تعرف ان هناك اله؟ كيف تقدم فكرة الاله لشخص لايؤمن بها؟ وماذا يريد منا؟هل يلعب معنا لعبه ؟ والخاسر يعذب؟ ام مالذي يجري؟

هناك اله، لأن كل ما تم صنعه له صانع، أما عن فكرة تقديم الاله فأنا لا أعلم عنه شيئاً سوى ما تحدث عنه الأنبياء، الفلاسفة، وغيرهم من الصالحين، وكل الحديث الذي قيل عنه هو "مجازي، أقرب الى الفلسفة" لاننا غير قادرين على وصف "الذات الالهية" التي لا نستيع الاحاطة بها بحواسنا... في الحقيقة لا أحد يعلم ماذا يجري، في القرآن الكريم، حتى الملائكة لا تعلم سبب خلق البشر، الله قال "إني أعلم ما لا تعلمون"... لذلك لا إجابة قاطعة عن "سبب خلق الله للبشر"... ولا يمكنني أن أجزم أن "الخاسر يعذب" أم أن "الجميع يعذب" أم أن لا أحد يعذب... هذا العلم عند الله وحده، ولكن كمسلم اؤمن بكتاب الله أؤمن أيضاً ان الانسان الجيد سيكرم في النهاية، والسيء سيعذب، والذي جعل الهه هواه سيخلد في العذاب، لماذا؟ لا أدري أيضاً.

مالغرض من الأديان؟

الغرض الرئيسي منها تنظيم الحياة، الهدف الثانوي منها التحكم بالنفس لتصبح أفضل، الدين الذي لا يحفزك على أن تصبحين بشرية أفضل هو دين خاطئ، بالمطلق.

كيف تقنع شخصا "بانظمة الاسلام" في عصر كعصرنا

لست مسؤولا عن اقناعه، في الحقيقة "انظمة الاسلام" ليست بهذه القدر من التعقيد، المسلم لديه خمسة أركان عليه تأديتها، وستة أركان عليه الايمان بها، وبعد ذلك هي طوائف ومذاهب، لست مضطراً لاقناعه لأنه قادر على الاختيار بنفسه بعد أن نتفق على الأساسيات.

ثم عدم وجود تفاصيل في بعض الامور والذي يفتح مجالا للخلاف او لقرارات بشرية .. مثلا تغطيه الوجه ام كشف الوجه مثلا الصيام من الفجر حتى المغرب، ماذا عن من لديهم الليل 6 اشهر؟

المذاهب مجدداً، هناك علماء اجتهدوا، بعد دراسة طبعا، وقدموا أحكام لهذا النوع من الحالات، بإمكانك أن تقتنع بما قالوا وبإمكانك أن تفعل ما ترى أنه مناسباً، مجدداً، انت حر في ما تفعله شخصياً، لكن بالنسبة لقولك "انا افتي بكذا وكذا" فهو موضوع آخر تماماً.

لماذا كان على الاسلام ان ينتشر -ببعض من السيف -.

الاسلام دين أولاً، دولة الأسلام في الواقع هي دولة، مثلها مثل أي دولة أخرى، فقط قوانينها مبنية على الاسلام، هذه الدولة قامت في زمن كانت فيه الدول هكذا، كالسؤال مثلا لماذا المانيا النازية كانت تحارب في الحرب العالمية، وهي الان مسالمة، او سبب احتلال ايطاليا لاجزاء من الدول العربية، وهي الان مسالمة، لكل حقبة زمنية تأثيرها على الدول، ودولة الاسلام في ذلك الحين كانت تعيش نفس الأحداث التي تعيشها باقي الدول لتثبت نفسها.

