من المبادئ الأساسية التي يجب ان تتذكرها دائما ، أن " السجن بالناس" يعني لو أن من في الغرفة في تآلف وود وتفاهم ففي أصعب الظروف المعيشية ستكون في راحة وطمأنينة لأنك تعلم أن هناك من يهتم بك وتثق به بجانبك ؛

منذ قرابة العام أفتقدت هذا بشكل كبير بسبب نقلي في أماكن غير مستقرة وكل شخص يريد مصلحته الشخصية وفقط إلا من رحم ربي وكانوا قلة؛

هذا الأمر يزيد من صعوبة كل شئ ، كالعالم الخارجي حين تنخرط في بيئة غير صالحة و مجتمع فاسد و تكون أنت في حالة ضعف ، ستتسرب لك بعض من هذه الصفات من حيث لا تدري. 

في العالم الخارجي أنت طليق وهناك خيارات غير محدودة فعندما يضعف إيمانك و تنخرط مع الفساد المنتشر فعندها يوجد من الموارد و الأماكن ما تجعلك تنسى الوقت ونفسك وكل شئ لمدة طويلة حتى تفيق من غفلتك وقد لا تفيق. 

هنا عالمك يتكون من بعض الأشخاص وبعض الكتب و طعام ردئ متكرر و رؤية الأهل على فترات متباعدة لمدة دقائق و أحيانا يكون هناك وسيلة للتواصل عبر هاتف مهرب بسعر مرتفع ، كل هذا يمكن أن تفقده فجأة ! ، لقد تكرر وفقدت كل شئ 6 مرات خلال 5 أعوام ، لا شئ يستمر على حاله ، كنت أتأقلم سابقاً ولكني في حالة ضعف جعلت مني لا أستطيع العيش بدون هذا الفتات من الدنيا ! قمة نشوتي هي الدقائق أو بضع الساعات التي أقضيها علي الهاتف المهرب وتخرجني من هذا الواقع أو الكتب والروايات أو كوب شاي ساخن أو أكل أحبه . 

في مرة هي الأصعب عندما فقدت كل شئ ولمدة شهرين أصبحت في غرفة إنفرادي . كالقبر أنت فيه وحيداً تاركاً قهراً كل ما تملك ، و كل شخص تحبه لا يستطيع مساعدتك ، فقط أنت وأعراض الإنسحاب من كل شئ تتعلق به ، تشعر بضيق وخوف وغصة لا تفارق قلبك ، لن ينفعك البكاء فهؤلاء ليس في قلوبهم رحمة بك و لا يفهمون غير تنفيذ الأوامر ليحتفظوا بسلطتهم و مرتبهم الشهري ؛

و ستفيق حينها من غفلتك وتظهر لك حقيقة كل شئ كالمريض في لحظاته الاخيرة .