الخواتيم ليست مجرد نهاية زمنية، بل هي المرآة التي تكشف حقيقة الطريق الذي سلكناه.
قد يبدأ الإنسان أو المجتمع بمظهر القوة والفضيلة، لكن الامتحان الحقيقي لا يكون في البدايات، بل في الكيفية التي يُختم بها المسار.
"ختامها مسك" هو التعبير القرآني الذي يرمز للنقاء والصفاء والعاقبة الطيبة، حيث يتحول الجهد إلى عطرٍ يبقى أثره بعد الرحيل.
أما "ختامها فسق" فهو الوجه الآخر، حين ينكشف الزيف، وتظهر النهايات على حقيقتها، لا كما أراد أصحابها أن تبدو.
الفلسفة هنا أن الخاتمة ليست صدفة، بل نتيجة طبيعية لاختياراتنا اليومية.
من يزرع الخير يجد عطره في النهاية، ومن يزرع الزيف ينكشف فساده عند الخاتمة. لذلك، قيمة الإنسان لا تُقاس بما بدأ به، بل بما انتهى إليه.
إن بين المسك والفسق مسافة أخلاقية وروحية يحددها الصدق مع الذات والآخرين. فالنهايات تكشف الجوهر، وتفضح الأقنعة، وتضع كل شيء في مكانه الصحيح.
ختامها مسك هو وعدٌ لمن عاش بصدق، و"ختامها فسق" تحذيرٌ لمن استسهل الزيف. وبينهما يظل الإنسان في رحلة اختبار، يكتب نهايته بيده كل يوم.
التعليقات