لماذا يقص علينا الاسلام قصصا ؟ ماذا افهم من طوفان نوح وحمله زوجين من الحيوانات او من انفلاق البحر لاجل موسى ولماذا يتكرر هذا كثيرا؟

القصص في القرآن للعظة الحسنة، القصص في القرآن تقدم للناس عبراً تعني "افعل كذا" او "لا تفعل كذا"... قد يفكر أحدهم أن كل تلك القصص حصلت فقط لكي نعتبر منها نحن، كلا، كل هذه القصص حصلت لأن الانسان مخير وليس مسير، ولان الناس اختاروا هذا، وهذا ما حصل، هذا أدى لذاك، وهذا سبب ذاك... قصص القرآن فيها أيضا تفاصيل صغيرة وحكم فلسفية تستطيعين الخروج منها بعد تركيز قليل، طبعا هناك جانبين لكل قصة، الجانب السيء الذي سيجعلك تقولين "لماذا قد يفعل إله كل هذا" وجانب آخر جيد، يجعلك تفهمين سبب ما حصل تماماً.

كيف نفسر المعجزات السابقة وامور كالاسراء والمعراج كونها غير علميه وغير منطقية وشيء يبدو خيالي ؟

اسمها معجزة، لا يجب محاولة تفسيرها علمياً، اصلا الوصول الى تفسير للمعجزة بحد ذاته دليل أنها ليست معجزة، لانها لو خضعت لتفسير لما عادت كذلك.

هل انتظر من القران ان يكون علمي ومنطقي؟ ام هو كتاب فلسفه فقط؟

لا هذا ولا ذاك، القرآن دليل مستخدم للحياة، ولكن الفكرة هنا أن كل من يقرأه يجد شيئا مختلفاً عن الآخر، لم يقرأ القرآن شخصين ويخرجا بنفس الأفكار منذ أن نزل بالوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، التفاسير المتعددة له دليل على ذلك، والأزود من ذلك أنه هناك الكثير من الأشياء التي لا تزال تكتب في التفاسير على أنها "الله اعلم بما أراد"... القرآن كتاب معجزة بحد ذاته، والحصول على تفسير قاطع له، قد يدحض تماماً كونه معجزة... لكل شخص طريقته في رؤية القرآن، سواء سلبية أو ايجابية.

اذا .. نحن فقط وجدنا نفسنا في لعبه وعلينا خوضها بقوانين صانع اللعبه دون ان نسأل لماذا نحن هنا؟

ليست لعبة بهذا المفهوم، ولكن تقريباً نعم، ولكن لم يقل أحد شيئاً عن عدم السؤال، بإمكانك السؤال قدر ما تشائين

هل هذه هي الاجابة؟ هل هذا سر الحياة؟

لا ليست الاجابة، لا احد لديه الاجابة

المذاهب مجدداً، هناك علماء اجتهدوا، بعد دراسة طبعا، وقدموا أحكام لهذا النوع من الحالات،

حسنا .. اساسا لماذا قال الله من الفجر حتى المغيب .. ماذا عنهم ..

مجدداً لا احد يعلم، ولا نستطيع الحكم على العبادات بالسؤال "لماذا؟" لانها عبادات، وليس الغرض منها "أمر فيزيائي" وانما "أمر روحي"

لماذا احتاج الدين ان يكمل/ يعدل عليه بعد ان انقطع الوحي؟

لم يحتج الدين ذلك، نحن من احتجنا ذلك، الدين منطقيا لا يمكن ان يتضمن كل شيء، والا لكان القرآن عبارة عن ملايين الصفحات، والنبي كان ليعيش الاف السنين حتى يشرح هذه الصفحات، لكل شخص اجتهاداته في التعبد، وبعض الاشخاص يتفقون على آراء مشتركة، هكذا.

هل هذا مقبول ولماذا؟

مقبول، لنفس التفسير السابق

بالنسبة للمعجزة افهم كلامك ولكن .. انا الان عندما اقرا القران وارى كل القصص هذه التي تبدو كخيالات لن اقتنع وساشعر ان هناك شيء لا ارتبط به .. او انه موضوع!

