بسم الله الرحمن الرحيم

مقتطفات من كتاب ( أزمات الجمهوريّة )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

كتاب ( أزمات الجمهورية )، حنّه آرنت، ترجمة: د. نادرة السنوسي، الطبعة الأولى: 2020، ابن النديم للنشر والتوزيع - الجزائر - وهران، دار الروافد الثقافية - ناشرون.

1- ( فيتقدّم الفاعلون ظاهريّا في الحياة السياسية في فضاء عمومي مرتبط شديد الارتباط بهيمنة الرأي العام أكثر من هيمنة الحقيقة، مثلما أوضح ذلك أفلاطون. ذلك لأنّ التناقض الأوّلي بين السياسة والحقيقة ليس في الواقع تناقضاً بين الكذب والحقيقة، وإنّما تناقض بين الجهل والمعرفة. وإن كانت الحقيقة من صلب الحياة العامّة، فإنّ الكذب هي النزعة المتكرّرة لدى الفاعل السياسي، والوسيلة، بل الآلية الوحيدة التي يتميّز بها، باعتبار أن هذا الأخير يعرف، حسب آرنت، ما يطمح إليه الجمهور العريض والغوغاء بصفة عامة، وبالتالي يخاطب عاطفتهم، التي لا يستطيعون التحكم فيها، ونوازعهم ودغدة أحاسيسهم أكثر من التوجّه إلى عقولهم أو مواجهتهم بالحقيقة، مهما كانت مرارتها. وبالتالي فهو مجبول على تزييف الواقع وتنميقه للحفاظ على مكانته.

ولم يعتبر أفلاطون الكذب ظاهرة أقلّ أهميّة من الخطأ فحسب، بل قام بمدح الكذب المستنير، بالقول بأنّ " البشر يستعملون الزيف في شكل مرهم ". وإذن يحقّ لحكّام الدّولة أكثر من غيرهم في العالم اللجوء إلى الزّيف والكذب، قصد مغالطة الأعداء أو مواطنيهم، لأجل مصلحة الدّولة. وهو بذلك شكل من أشكال التحايل، ووسيلة شرعيّة لحسن الإدارة، التي تتحكّم فيها ما نطلق عليه اعتبار المصلحة العامّة، الذي يقضي أيضا بواجب التحفّظ. بل ويلجؤون أحياناً إلى تزييف التاريخ وصباغته حسب مصالحهم الآنية والمستقبلية. حتى ماكيافيلي، فقد اتبع نفس المنحى، متخلّيا، ولو وقتيّا، عن المسائل الأخلاقيّة، ويرى أنّه لا أخلاق في السياسة، معبرا، في إطار الغاية تبرّر الوسيلة، بأنّ الكذب هو ترتيب متكامل). الصفحة ( 10 - 11 ).

{ إن نظر الحاكم إلى الشعب بأنّه ليس أهلاً لأن يعرف الحقيقة، يجعل الشعب عبارة عن قطيع من الماعز لا يعرفون سوى البعبعة، وحاكمهم يكون هو التّيْس الذي يقودهم، وليس أمامهم جميعاً سوى البعبعةِ لسببٍ أو لغير سبب، أمّا إن قام الحاكم بمصارحة الشعب بالحقيقة فإنّه يخلق منهم عاقلين قادرين على النُّطق بلسان مفهوم والتفكير بمنطقٍ عاقل }.

2- ( ولم تقتصر حنّه آرنت على تحليل الكذب والخداع في السياسة، بل تطرقت أيضاً إلى مفهوم العصيان المدني. وانطلقت في ذلك مما كتبه هنري دافيد ثورو سنة 1849، منظرا لهذه الظاهرة، رافضا دفع الضرائب اعتراضا على حرب الولايات المتحدة الأمريكية ضدّ المكسيك. وهو ما استلهمت منه العديد من حركات العصيان المدني، مثل تلك التي دعا إليها غاندي باسم "عدم العنف العملي" ضدّ الإمبراطورية البريطانية، أو ما أقرّه مارتن لوثر كينغ لشجب سياسة الميز العنصري الأمريكية، أو ما نادى به سنة 1960 العديد من المثقفين الفرنسيين احتجاجا على مواصلة حرب الجزائر. لقد تمكنت في حينها هذه الحركات من فرض نفسها، ولكن الدول تمكنت فيما بعد من مداراتها بالبحث عن موارد أخرى ). الصفحة (11- 12).

