إذا كان حلمك أن تصبح كاتب، التدريب اليومي أهم من القراءة اليومية

من خلال تجربتي الشخصية، أدركت أن الكتابة اليومية فعلًا تحسن المهارة، فهي تفتح المجال للتجريب والتعرف على الأساليب الأنسب لي ككاتبة. ولكن، هل يمكن للكاتب أن يبدع في فضاء مغلق دون التعرض لتجارب الآخرين؟

الكتابة ليست معزولة عن محيطها. الكاتب الذي لا يقرأ، كطاهٍ يعمل دون تذوق أطباق الآخرين. القراءة ليست فقط لأجل "التعلم النظري"، بل هي نافذة على الأفكار والأساليب والبنى السردية المختلفة. ربما لا نلاحظ هذا التأثير بشكل مباشر، لكن العقل اللاواعي يمتصه حتمًا.

مررت بفترة كنت أكتب فيها يوميًا لساعات، لكن نصوصي بدت متشابهة ورتيبة. لم أكتشف المشكلة إلا حين قرأت رواية أدبية بأسلوب غير مألوف، فوجدت نفسي متأثرة بطريقة سرد الأحداث، ومن هناك بدأت أدمج أساليب جديدة في كتابتي. هذا النوع من "التغذية العقلية" لا توفره الكتابة وحدها.

أهم شئ هو "الموازنة". الكتابة المستمرة تكشف نقاط الضعف، لكن القراءة تعطيك حلولًا ومعالجات. كأنك تمارس الرياضة يوميًا، لكنك تحتاج أحيانًا إلى مشاهدة تدريبات المحترفين لتتعلم منهم تقنيات جديدة. كما أنني أرى يا ضياء أن المعادلة ليست "كتابة أم قراءة؟" بل "كتابة وقراءة معًا". كلاهما يغذي الآخر. فالكاتب الذي يقرأ يستلهم، والكاتب الذي يكتب يطبق.