قصص القرآن غالباً عن معجزات الانبياء، من المفترض لها أن تكون عصية على الفهم، الايمان يعني أن تصدقي أن هذا صحيح، فقط لأنه ورد هكذا، دون محاولة تفسيره، لانه معجزة ولا يخضع للتفسير... محاولة تفسير المعجزات بالفهم الموجود لدينا غالباً ما تخرج بالكثير من المشاكل أولها نفي مفهوم المعجزة

هناك اله، لأن كل ما تم صنعه له صانع

أنصحُكَ بالاطِّلاع على كلام عدنان إبراهيم حيال هذا:

الغرض الرئيسي منها تنظيم الحياة، الهدف الثانوي منها التحكم بالنفس لتصبح أفضل، الدين الذي لا يحفزك على أن تصبحين بشرية أفضل هو دين خاطئ، بالمطلق.

خطأ، فالهدف هو طاعة الإله لتجنّب غضبه وعذابه، وإن بدى لنا أن ما يأمُرنا به الإله مُضرٌ لنا. وإلا فقد نجد هناك أديان أُخرى (غير صحيحة) تُنظّم الحياة أكثر من دين الله، ولكن نتيجتها هي العذاب الأليم، والذي لا يُقارن مع المنافع الشحيحة التي كَسبها الشخص في العاجل. الإجابة الواضحة هي أن نتبع ما قد يضُرّنا في البداية، ونكسب منه في النهاية أضعاف ما قاسينها في الأول.

لست مسؤولا عن اقناعه

بل مسؤول!

لست مضطراً لاقناعه لأنه قادر على الاختيار بنفسه بعد أن نتفق على الأساسيات.

كلّ المذاهب في النار إلا واحدة. لذا فإرشادك إياه إلى ذلك المذهب الحق، هو جزء من دعوته إلى الحق.

بإمكانك أن تقتنع بما قالوا وبإمكانك أن تفعل ما ترى أنه مناسباً، مجدداً، انت حر في ما تفعله شخصياً

قال تعالى: ("وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً") الآية 115 من سورة النساء.

والحريّة لا تعني عدم المُسائلة.

كالسؤال مثلا لماذا المانيا النازية كانت تحارب في الحرب العالمية، وهي الان مسالمة، او سبب احتلال ايطاليا لاجزاء من الدول العربية، وهي الان مسالمة

ليست مُسالمة؛ أنسيت حرب أفغانستان (وما قبل برجي التجارة خُصوصًا)، والحرب على طالبان والقاعدة والدولة الإسلامية، وغيرها...

اسمها معجزة، لا يجب محاولة تفسيرها علمياً، اصلا الوصول الى تفسير للمعجزة بحد ذاته دليل أنها ليست معجزة، لانها لو خضعت لتفسير لما عادت كذلك.

المُعجزة - من اسمها - هي ما لا يستطيع الإنسان العادي فِعلها، سواء أستطعنا تفسيرها، أو لم نستطع.

لن أرد على الفقرة الأولى من تعليقك، لان مفاهيمنا مختلفة.

لست مسؤول عن أحد، ولا أدري أيها الحق، أنا أتبع ما أشعر أنا أنه الحق، ولا علم مطلق لي، وصراحة لا أريد أن أحاول إقناع أحد، من أراد الإقتناع فهذه الحجج أمامه، لن يحاسبني الله عنه يوم القيامة.

أنا أعلم ما قلت تماماً، قلت أنه حر، لم أذكر مطلقاً فكرة "الجزاء الالهي" لأنها بحد ذاتها موضوع مختلف، هو حر فيما يختاره وفقط.

دعنا من ألمانيا، اليابان كانت ترسل طائرات انتحارية حرفياً، الان هي البلد الوحيدة في العالم التي لم تطلق رصاصة خارج حدود بلدها، رغم أن جيشها هو العاشر من حيث التكلفة في العالم.

إذا استطعت تفسير المعجزة، عاجلاً أم آجلاً ستستطيع فعلها، سابقاً كانت الأهرامات معجزة للبعض، والان أصبحت قابلة للتنفيذ، لاننا فهمنا "جانباً" من طريقة صنعها.

لو كان الاسراء والمعراج، أو اي معجزة أخرى، قابلة للتفسير، لما كانت معجزة، ولاستطاع الانسان أن يقوم بها، يقلدها، او يحاول فعلها.

