ماذا لو انتزعتكِ مِن ذاكرة الزمن وأخفيتُكِ في حاضري ومُستقبلي! هل سيشعُر العالم! هل سينتبه؟ ماذا لو أصبحتِ أنتِ أرضي ووطني هل ستتغيّر الجغرافيا ويتبدّل التاريخ! هل سَتثور الأمم وتغضَب الدول وتُقام الحُروب! لكم أتمناكِ زهرتي الخاصّة, دَولَتي الصغيرة الخالية من الذهب والنفط والمعالم السياحية، بعيدة عن أنظار المُسافرين ومطامع الغُزاة وناهبي الثروات. أريدكِ صحراء بعيدة وهادئة وسأكون أنا بدويًّا, أرعى الغنم وأجمع الحطب، أقتات على الخبز وحليب العنزات، أتغزّل فيكِ بأجمل العبارات. وحدنا في البادية, لنا كل معاني الحريّة، نتغنّىَ بأمجاد الأجداد ونختار أسماء الأولاد والأحفاد، نقرأ معًا الكُتُب القديمة والقيّمة، نتحدث عن فوائد القراءة ومساوئ التكنولوجيا. معًا سنكون وسنظل، بلا خوف أو قلق, نُردّد قصائد العرب في جلسات السمر, نلعن الحضر والصخب في أمسيات السهر, نمدح بعضنا وأنفسنا ونسبّ الفلاسفة ومُحبي السفر .

وحدنا... أنتِ وأنا، وهل نحتاج شيء آخر؟!