من أكثر الأشياء الشائعة عند التحدث عن العادات هو كيف تكتسب عادة جديدة، ولكن من أصعب الأشياء هي التخلص من العادات ووجدت في هذا الكتاب إشارة إلى نقطة مهمة في كيفية التخلص من العادات وهي ضبط النفس وتحمل الانتظار وأشار المؤلف إلى تجربة المارشيملو الشهيرة حيث يتم وضع قطعة مارشيملو أمام الطفل وعليه أن ينتظر حتى يعود المشرف الذي وضعها ليحصل عليها الطفل كمكافأة على صبره وضبط نفسه وفي نهاية الدراسة أثبتت بعد سنين أن الأطفال الذين انتظروا المشرف كانوا أكثر مرونة من غيرهم في حياتهم، ولديهم قدرة أكبر لتجنب والتخلص من العادات السيئة المصاحبة لهم، فضبط النفس وتحمل الانتظار يعد من العوامل المهمة للتغلب، فمن تجاربك كيف تتخلص من العادات السلبية؟
كتاب صعوبة التخلص من العادات: كيف تتخلص من العادات السلبية؟
منذ فترة قرأت هذه المقولة discipline is Freedom وفي البداية لم أفهمها بشكل كافي ولكن مع مرور الوقت أدركت فعلًا أن الحرية تكمن في أن لا تكون مقيدًا بأي رغبة أو عادة او إدمان وأن تتمكن من تقويم نفسك للصبر على النتائج والاستمرارية رغم عدم وجود نتيجة لحظية. ومن يصل لهذا يمكنه أن يكتسب أي عادة جديدة أو يتوقف عن عاداته السيئة وهذا ما أحاول اكتسابه.
لكن لفت انتباهي من تجربتي الشخصية أنني احتاج دائمًا فاصل من العودة إلى بعض هذه العادات ككسر للروتين ومن ثم محاولة بنائه مرة أخرى وقد يكون الأمر صعبًا أحيانًا. هل تعتقد من قرائتك للكتاب أن هذا أمر صحي؟ أم يجب الامتناع عن العادة السيئة بالكامل من أول لحظة؟
أم يجب الامتناع عن العادة السيئة بالكامل من أول لحظة؟
من وجهة نظري هذا ليس سهلا خصوصا لو كانت هذه العادة مغروسة في أعماق الشخصية.
فالإنسان عادة ما يحب التواجد في مناطق الراحة الخاصة به حتى ولو ابتعد عنها فترات طويلة فإنه قد يعود إليها من حين أو آخر حتى ولو بغرض الزيارة مثلا.
فمثلا أنا كنت ثرثارا في فترة من حياتي حتى وأني ما كنت أترك مجالا لأحد ليتكلم. لو كنت توقفت عن هذه العادة فورا لما استطعت أبدا ولشعر الأشخاص من حولي بالغربة لأنهم تعودوا على العكس وهو الصمت والاستماع. لقد أصبحت أقوم بعمل توازنات بيني وبين الآخرين في الكلام لكنني من آن إلى آخر أعود لعادتي القديمة التي بالطبع لم أنساها وأسأل على حالها إذ أنه كان بيننا من المفترض عَشْرَة طويلة.
من قرائتك للكتاب أن هذا أمر صحي؟ أم يجب الامتناع عن العادة السيئة بالكامل من أول لحظة؟
قطع العادة مرة واحدة قد يواجهها رد فعل معاكس وبالتالي الارتباط بالعادة بشكل أكبر، لذا التدريج هو الحل حتى أن هذا يحدث في حالات الإدمان يتم تقليل الجرعات تحت إشراف طبي بالتأكيد، حتى لا يحدث صدمة للعقل والناقلات العصبية، لهذا يحدث ما يسمى بالانتكاسة، للعديد من الناس.
إنّ كسر الرّوتين في بعض الأحيان يكون أمرًا مهمًّا، لكي لا يشعر الشّخص بالضّغط والحرمان. فمثلًا إذا اكتسب الشّخص عادة تناول الأكل الصّحي يمكنه أن يطلب مرّةً في الشّهر وجبةً من أحد المطاعم حتّى لو كانت لا تتماشى مع مقاييس الطّعام الصّحّي.
وإذا اكتسب عادة ممارسة الرّياضة كلّ يوم، فلا بأس إن قرّر في أحد الأيّام أن يبقى مستلقيًا في سريره بدلًا من الذّهاب للمشي.
التعليقات