لن أرد على الفقرة الأولى من تعليقك، لان مفاهيمنا مختلفة.

الرد في الأساس يكون بسبب اختلاف المفاهيم. إذا كُنتَ تعتقد أن مفاهيمك صحية فعليك أن تُبرهن عليها، وأنا مُستعد لتقبّلها، بل والإقتناع بها، إن برهنت عليها ببرهان صحيح.

ولكن دعني أُخبرك ببرهاني: أمر اللهُ إبراهيمَ عليه السلام بأن يذبح ولده (رأى في المنام ذلك، ورؤيا الأنبياء حق)، هذا الأمر وإن بدى ضررًا محض، إلا أن إبراهيم عليه السلام إمتثل لأمر الله لأن ذلك هو الصواب.

وفي رأيك هل الأفضل التمتّع في بادئ الأمر (بسبب التنظيم الفائق)، ثمّ ينتهي به الأمر مُعذبًا بعذاب أكبر. أم أنّ الأفضل الشقاء لبعض الوقت، لأجل نعيم أكبر منه بكثير؟

لست مسؤول عن أحد، ولا أدري أيها الحق، أنا أتبع ما أشعر أنا أنه الحق، ولا علم مطلق لي، وصراحة لا أريد أن أحاول إقناع أحد، من أراد الإقتناع فهذه الحجج أمامه، لن يحاسبني الله عنه يوم القيامة.

أكرر: بل مسؤول، وخذ مثالًا أصحاب السبت: ("وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ [163] وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ [164] فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ [165]") سورة الأعراف.

اليابان كانت ترسل طائرات انتحارية حرفياً

بما أنك ذكرت الإمبراطوريّة اليابانيّة، سأخرج عن الموضوع قليلًا.

ما أعلم عن الطيارين اليابانيين أنهم كانوا يُفجّرون طائراتهم في سُفن العدو بعد أن تنفذ ذخيرتهم، وهذا لسببين: شجاعتهم، وخشيتهم من أن تكون حاملة الطائرات التي أقلعوا منها قد دُمّرت. لكن لا أظن أن هناك تعليمات صريحة لهم بالإنتحار.

إذا استطعت تفسير المعجزة، عاجلاً أم آجلاً ستستطيع فعلها

ليس بالضرورة؛ فرغم أننا أصبحنا نعلم الكثير عن الطاقة والمادة، إلا أننا لا نستطيع إحداث مادة من العدم، لأن ذلك خارج القدرة البشرية كليّا.

سابقاً كانت الأهرامات معجزة للبعض

هي كانت تُعتبر من الأعاجيب، ولكنها ليست مُعجزة (ولو اعتبرها البعض كذلك)؛ لأنها تدخل في نطاق قدرة الإنسان.

لو كان الاسراء والمعراج، أو اي معجزة أخرى، قابلة للتفسير، لما كانت معجزة، ولاستطاع الانسان أن يقوم بها، يقلدها، او يحاول فعلها.

كلّ ما يستطيع الإنسان فعله - ومهما تقدّم علمه - هو استخدام الوسائل الموجودة في يده، وليس إحداث المُعجزات والآيات.

برهاني ان الاديان لاتدعوك لتقطع يدك ولا لتقتل نفسك ولا لتسرق... هي موجودة لتنظيم الحياة... اما العبادات فهي أمر مختلف تماما، العبادات جزء من الاديان لا داعي لحملها معاني فيزيائية، ولكنها غير ضارة بالمطلق.

الانبياء مختلفون عن باقي البشر، عليك ان تضع ذلك في الحسبان.

كلا، اليابان كان لديها سرب انتحاري يدعى بالكاميكازي وكان ينطلق من المدرجات دون خطة للعودة... نعم الامر شجاعة ولكن الفكرة انها كانت بهذا العنف والان هي بهذا السلام... لكل مقام مقال.

