يقول المفكر زكي نجيب محمود أن العقل العربي يميل بشكل كبير إلى العاطفة والعبارات التي تثير وجدانه، وتقليل الاعتماد على العبارات التي تخاطب عقله وليس عاطفته، حتى عند عقد مقارنات بين الدول الأوروبية والعربية نجده يقول إنه -على الأقل- في أوطاننا نهتم ببعضنا البعض ليس مثلهم فالشخص لا يعرف شيئا عن جيرانه! ولا يحاول رؤية التقدم العلمي مثلا الذي لديهم. رغم أنه لو فكر في هذه الحجة يجد أنها موجودة لدينا أيضا اليوم فالشخص في المدن لا يعرف جيرانه، وهذا ليس له علاقة بدولة معينة ولكن هذا له علاقة بطبيعة الحياة نفسها! فكيف ترى هذه المقولة ولماذا يميل الفكر العربي إلى العاطفة؟
العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة أشد ميلا بحكم ثقافته إلى العبارات المثيرة للوجدان، منه إلى العبارة المستندة إلى عقل... ما رأيك في هذه المقولة؟
وفي رأيك لما هذا التعلق بموضوع الغيبيات والماورائيات؟
أظنه ناتج عن تراكمات ثقافية واجتماعية منذ مئات السنين..
فبالرغم من اهتمام الغرب قديما بالأساطير والماورائيات هو الاخر، إلا أنه نحا بتلك الخرافات منحا علميا تطبيقيا أكثر، حتى أنه قد أضفى طابعا علميا على الجهود البحثية في الماورائيات أو الميتافيزيقا! ..
أما شرقنا السعيد، فظل غارقا بأساطيره السحرية، بل وراح يضفي ذلك الطابع الاسطوري على المخرجات العلمية نفسها!
إلا أنه نحا بتلك الخرافات منحا علميا تطبيقيا أكثر، حتى أنه قد أضفى طابعا علميا على الجهود البحثية
ا شرقنا السعيد، فظل غارقا بأساطيره السحرية
ألا تجدي في ذلك تجلي واضح لموضوع "عقدة الخواجة"؟ أي أننا دائمًا في نثق في علوم الغرب حتى لو كانت تفسر أمورًا لا يمكن تصديقها بأي شكل، بل ونجد لهم مبررات لذلك، نقول "ربما لا يزال ينقصهم بعض الأبحاث"، "سيأتي أحدًا لاحقًا ويظهر النتائج الحقيقية"، في حين أننا لا نملك نفس الثقة في قدراتنا البحثية، ونرى أننا فقط متأخرين، ولا نؤمن بجودة أي بحوث عربية، إلا إذا حازت على اهتمام وإشادة الغرب، فلما هذا التحيز في رأيك؟
التعليقات