بسم الله الرحمن الرحيم

مقتطفات من كتاب ( أنت الكون )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

كتاب ( أنت الكون ), د. ديباك شوبرا, ود. ميناس كافاتوس, ترجمة: د. محمد ياسر حسكي, ولينا الزيبق, الطبعة الأولى (2018), دار الخيال.

[ لنذكر أولاً قول الله تعالى: (( لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (57) )).

ولنبدأ الآن بالكتاب الذي بين أيدينا ].

1-       ( إن استطاع المرء وعلى نحو سحري أن يتجاوز سرعة الضوء, لسار الزمن إلى الوراء, كبوابة نظرية للعودة إلى بداية الزمن.

استنتج ( آينشتاين ) أن هذا لن يحصل في عالم تقليدي, حتى لو كان عالماً ذا تأثيرات نسبية. مع هذا, فهو قد يحصل في عالم كمّي. إن كل التغييرات في الزمن هي احتمالات كمّية ). الصفحة ( 133).

2-       ( سيكون من المُحرج للغاية بالنسبة إلى النسبية لو تمّ الانتقال بسرعة تفوق سرعة الضوء, وهو أمر قد تحقق اليوم. اكتشفت الأبحاث الحديثة طريقة لتحريك الفوتونات من مكان إلى آخر دون المرور بالفراغ الفاصل بينها, وهو المثال الأول والحقيقي للانتقال الفوريّ, بسبب أن الفوتونات تثب من النقطة (أ) إلى النقطة (ب) على نحو آني دون مرور الزمن. في الواقع, لم يتم تجاوز سرعة الضوء, بل إنها أصبحت غير ذات صلة. يمكننا القول أنّه قد تمّ تخطي الزمن, بل في الحقيقة, يقوم الانتقال الفوري بإطلاق الصورة الأنيقة المنبثقة فجأة للمكان والزمان والمادة ). الصفحة (134).

3-       ( اللغز الأول: ما الذي سبق الانفجار العظيم؟

الإجابة: كان يوجد حالة الوعي السابقة للخلق, والتي لا أبعاد لها. في هذه الحالة يكون الوعي هو احتمال محض. حيث تكون كلُّ الاحتمالات موجودة على هيئة بذور, وليست مصنوعة من أي شيء يمكن قياسه تجريبياً. بناء على ذلك, فإنَّ الادعاء بأنه لا شيء سبق الانفجار العظيم هو صحيح تماماً, كما القول إنَّ كلَّ شيء كان موجوداً قبل الانفجار العظيم ). الصفحة (348).

[ ( هذا الحديث رواه الإمام أحمد في "المسند" (26/108)، و"الترمذي" (3109)، وابن ماجه (182)، وابن حبان كما في "الإحسان" (14/8)، وغيرهم:

عن حَمَّاد بْن سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقَهُ؟

قَالَ: (كَانَ فِي عَمَاءٍ، مَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ، وَمَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ، ثُمَّ خَلَقَ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ).

وحسّنه الترمذي، وكذا حسّن إسناده الذهبي في "العلو" (ص18)، وهو حديث مشهور عند الأئمة، يذكرونه في أبواب العقائد.

ومن أهل العلم من نص على ضعفه؛ لأن في إسناده وكيع بن حُدُس، فقالوا: هو مجهول ). ( موقع الإسلام سؤال وجواب ).

( هذا الحديث معناه: أنه كان في سحابٍ، قال العلماء: معنى "العماء": السحاب. قال بعضهم: الغليظ. وقال بعضهم: الرقيق.

والحديث في سنده بعض المقال.

والله جلَّ وعلا له صفات الكمال من كل الوجوه، ومُنزَّهٌ عن صفات النقص والعيب من كل الوجوه سبحانه وتعالى، كما قال عز وجل : (( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ  ۝ اللَّهُ الصَّمَدُ  ۝ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ  ۝ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ)). [الإخلاص]، وقال عز وجل  )): لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ))[ الشورى:11].

وهذا الحديث مشهورٌ من حديث أبي رزين العقيلي من رواية وكيع بن حدس، وهذا الرجل -وكيع- ليس من المشهورين بالثقة.

وفي هذا الحديث أن الرسول ﷺ لما سئل: أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض؟ قال:  ( كان في عماء، ما فوقه هواء، وما تحته هواء )، فإن صحَّ فالمعنى مثلما قال العلماء -علماء اللغة-: العماء: السحاب. قال بعضهم: السحاب الرقيق. وقال بعضهم: السحاب الغليظ. هذا معناه لو صحَّ. نعم.( ( موقع الإمام ابن باز رحمه الله)].

4-       ( اللغز الثالث: من أين جاء الزمن؟

الإجابة: من المكان نفسه الذي انبعث منه كلُّ شيء, وهو الوعي. إن الزمن عبارة عن نوعية إحساس, حاله حال المذاق الحلو في السكر, والألوان في قوس قزح. إنها جميعاً أساليب الوعي في التعبير عندما خرج الكون من رحم التكوين ). الصفحة (348).

5-       ( اللغز السابع: هل نعيش في كون واعي؟

الإجابة: نعم, ولكن هذا الأمر سيكون بلا معنى إن كانت فكرتك عن الكون الواعي زاخرة بالأفكار والأحاسيس والصور والمشاعر. تلك محتويات الذهن, أزل المحتويات ولن يتبقَّ سوى الوعي الخالص, العامر بالاحتمالات الإبداعية على الرغم من كونه ساكناً وغير متحرك ومتخطٍ للزمان والمكان. إن الوعي الخالص يُتيح ظهور كلِّ شيء, بما في ذلك الذهن البشري. ومن هذا المنطلق, فإننا لا نعيش ضمن كون واعي على طريقة المستأجرين الذين يقطنون عقاراً للإيجار, إنما نشارك في الوعي نفسه الذي ( هو ) الكون ). الصفحة (350).

كتاب ( أنت الكون), د. ديباك شوبرا, ود. ميناس كافاتوس, ترجمة: د. محمد ياسر حسكي, ولينا الزيبق, الطبعة الأولى (2018), دار الخيال.