نحن لا نعلم شيئا عن تكون المادة لذلك لا نستطيع تشكيلها... لو احطنا بها علما لفعلناها... اضف لذلك أن المعجزة لم يطلب مننا محاولة تفسيرها، بينما الايات في الكون وما حولنا طلب مننا تفسيره.

السبب الذي جعلني ارفض حتى النقاش في الفقرة الاولى انك ذكرت ان الدين قد يامرك بضرر نفسك، وهو اكبر مفهوم خاطئ رأيته في حياتي... حتى الجهاد والصيام والحج يطلب منك فعلها ضمن قدراتك انت... وليست "اجبارية للجميع دون نظر للظروف".

الاديان وجدت كي تصبح الحياة افضل.

برهاني ان الاديان لاتدعوك لتقطع يدك ولا لتقتل نفسك ولا لتسرق... هي موجودة لتنظيم الحياة

أولًا مسألة تنظيم الحياة، ليست مسألة محسومة أو محددة لتعتبرها شرطًا بحدّ ذاتها؛ فقد يأتي دين صحيح (أي أنه من عند الله) بنظام السرقة وتقطيع اليد وقتل نفسك، قد!

ثانيًا نحن الآن ننعم بالشرعة الوسطية، شرعة الإسلام. ولكن كان في من كان قبلنا شرعة النكال، شرعة بني إسرائيل. ولو طبّق بنوا إسرائيل كلامك هذا، لكفروا جميعًا، وخذ مثالًا الذين عبدوا العجل من بني إسرائيل، أُمروا بأن يقتلوا أنفسهم.

اما العبادات فهي أمر مختلف تماما

إتباعك للدين ونُظمه، هو مُخّ العبادة.

الانبياء مختلفون عن باقي البشر، عليك ان تضع ذلك في الحسبان.

لا يوجد اختلاف بين نبيّ وأي بعد آخر، يُبنى عليه حكم، سوى أنهم يوحى إليهم. وعدا ذلك فكلّ ما يؤمر به النبي، يصلحُ أن يؤمر بهي عامة المُسلمين.

اضف لذلك أن المعجزة لم يطلب مننا محاولة تفسيرها

وأيضًا لم نُنهى عن تفسيرها، والأصل في الأشياء الإباحة.

السبب الذي جعلني ارفض حتى النقاش في الفقرة الاولى انك ذكرت ان الدين قد يامرك بضرر نفسك

هذا الكلام يبدو لي مُتناقضًا، أو ليس له صلة ببقية تفسيرك:

حتى الجهاد والصيام والحج يطلب منك فعلها ضمن قدراتك انت... وليست "اجبارية للجميع دون نظر للظروف".

وعلى كلّ حال، لو عُرض عليك أن تعمل عملًا شاقًا (وأنت تقدر عليه) أو به الكثير من المخاطر، مقابل أجر كبير مضمون (رغم المخاطر). أو أن تعمل عملًا سهلًا مقابل أجر زهيد لا يؤمّن لك لقمة العيش. في هذه الحال ماذا ستختار؟

بنفس هذا المنوال يكون الإختيار بين أن تختار أمرًا مضرّا وله منفعة أكبر من ضرره، أو أن لا تختار الضرر مقابل ضرر مُستقبلي أكبر منه. (وأنا هنا لا أعني أن الدين مُضرٌ، ولكن لتُسلّم للأمر على كلّ حال).

انت حقاً تعتقد أن الدين قد يأمرك بأمر يضرك؟ إذا كان دينك هكذا فلا أعتقد أننا على نفس الدين. وإذا كنت تعتقد أن من خلقك سيخبرك أن تكرر فعلاً مؤذياً لنفسك هكذا دون سبب، فلا أعتقد أننا نعبد نفس الإله.

أعود إلى مثالي، في الجهاد أنت لا تضر نفسك، أنت تدافع عن نفسك، ومع ذلك من لا يستطيع يُعفى منه. في الصيام أنت تنفذ فريضة، ليس من المفترض أن يكون لها تفسير لسبب فرضها، ولكن مجدداً هي لا تضرك، ولا يمكنك أن تُبديها على صحتك، الافطار عند تهديد اليام لصحتك واجب لانك لا تقوم بفعله لتؤذي نفسك، الله لا يريد منك أن تؤذي نفسك.

