"انتهى.. وليته لم ينتهِ"

لم تكن مجرد رواية، بل كانت مرآة، صفعة، حضنًا غير متوقع في مساء باهت.

أغلقتها وأنا أشعر بأن شيئًا انكسر داخلي، أو ربما شيء قد بدأ يتكوّن للتو.

في كل سطر كنت أرى حزني، في كل وصف أسمع أنيني، وكأن الكاتب لا يكتب من خياله، بل من روحي التي أنهكتها الخسارات.

أعلم أن هناك جزءًا ثانيًا، وربما ثالثًا،

لكن هذا الجزء الأول...

له وقع مختلف، كأنه عرفني منذ زمن، كأنه كتبني دون أن يراني.

يا إلهي، كم تمنيت لو أستطيع حفظ كل الاقتباسات عن ظهر قلب،

لو أستطيع أن أضعها تحت وسادتي، أن أستيقظ عليها، أن أقول:

"انظروا، هذا أنا... هذا وجعي تمامًا."

أعشق الوصف، أحب أن يغرقني الكاتب في استعارة واحدة فأفقد اسمي للحظة،

أحب التشبيهات التي تضيء حزني بلغة لا أمتلكها بعد...

ولكنني يوماً ما سأمتلكها.

سأكتب روايتي، وسأجعلها مليئة بالوصف، والحنين، والنور الخافت الذي يبحث عنه القراء في عتمتهم.

ربما ليس الآن،

ربما عليّ أن أقرأ أكثر،

أن أُغذي لغتي،

أن أتعلم كيف أصف حزني، كيف أرتب حواراتي، كيف أجعل كل صفحة تشبهني وتبقى عالقة في ذهن من يقرأني.

أحب جميع الكتّاب،

لكن أولئك الذين يكتبون من الوطن، من نبض الشارع العربي، من الخليح ومصر، لهم مكانة أعمق في قلبي.

أما أحلام مستغانمي... فهي ليست كاتبة، بل حالة.

وأما أحمد آل حمدان... فاعترف أني نادمة على تأخري في الوصول إليه،

لكني أظن أن التوقيت لم يكن صدفة، وربما كنت بحاجة لأن أبدأ به الآن، لأدرك أنني علقت بأسلوبه من أول حرف.

أخبروني أنتم،

هل حدث أن قرأتم كاتبًا وشعرتم أنكم عثرتم على جزء منكم ضائع بين سطوره؟

أنا وجدتني هناك،

وما زلت هناك...

أعيش بين الكلمات.