{ إن من المُثير حقاً التفكير بأنّ ما تفرضه الدولة من قوانين وأنظمة على الشعب وعلى المقيمين يمكن أن يُستخدَم ضدّها إن هي حادت عن طريق الصواب، مثل رفض دفع الضرائب، كتأديب للدول ورادع لها ولإخافتها، ولإعلامها بأن لا طاعة لها إن هي ظلمت الآخرين وحادت عن الصحيح والصواب }.

3- ( وفي النهاية وقع، مباشرة بعد نظرية الدومينو، إثارة الدوافع الاستراتيجية الكبرى، المرتكزة على فرضيّة مؤامرة شيوعيّة متراصة عالمية وفرضية وجود كتلة صينية - سوفييتية، وبالإضافة إلى ذلك فرضية أهداف توسعية صينية. فقد وقع دحض فكرة بأنّه من الضروري "احتواء" الصين، في هذه السنة من سنة 1971، من قبل الرئيس نيكسون؛ ولكن في تقرير يعود إلى أكثر من أربع سنوات، كتب بعد ماكنمارا يقول: " بقدر ما كان تدخّلنا الأوّلي وعملنا في فيتنام بدافع ضرورة "احتوائها"، فقد بلغنا بعد أهدافنا"؛ وقبل سنتين فقط، اعترف بأنّ هدف الولايات المتحدة في فيتنام " لم يكن "لإعانة صديق"، بل لاحتواء الصين"). الصفحة (45-46).

{ إن السبب الأوَّل لهو أسفه من السبب الثاني، والسبب الثاني أسفل من السبب الأوَّل، ما الذي يعنيه بإعانة صديق؟ ألم تكن فيتنام كُلّها تحت القصف الأمريكي وتحت النيران الأمريكية؟ فمن هو الصديق الذي كان يقنعون الآخرين بأنهم يُعينونه؟ أم إنّه لا يحق لأي شعب بالتحرّر سوى الشعوب الغربيَّة؟ }.

4- ( كان إذن واضحاً أنّ الأمر لا يتعلق إطلاقا "بأن لا تحصل إلا عن وسائل محدودة لبلوغ أهداف غير متجانسة". هل كان هدفا أكثر طموحا "لقوّة عظمى" إلا بإضافة دولة صغيرة إلى قائمة من زبانيتها أو التغلب على "بلد صغير متخلف"؟ فقد تعلق الأمر لا محالة بمثل غريب لاستعمال وسائل مسرفة لبلوغ هدف تافه في منطقة من مصلحة هامشية. لقد كان تحديدا هذا الانطباع لمأزق لا مفرّ منه وعناد أدّى في البلاد "بالعديد من الاشخاص إلى الاقتناع بأنّ الطبقة الحاكمة أصبحت مجنونة؛ واعتبر الكثير بأنّنا نحاول بالقوّة فرض صورة معينة لأمريكا لشعوب بعيدة لا نفهمها… وأنّ هذه المحاولة متجهة نحو العبث"، مثلما كتبه ماكنوغتون سنة 1967 ). الصفحة (47).