النبي يختلف عن الانسان العادي أنه يوحى إليه، وأن ما يتعبد به الله هو خاص به، حتى النبي صلى الله عليه وسلم كانت له عبادات خاصة كان يقول "لولا أن تشق على أمتي" لذلك كان يأمر بها كسنن، وليست "فروض".

بنو اسرائيل هم من جلبوا ذلك على نفسهم، والمسيحيون أيضاً هم من جلبوا ذلك على نفسهم، وصفك بشريعة الله عليهم أنها شريعة "مؤذية" هكذا دون النظر إلى القصة العامة يجعلك أسوأ حتى من الملحد الذي يقول أن الله ظالم.

لديك ثغرات كبيرة، عليك أن تتعمق أكثر، الأمر الذي تقوله أسوأ حتى من الأشياء الغبية التي أسمعها من أفواه بعضهم.

يا هادي الحقُّ يُعرفُ بالعقل لا بالعاطفة. وأنا أُلخصُ علّتك - حسب ما يبدو لي - بأنها "عدم التجرّد"، لذا أقول لك: حاول أن تُفكّر في الأمر برويّة؛ ماذا تعني كلمة ضرر أو أذى؟، وكيف نُحدد أن هذا الأمر أو ذاك، هو ضرر أو أذى؟، وكيف يكون الجهاد (أو الإحتراب للدفاع عن المبادئ عمومًا) غير مؤذي أو مُضر، وأنت تُهدفُ صدرك لقذائف العدو؟!، وكذلك الأمر بالنسبة لبقيّة الأمور. وهل الضرُّ والأذى سيء لذاته أم سيء لغيره؟

حاول فقط أن تتجرّد، وتُعطي لعقلك فصل الخطاب.

الجهاد يدفع الأذى عن امة كاملة بثمن محدد، هو أرواح بعض أفرادها، الحرب بالمعنى الاشمل يجب أن تصب في هذا التعريف.

ضرر: شيء يجعلك تشعر بالألم، يعذبك، أو يسبب لك خسارات غير ذات قيمة على المدى الطويل ولا القصير... بعض الأشياء لها قيمة على المدى الطويل، واخرى لا تملك قيمة، لا يمكن لله سبحانه وتعالى أن يأمرك بأن تضر نفسك، لا يوجد إله في أي عقيدة كانت، يأمرك ببساطة "ضرّ نفسك"... إما أن الأمر ضرر مؤقت وله منفعة، أو أنه لا يضر، الصلاة لا تضر، وكذلك الدعاء، الجهاد قد يضرك مؤقتاً أو يضر مجموعة محددة في صالح المجموعة الأعظم.

لا يمكنك أن تتجرد للقول أن الله "يأمر الناس ليضروا أنفسهم" هذا القول في حد ذاته مرض في العقيدة

بدلا من تشخيص علتي فكر بالأمر من حيث أنت، أنت عامل عند مدير له السلطة على حياتك ويحاول أن يجعلها أفضل لتأتي في النهاية لتقول أنه يأمرك بأشياء فيها ضرر... ولله المثل الأعلى طبعاً.

أكرر للمرة الشبه مليون في نقاشاتنا، عقلية "المشاعر شريرة" و "علينا التجرد من كل شيء" ليست هي الحل، هذه قمة المصيبة في النقاش معك، أنك تنسى أحياناً أنك بشر، وتبدأ الكلام على أننا يجب أن نصبح ملائكة.

القائد الذي يأمر جنوده بالقتال، هو ضمنيًا يرمي بهم إلى حتفهم. فكيف له بعد هذا أن يقول لهم إنه يعمل عملًا جيدًا ولا يضرّهم؟!

فإن قلت إن هناك مصلحة أشمل، أو أكبر على المدى الطويل. يكون كلامي صحيحًا بأن تعريض النفس للضرر الذي يعود بنفع أكبر منه في النهاية، هو الخيار الصحيح.

