رمضان بدون مائدة كبيرة عملاقة، يساوي رمضان جاف شديد الجفاف، كالسنوات العجاف التي مرت على مصر ربما، نعم وقد ترسخ في مخ إنسان هذا العصر أن هذا الشهر لن يكون تاما ولا يكون تاما إلا بكثير من الغذاء ربما الكثير من الكثير، ولا توافي كلمة "كثير" لما يفكر به الصائم فيما يريد أن يجعله على مائدة الإفطار ربما .

سيطرت علينا قوة مادية صلبة، فيجب علينا أن نسرف المال ولو في غير محله، المهم أننا نفذنا الطقوس التي فرضها علينا الغرب من خلال وسائل الإعلام، نعم إنه غزو ثقافي، فأصبحنا مخدرين، لا بل في جمجمعة رؤسنا عقول لكننا في الحقيقة بدون عقول، أنا لا أقول لك لا تشتري ولا تأكل ولا تسرف لكن ما الفائدة من كل هذا وهدفك هو تصويره ثم نشره في الفايسبوك والانستجرام، أو بعبارة أخرى كل هذا الغذاء من الناس ومن أجل الناس، بكل بساطة هو رياء بأتم المعاني، إن لم يكن هدفك كذلك فأنت تشبع رغبتك وفقط، والدليل أن ما يتبقى من الأكل نجده بين الشوارع مرمي ينتظر الفقير ليلتهمه مملوءا بالنمل والوسخ . ولكن إن كنت لا تفعل كل هذا وتتصدق بما يتبقى لك فتحية حارة إليك من قلبي إلى قلبك . ولكن أنصحك أن تزهد فقط قليلا، أن تقنع بما لديك قليلا وأن تتذكر إخوانك في سوريا . ستقول إنه

نفس الكلام يعاد على أسماعنا، هل من جديد !! يا أخي لو لم تطبق ما يقال لك لما كررنا لك كل هذا !

في الأخير، لا يجب أن نكون عبيدا لسكان الناحية الأخرى، عبيدا افتراضيين، نعم أعيدها وأكررها نحن عبيد لهم لأننا نخضع لكل ما يأتينا من عندهم . بغض النظر عن ما نراه كل يوم من قصات شعر و .. وو ...

فلنكن بشخصياتنا المنفردة، لا نقلد أبدا ولنجعلهم هم الذين يقلدوننا !

صحيح أننا نكرر يوميا رمضان كريم، فهل تلك الصفة الأخيرة قد طبقناها حقا ؟ وهل أصلا نعرف ما معنى تلك الكلمة لكي نقولها دائما عند حلول كل رمضان من كل عام ؟

ملاحظة أعيدها دوما : آمل أنني في المجتمع الصحيح .

آراؤكم تهمني فما أنا إلا إنسان !