«النسوية».. كلمة من المؤكد أنك سمعتها من قبل ولو لمرة واحدة على الأقل في حياتك، فهي كملة تدار حولها المناقشات، وتعقد من أجلها حلقات النقاش، وتنصب طاولات الحوار من أجلها، سواء مع أو ضد، مناصر أو مناهض، الكُل يدلو بدلوه تجاها؛ حتى وأن كان لا يفهم معنى النسوية حق الفهم.

وبما أننا في شهر مارس، حيث يحتفي العالم بالنساء، علينا أن نتسائل: فما هي النسوية؟ كيف يمكننا فهمها؟وهل ينبغي علينا جميعًا إن نكون نسويين؟


وهُنا تأتي من قلب المعاناة والاضطهاد، واحدة من أبرز المناصرات لقضايا المرأة حول العالم، لتقف عام 2013 على منصة TEX، لتجيبك بوضوح وباختصار، من خلال أسئلة مصاغة بإتقان نسوي شديد، عن معنى ومفهوم النسوية.

أنها الروائية والكاتبة النيجرية «Chimamanda Ngozi Adichie - تشيماماندا نغوزي أديتشي» المولودة في 1977، والتي حققت ناجحًا لافت للأنظار في ميدان الكتابة (لها ثلاث روايات ومجموعة قصصية واحدة)، ونالت العديد من الجوائز، وترجمت أعمالها لعدة لغات.

وقفت «أديتشي» على منصة TEX لتقدم في محاضراتها الشهير «We Should All Be Feminists - علينا جميعًا أن نصبح نسويين»، تعريفًا فريدًا للنسوية في القرن الواحد والعشرين، وتضيء الضوء ليس فقط على التمييز الصارخ ضد المرأة، ولكن أيضًا على السلوكيات المؤسسية الأكثر غدرًا، والتي تعمل على تهميش دور المرأة في جميع أنحاء العالم.

فهي تعتمد بشكل كبير على تجاربها الخاصة في الولايات المتحدة، وفي بلدها نيجيريا ، وتجارب من حولها، وتقدم تفسير دقيق ومن خلال ملاحظاتها حول قضايا النوع gender، وتأثيرها الأجتماعي اليومي علي المجتمعات المختلفة.

  • رابط المحاضرة: (

ليتم فيما بعد إصدار كتابها النسوي الصغير، والذي تم صياغته استنادًا على المحاضرة الشهيرة التي ألقتها علي منصة Ted عام 2013، وتحت نفس العنوان، وقد تم إصدار الطبعة العربية منه تحت عنوان: «علينا جميعًا أن نصبح نسويين».

ففي هذا الكتيب الصغير الرائع، تطرح الكاتبة همّها النّسوي، بلغتها السلسة الأنيقة وأسلوبها الشيق الرشيق فكرة واحدة إنه ينبغي علينا جميعًا إن نصبح نسويين. وتجيب عن مفهوم ومنطق النسوية في القرن الواحد والعشرين، وتفند الكثير من الأفكار التي تقف عائقًا في طريق نيل المرأة حقوقها.

فهذا هو النص الوحيد الأكثر إقناع الذي قرأته حول الحركة النسوية. إنه لا يشير بالأصابع ويلوم الرجال على مجموعة من الأفكار الذهنية/الثقافية التي ولدوا بها. بدلا من ذلك، يقدم حججًا منطقية هادئة للتغيير الإيجابي ويدعو لبناء الجسور وللمضي قدمًا. وهذا ما يحتاجه العالم.

تقول «أديتشي» أن أقوى نسوية عرفتها على الإطلاق هي «رجل». وهي تناشد الرجال مباشرة وتطلب منهم أن ينظروا إلى العالم بطريقة مختلفة: فهي تطلب منهم أن ينظروا إلى أفعالهم، تلك التي كانت غير ضارة وغير مباشرة، ولكنهم كانوا متحيزين فيها جنسيًا، فهي تحاول أن تجعلهم يفتحون أعينهم على زوايا أخرى.

وأخيرًا.. وفي شهر مارس، شهر المرأة، نؤكد على أن هناك الكثير من الوصمة السلبية المرتبطة بكلمة نسوية. هذه المحاضرة ومن ثم الكتاب هو الوجه الحقيقي للنسوية الحديثة في القرن الحادي والعشرين، اسمعوا المحاضرة وتصفحوا الكتاب، ولن تستطيعوا أن تخطئ منطقه أبدًا...