أما لماذا قد يأمرنا الله بشيء قد يضرنا (وهنا أضرب مثلًا فقط، ولا أقول إن الله أمر بذلك على الحقيقة)، فهو شيء في علمه. وأما كون أمره هذا بحد ذاته خطأ (أي أن يأمرنا بضرّ أنفسنا) فأنصحك بقراءة موضوع كتبتُه في السابق بهذا الصدد:


أما بالنسبة للعقلانية، فإنك حين تتجرد للعقل ستُدرك أن للمشاعر شأنًا معتبرًا، لكن رأيها بحدّ ذاته ليس شيئًا يُستدلّ به، بل إن وافق الصواب، كان أحد المُعينات، وإلا فيُحتَوى ويُدارى بالعقل. والقول بأنها "شريرة" - هكذا فقط بلا مُقدّمات - هو عين الصِبيانيّة.

ردك ممتاز .ورد المناظر أيضاً وجيه . أنت تثبت نفعية الإسلام . وهو يثبت أن هذه النفعية ذاتها لم تكن لتأتى إلا بالإيمان بها حتى لو ظهر أنها ضرر فى البداية . رغم عدم صحة كلمة ضرر . إلا أنه ربما يكون إعمال العقل - القراءة - ...الخ فيها من الإفادة ما فيها والتعبد لخالق الوجود وفقاً للإسلام ما فيه إلا أنه لا تنسي أن العين بسبب القراءة يحصل لها من الإجهاد ما يحصل - وربما إعمال العقل دائماً يسبب شئ من المنطقية الجافة ..الخ . طبعاً كلا التعليقين جميلين , ورائعين .

احببت فقط ان انوه على انه عن التفاعلات ذات الطاقة العالية تنتج ذرات سواء نتجت هذه الذرات من الطاقة العالية ام لا.

لذا اذا كنت تتكلم عن الحصول على مادة من العدم (كمعجزة) فالأمر ممكن في ظروف كوننا.

ملحوظة: لا أدري عن اي معجزة تتكلم، اتمنى ان تذكرني فربما لا تنطبق عليها القاعدة المذكورة سابقاً.

اتذكر ايضاً ان هذا الحدث له علاقة بنظرية الأوتار.

هذا ليس إنتاجًا من العدم، بل هو تحويل الطاقة إلى مادة (حسب ما فهمتك)، أو انشطار ذرة لتكوين اثنتين. وفي كلا الحالتين ليس من العدم.

لا أدري عن اي معجزة تتكلم، اتمنى ان تذكرني فربما لا تنطبق عليها القاعدة المذكورة سابقاً.

مثلًا الإسراء والمِعراج؛ فحسب ما يبدو أن إسراء النبي صلى الله عليه وسلّم إلى السماء كان أعلى من سُرعة الضوء (نسبة لعرض الكون). وغيرها مثل تحوّل العصى إلى أفعى (تحوّل حقيقي، وليس تصويرًا) دون أيّ آلة، بل فقط يرميها، وفتصير أفعى.

لو فهمت طريقة تحولها إلى أفعى لن تعود معجزة... لو استطعت فهم الآلية التي انتقل بها "أو إلى أين انتقل" لما عادت معجزة، حتى قولك لكلمة "بسرعة الضوء" هو أمر خاطئ تماماً، نحن لا نعلم إلى أين، وهل هو أصلا ذهب إلى "مكان" أم إلى منطقة خارجة عن حدود الزمان والمكان.

نحن فهمنا - إلى حدٍ ما - كيف تشكّلت النجوم والمجرّات، هل هذا يعني أن بإمكاننا صنع واحدة؟!

قدرات الإنسان محصورة في الأدوات التي يملكها، والعلم ما هو إلا المُرشد للإستخدام الأمثل والأكمل لتلك الأدوات. وعليه فإننا محدودون، أعرفنا أم جهلنا.

