السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

قلت من بين الخطط، هذا يعني أنه ثمة خطط عديدة يمكن سلوكها لكتابة مقال، هذا مقال كتبته منذ مدة على موقع، أحببت أن أشارككم.

تقديم:

كل شيء إذا لم يتم بناء على خوارزمية وخطة وتصميم مرتب ومتناسق فلن يعطي أكله، ولن تكون أثره في المستوى المطلوب، ولذلك في هذه الأسطر التي ستأتي سنقوم بتسليط الضوء على بعض من هذه الخوارزميات والخطط اللازمة في مجال الكتابة بالذات .

وقبل الحديث عن ذلك نشير أن الكتابة أو التحرير ليس مجالا هينا أو سهلا، بل يحتاج إلى خيال واسع، كما يحتاج إلى إطلاع شاسع، ولتنجز محتوى حصري هادف بعيد عن الحشو، لابد أن تكون بارع في مجال خوارزميات ومناهج الكتابة لتقوم بهذه المهمة على أكمل وجه، والكتابة تحتاج إلى جو خاص؛ كيف يعني؟؛ بمعنى ذلك الزمن والمكان الذي تريد أن تكتب فيه على موضوع معين، لابد أن يكونا مناسبين:

فلا تتيسر الكتابة في أي وقت؛ بمعنى آخر هناك فرق في جودة المحتوى بناء على اختلاف زمن الكتابة ومكانها، فلو كتبت مقال معين ليلا بطلب من أحد العملاء وتحت وطأة الضغط لن يكون بنفس الجودة لو تركت الكتابة إلى الصباح الباكر، وتكتب بكل أريحية، كما أن كتابة أي مقالة يحتاج وقت، إذ ليس من الاتقان أن تكتب مقال - مقال مُتْقَن - في غضون ساعة أو ساعتين، فلابد من غلاف زمني يُمكِّن البائع أو العامل من صياغة محتوى ذو جودة وإتقان إلى حد ما.

ثم يكون من الضروري اختيار المكان المناسب الذي يخولك الإحساس بالارتياح وأنت تكتب مقالتك، وإلا سيكون هناك اختلاف على مستوى الجودة، فينبغي أن تجهز مكان الكتابة، وإحضار حاسوبك أو مذكرة للكتابة وتبدأ في العمل، وتحاول انتقاء الأفكار بكل احترافية بعيدا عن السرعة في الكتابة، و محاولة التأني والتفكير العميق حتى تنتج محتوى مميز وهادف.

و بعد هذه المقدمة الصغيرة سأنتقل بك عزيزي القارئ إلى إرشادات وتوجيهات في كيفية كتابة أي موضوع معين:

بعد اختيارك للمكان والزمان المناسبين كما أشرنا، يمكنك البدء في التنفيذ باتباع الخطوات التالية:

1- لا تكتب العنوان: العنوان في البداية خطأ استحوذ على الكثيرين، حتى أنه في مرحلة إنجاز البحوث الجامعية كان معظم الأساتذة ينبهون لهذا الخطأ، إذ لا يمكن إعداد بحث بمعايير تمكن من التناسق بين العنوان والمضمون باقتراح عنوان منذ البداية، والبديل عن العنوان هو الفكرة التي تريد الكتابة عنها؛ يكفي أن تكون لديك فكرة الموضوع فقط.

2- لا تبدأ بالمقدمة: من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثيرين من رواد الكتابة هي البداية بكتابة المقدمة، ومحاولة الارتجال في صياغة مقدمة تتناول موضوع غائب، موجود في المخيلة، ولا يوجد مكتوبا بعد، كالذي يتجاوز كل عناصر الموضوع ويريد صياغة الخاتمة، وعليه لابد من نسيان المقدمة في البداية والانتقال مباشرة إلى وضع تصميم الموضوع، والبدء في إنشاء العرض.

3 - العرض: وهو أول خطوة يبدأ بها الكاتب، و كما هو معلوم أن العرض هو الجزء الأكبر والمهم في أي كتابة، وهو الذي يكون حلقة وصل بين مقدمة وخاتمة، ومنه تُستنبط تلك المقدمة التي نبهنا أن لا تكتب في البداية، ومنه تُستخرج كذلك الخاتمة في نهاية الموضوع، والأكثر من ذلك منه يستخرج عنوان المقال، وبالتالي فليكن تركيزك الأكبر على العرض.

هَبْ أن العرض هو ذلك الحوض المائي الذي يستقبل مياه من منبع، ويُصدّر مياه إلى جهات أخرى؛ فإن كان الماء الذي في الحوض نقيا وجيدا، فإن المنبع(المقدمة) بالضرورة سيكون جيدا ، وكذلك الماء الذي يخرج منه(الخاتمة) سيكون جيدا كذلك.

4- كتابة المقدمة للموضوع، وتكون مستوحاة من العرض.

5 ـ إقرأ الموضوع جيدا، ووسع من مخيلتك، ثم قم بصياغة عنوان مناسب لمقالك؛ وسيكون الأمر سهلا.

وبهذا أكون قد أشرت إلى بعض الخطوات التي أراها فعالة في كتابة المقالات، وقد يكون هناك رأي آخر وانتقاد ، وقد أكون مخطئا وقليل خبرة في هذا الميدان، فمرحبا بتعليقاتكم وتوجيهاتكم، وانتقاداتكم كذلك.

وبصفتي كاتب مقالات حاليا بمقابل مادي، وأنجزت العديد من المقالات، قد تغيرت استراتيجياتي في الكتابة، وأنوع من طرق الكتابة، قد أشاركها معكم يوما ما.

تحياتي.