في رواية" بدينة.. ولكن" ... هل يفرق الآباء المعاملة بين اطفالهم طبقا لجمالهم وقبولهم الاجتماعي..

الإجابة القصيرة والمختصرة هي نعم لأن الأباء ليسوا ألهة ، والأباء حرفياً بقصد أو بدون قصد يفرقون بالمعاملة (ليس بالضرورة دوماً) ولكنه أمر يحدث للجميع ، فهناك أبن أو أبناء مفضلين للأبوين يحصلوا على معاملة إستثنائية ربما فعلاً لجمال طلتهم أو حتى لباقة لسانهم.. وبرغم ذلك لا يجب أن يتم تفضيل بعض الأبناء عن البعض الآخر لما يسببه ذلك من أثر نفسي سيء وحتى كراهية لبعضهم البعض.

لم أرى في حياتي شيء أشد قسوة من فكرة أن يفرق الأهل بين أبنائهم بناء على شكلهم الخارجي، ولا أعتقد أن قلبًا سويًا يمكنه أن يفعل ذلك، فالجمال لا يجب أن يكون مقياسًا للمحبة أو التقدير داخل البيت، هذا بيت لا منصة عروض أزياء! فكرة أن يستخدم الجسد كأداة مقارنة أو مزاح جارح من أقرب الناس تشعرني بالاشمئزاز، وكأن العائلة فقدت جوهرها وتحولت إلى لجنة تحكيم سطحية لا تعرف شيئًا عن الحنان أو الدعم.

نعم ونعم، سمعتها من بعض الفتيات فعلًا، وحتى بعض "المشاهير" إذا جاز القول، ذكرن إنهن عانين من انتقادات الأمهات بسبب زيادة الوزن عن حد معين مرغوب، أو المقارنة بينهم وبين الأخوات والأقارب، وفي الحقيقة، أسوا ما يتعرض له الطفل هو أن يعرف أن شكله أو جسمه سبب رفضه أو التنمر عليه، ومعه نجد الكثير من عقد النقص عند النضوج، حتى لو توقف الأهل عن التنمر بعد سن معين، ولكن ما زُرع في عقلية الطفل، غالبًا يظل بوصلته حتى يصل هو إلى وعي ويقين لاحق.