وأنا لم أقل بسرعة الضوء، بل أعلى من سُرعة الضوء. واحترزت في البادية قائلًا: "حسب ما يبدو ...". وبالنسبة للمنطقة خارج حدود الزمان والمكان، فأنا أستبعد ذلك، نعم رُبما خارج نطاق الكون المرأي، ولكن ليس خارج حدود الزمان والمكان؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلّم بشر من مادة، ولا يمكن للمادة - حسب ما أعلم - أن تتواجد في حيّز خارج حدود الزمكان، أو أن تخرُج منه حتى.

أجل بإمكاننا، حتى الآن نستطيع تشكيل ثقوب سوداء صغيرة، محاكاة الانفجار الكبير، وتسريع الذرات إلى سرعات عالية تكاد تصل إلى السرعات التي كانت نظرية في السابق.

كل ما نستطيع فهم آلية عمله، سنصل عاجلاً أم آجلاً إليه.

سأستبق الأحداث وأقول رأيي عن موضوع "الخلق" الذي "فهمناه":

نحن لم نفهم كيف وآلية الخلق، ولا أحد لديه تفاسير حقيقية وصلبة عن "بداية أول شكل حياة على الأرض" ولن نفعل إطلاقاً، إلا إذا استطعنا التحكم بالزمن وعدنا لنرى كيف تم ذلك.

تشكيل ثُقب أسود؟!!

إتقِ الله يا رجل!، الثقب الأسود تصل جاذبيّته لحدّ لا يستطيع الضوء نفسه الإفلات منه. وأي شيء يمسّه أو يقترب منه، يُعصر إلى بقيّة مادته - التي تكاد تخلوا من الفراغات - فتزيد جاذبيّته. فكيف لهذا الثقب أن يكون في الأرض، أو حتى في نِطاق المجموعة الشمسيّة، ونحن الآن موجود على قيد الحياة؟!!

وبالنسبة للإنفجار الكبير، كيف يستطيعون مُحاكاته، وقد لا تزال قضيّة نشأته مجهولة إلى الآن؟! (يدندن الملحدون على أنه نشأ من العدم).

وبالنسبة للتسريع، فإن كنت تقصد الصادم الكبير، فهم يسرّعون الجسيمات دون الذريّة (تحديدًا البرتونات)، وليس الذرّات. وهذا ليس مُعجزًا باستخدام هذه الآلات، ولكن إن استطاع أحدهم تسريعها بيده إلى تلك السرعة، حينها سنعتبر ذلك مُعجزًا.

وبالنسبة لمسألة الخلق، لقد قلتَ الصواب وأصبتَ كبد الحقيقة (وربما أكتب موضوعًا مفصّلًا عن هذا في المُستقبل إن شاء الله).

الانفجار الكبير لا يزال يحاكى افتراضياً، لا تقلق سيستطيعون محاكاته مخبرياً قريباً

التسريع يقتصر على تسريع الجسيمات هذا خطأ لدي، ولكن يبقى الحديث أنه ممكن، وليس معجز، طالما أننا قادرون على فعله.

يجب ان تعرف ان بعض الجسيمات النظرية والحقيقية والمستقبلية يمكنها ان تتحرك بسرعة اكبر من سرعة الضوء سواء في الطبيعة او في المختبرات داخل المصادمات الهادرونية المستقبلية، ففي الوقت الحالي يمكننا تسريع الجسيمات العادية لسرعات قريبة جداً من سرعة الضوء.

أستغرب كيف يمكن تسريعها لأكثر من ذلك، في حين سيتحوّل الجسم إلى طاقة إذا تحرّك بسرعة الضوء؟! (ما سيُفقدنا خواصها الماديّة التي كنا نستعملها في تسريعها).

سأعطيك كلمة مفتاحية: النيوترينو.

اما بالنسبة لتسريع الجسيمات فاعتقد انه اذا احطنا بسر "النيوترينو" سنعرف الطريقة.


ثقافة

مجتمع لمناقشة المواضيع الثقافية، الفكرية، والاجتماعية بموضوعية وعقلانية. ناقش وتبادل المعرفة والأفكار حول الأدب، الفنون، الموسيقى، والعادات.

99.3 ألف متابع