5- ( ففي حالة سقراط، فإنّ النّصّ الهام هو بالطبع حوارات أفلاطون، وترمي البراهين المستعرضة فيها أقلّ بكثير من الوضوح وبأقلّ قوّة لمساندة فكرة بصفاء وشرط طوعي للعقاب أكثر ممّا ادعته العديد من المؤلفات القانونية والفلسفية. نسجل أوّلا الأمر بأنّ سقراط، طوال محاكمته، لم يفنّد أبدا القوانين ذاتها، متمسكا بهذا الحرمان الخاص من العدالة الذي كان ضحيته، والذي أسماه شخصيّا "الصدفة". سوف لا يستنفع من هذا السوء للحظ الشخصي "لانتهاك الاتفاقيات والمواثيق" التي يعتبر نفسه أنّه بها مرتبط بالقوانين؛ فوجد نفسه في خلاف، ليس مع القوانين، ولكن مع قضاته. ومن ناحية أخرى، أشار سقراط إلى كريتو (الذي أراد إقناعه بالفرار وبالذهاب إلى المنفى) بأنّ هذا الاختيار توفر لديه، شرعيّا، عند افتتاح المحاكمة. "وحتى خلال المحاكمة، تستطيع، إن أردت، أن تُدان بالنفي؛ وهكذا، فإنّ ما تأمل القيام به اليوم بالرغم عن المدينة، فقد قمت به بموافقتها. وعوضا عن هذا، تقوم بدور البطل بينما تتظاهر باللامبالاة أمام الموت، وتصرّح بأنّك تفضلها على النفي. ونعرف أيضا، حسب الدفاع، بأنّ الإمكانية توفرت لديه للتخلي عن معايناته النقدية التي يقوم بها علنا، والتي تقدر دون أي شك على بثّ الريبة في قيمة المعتقدات والعادات القائمة، وأنّه خيّر أيضا الموت، إذ "العيش دون تحليل لا تُستحق العيش". وبمعنى آخر، قد لا يمكن لسقراط أن يكون وفيّا لأقواله الشخصية لو حاول الهرب. ربما بذلك قد كذّب كلّ تصرفه خلال المحاكمة: " ستصدّق من يوافق قضاتك، وتقوم بإظهارهم بأنّهم أصابوا في الحكم". ويلتزم لنفسه، مثلما التزم للمواطنين الذين توجّه إليهم، بالبقاء وبالموت. "فالأمر يتعلّق بدفع دين شرف، دين الإنسان الشريف الذي راهن وخسر، والذي يدفع وإلّا لا يستطيع العيش في سلام مع نفسه. فهو في الواقع حصل على عقد ويظهر مفهوم العقد هذا مبطّنا في القسم الأخير من المحاورات، ولكن… العقد الذي يربط هذا وذاك هو… الالتزام المضمّن في المحاكمة" (أنا التي أؤكد).

ولكن تظهر، من الوهلة الأولى، أنّ حالة ثورو، الأقل مأساويّة بكثير، - فقد أرغم على قضاء ليلة في السجن لأنّه رفض دفع الضريبة، المفوّضة على الانتخابات لحكومة تعترف بالعبوديّة، لكنه ترك عمّته تبرأه عوضا عنه - تتناسب أحسن مع موضوع النقاش الحالي؛ وبالفعل، خلافا لحالة سقراط، كان يحتج "على ظلم القوانين ذاتها. غير أنّ ما هو مقلق، في هذا المثال، هو أنّ ثورو نفسه، في رسالته الشهيرة التي كتبها بعد الحادثة، حول واجب العصيان المدني، مقحما بذلك هذه العبارة "للعصيان المدني"، وضع نفسه على أرضية الحرية الشخصية والواجبات المفروضة بهذه الحرية الأخلاقية، دون مناشدة مسألة علاقات ضمير المواطن مع القانون. "وبصفة عامّة، من المؤكد أنّه ليس من واجب الإنسان أن يكرّس نفسه لإلغاء الشرّ الموجود في الكلّ، حتى وإن كان من أشنع التجاوزات؛ فهو يستطيع على نحو تام أن تكون له اهتمامات أخرى والتزامات أخرى؛ ولكن من واجبه، على الأقلّ، أن يحاول بأن تكون يداه نقيّتين، وحتى أن لا يعيرها كلّ أفكاره، ويرفض عمليّا مساندتها". لم يدّع ثورو سوى أنّ محاولة أن تكون يداه نقيّتين كافيتين لتحسين العالم، ولا أن يكون من واجب الإنسان العمل على هذا التحسّن. فهو "لم يأت أساسا إلى هذا العالم لكي يجعل منه مكانا حيث يكون العيش الرغد، ولكن للعيش فيه، سواء أكان المكان جيّدا أو سيئا". وفي الواقع، هكذا ندخل جميعا في العالم - سعداء إن كان هذا العالم أو المكان الذي أقيم لنا عند وصولنا هو المكان الذي يكون العيش فيه حلوا، على الأقل أين لا تكون التجاوزات القائمة "بذلك النوع الذي يجبرك أن تكون عونا للظلم الممارس تجاه الغير". فإذا كان الأمر كذلك، "أقول: يجب انتهاك القانون". كان ثورو على حقّ: فالحرية الشخصية لا تفرض شيئا أكثر ). الصفحة ( 82 - 83 - 84 - 85 ).

6- ( [يمكن، مثلاً، التفكير في حدث معروف، أفرز العديد من البحوث، وهو أنّ الأطفال الذين يؤمون المدارس الموجودة في الأحياء الفقيرة جدّا لا يتعلمون تقريبا شيئا في صفوفها. ومن بين الأسباب الواضحة جدّا، أنّ هؤلاء الأطفال يصلون إلى المدرسة دون تناول فطور الصباح وهم جياع. ولنتائجهم المدرسية السيئة أسباب أخرى "أعمق بكثير"، وليس من المتأكد أن تتطوّر نتائجهم إن تمكن هؤلاء الأطفال من تناول فطور الصباح في المدرسة. ومن ناحية أخرى، وما هو مؤكد، هو أننا لا نحصل على نتائج مدرسية جيّدة في فصل من أطفال جياع، حتى وإن كان هؤلاء من صغار العباقرة] ). الصفحة ( 101 ).

7- (... لقد صرّح ويلسون كاراي ماكويليامس بذكاء قائلا: " عندما تخفق المؤسسات، يرتبط مصير المجموعة السياسية بالناس، فيكون الناس من قصب ضعيف مستعدّين للتأقلم مع الظلم، بل لاقترافه " ). الصفحة (138).

8- (... وفي روسيا، مثلا، تمتّعت بعض المجموعات بمستوى عال من الحياة غير أنّ من يكونون جزءاً منها ليسوا بالمالكين لكلّ ما يمكنهم الحصول عليها: سيارات، منازل ريفية، أثاث فاخر، سيارة بسائق، الخ. ففي هذا البلد، يمكن، من يوم إلى آخر، لرجل ثريّ جدّا أن يصير متسوّلا وعاطلا عن الشغل مرغما عند نزاع مع السلطات المسيّرة. (وبنظرة إلى المنشورات الأخيرة، حيث شرع كتاب روس البوح بالحقيقة، يمكن أن نعرف الكثير عن النتائج الفظيعة لهذه الوضعية أكثر من جميع النظريات الاقتصادية والسياسية ). الصفحة ( 281 ).

9- ( إنّ ما يحمينا، في البلدان الغربية المزمعة "رأسمالية"، ليست الرأسمالية، بل نظام قانوني يمنع من أن تصبح الأحلام الخاوية لمديري العمليات الكبرى الراغبين في مراقبة الحياة الخاصة لمن يقومون بتشغيلهم، حقيقة. ولكن لا تلعب أبدا هذا الإكراه عندما يكون المشغل هو الحكومة ذاتها. ويعرف كلّ الناس بأنّ المراقبة التي تسبق انتداب الموظفين في الولايات المتحدة لا تحترم مجال الحياة الخاصّة. ويمكن أيضا اعتبار الحاجة التي أبدتها مؤخرا بعض المصالح الحكومية بوضع ميكروفونات في الشقق الخاصة بمثابة محاولة الحكومة على اعتبار جميع المواطنين كموظفين بامتياز. وما مثل هذا الاستماع، سوى شكل من المصادرة؟ تتصرف هيئة حكومية كما تشاء، كنوع من الاشتراك في الملكية للمنازل والشقق الخاصة للمواطنين. وفي روسيا، ليس من الضروري ملء الجدارن بأجهزة الاستماع؛ فكلّ شقة لها على أيّ حال جواسيسها ). الصفحة (282).

{ يبدو أن الغرب كمثل كاتبة هذا الكتاب يمكنه أن يفهم التجسّس بحذافيره ما دام صادراً من روسيا، ولكنّه لا يستطيع فهمه أو استيعابه إذا صدَر من الغرب، فيُسمّيه عدم احترام مجال الحياة الخاصّة، ويُسمّيه مصادرة، رغم إنّه تجسّس صريح تماماً كوضع روسيا للجواسيس في كُلّ عائلة وبيت، ولكنّه لدى الغرب أكثر تطوّراً ودهاءاً فهو وضع أجهزة تنصّت أو ميكروفونات سمّها كما تشاء  في المنازل والشقق، فهي تبقى أجهزة تجسّس شئتم يا الغرب أم أبيْتم… هذا والله أعلم والأقدم الأقدم هو الأعلم }.

10- ( ومن واجب الاتحاد السوفييتي التدخل مباشرة في جميع الحالات أين تتخوف من أن ينسحب أحد البلدان التابعة من حلف وارسو. وأعرف أنّ هذا الخوف، إن وُجد، كان صحيحا في حالة تشيكوسلوفاكيا؛ ولم يكن هذا بالمستحيل. ومن ناحية أخرى، لا أعتقد في تدخّل عسكري سوفييتي في يوغسلافيا. فربّما سيواجه فيها مقاومة شديدة ولا يسمح الاتحاد السوفييتي لنفسه اليوم بمواجهة من هذا النوع. فهو ليس ثابتا بشكل آمن في موقعه كقوّة عظمى ). الصفحة ( 288).

{ قد يكون الاتحاد السوفييتي والغرب يحسب لهذه الأمور وهي مقدار قوّته الحاليَّة قبل أن يُقدم على مغامرة جديدة كشنّ حربٍ جديدة، إلّا إذا كان الأمر يخصّ المسلمين، فإنّه سيهاجم المسلمين حتى لو كان على وشك الموت من الاختناق، كما فعل الاتحاد السوفييتي عندما هاجم افغانستان وأعلن الحرب عليها، وكما تفعل إسرائيل الآن ومعها الغرب ضدّ غزّة }.

11- ( … فإن الفرق بين الأثرياء والفقراء حسب المداخيل، واضحة وضوح العيان في بلدان الشرق أكثر منها في معظم بقية البلدان، وأكثر وضوحا حتى من الولايات المتحدة، باستثناء البعض من أصحاب المليارات الكبيرة.

ولكن ليست هذه هي المسألة. وما محلّ جدل، مرّة أخرى، هو معرفة إن كنت حرّة أم لا بقول ونشر ما خطر ببالي، وبمعرفة إن كنت مراقبة أم لا من قبل أجواري. تنطوي الحرية دوما على حريّة التعبير عن خلافي. فقبل هنلر وستالين، ما من رئيس دولة أدان حريّة التصديق؛ فقد قام بها هتلر برفض هذا الحقّ لليهود وللغجر؛ وكان ستالين الدكتاتوري الوحيد الذي قام بتحطيم أنصاره الأكثر حماسة، ربّما لأنّه كان يعتبر بأنّ أيّا كان قادرا على الموافقة يستطيع أيضا الرفض. وقبلهما ما من مستبدّ بلغ هذا الحدّ - وهذا لم يمكّنهما بالرغم من ذلك من النجاح ). الصفحة ( 293 ).

كتاب ( أزمات الجمهورية )، حنّه آرنت، ترجمة: د. نادرة السنوسي، الطبعة الأولى: 2020، ابن النديم للنشر والتوزيع - الجزائر - وهران، دار الروافد الثقافية - ناشرون.