"عتمة الحب"
"سيطول بك الغياب في فوهة الحفر ، سيطول في المنفى الموقدة بحطب المعذبين، العازفين بوتر الكذب والبهتان ، وانت هناك بين امواج التناقض تهزين يديك ما تبقى منها ، من رماد العشق.، لكن مع ذالك سيطول الغياب ، ولن يندثر الجراج، اني ادري حق اليقين حجم التوتر والهستيرية والسخط الذي يعتريك
ادري تماما حجم المعاناة الحقيقية ، حجم التناقضات والاختناقات التي تسري في عروقك الخانقة ...)
.لكن اقسم انه سيطول بك الغياب لكي تتمردي على الاكتراث و الجفاه، ستثورين اذا كان الجموح والاصرار عل ما تبقي من التبدد والبرحاء التي تعشش بصيراتك العمياء،
لن يثوب العشق ولن يعود كما كان ،سيدفن بك في عتمة الانتظار بلا اصطبار هناك لن تتغير سيماتك ولا حتى ملامحك النفسية !
فأنا الضرير وانت الهاربة من قفص الاتهام !
انا هنا وانت هناك فصمتك يلوذ بسلام ، فعقلك يعشش مهزلة الحب، معصية الرجال ...
سأنتظر الصفح واللين ريثما تعيدين النظر في تناقظك اللعين.،
لا اود معاقبة الضالين سأنتظر الغفران ، انتظر الغفران ..
وها انا اليوم يا امي ادفع ثمن ضريية الانتماء،،، ضريبة الحب ،، ضريية الجبن ..."
لقد ضاق صدري من علة مصائبها... لانني فتحت لها كل الابواب..
لانني كنت علة اكتراثها واهتمامها دوما..
لانني كنت احمل رسائل النقاء ، رسائل الصفاء..
لقد نفذ خزان التحمل،
عندما كنت ادافع سلفا على صبابة الوجود.
ادافع عن دائرة نعمة السماء..،
نعمة الحياة ، نعمة الحب...،
لقد كان لي من قبل جوهرة الحياة ،،احيا بجانبها اناضل من اجلها ، اتقسم معها الدموع مواقف الفقر و مصارع الشقاء ،
اتقسم معها كل شيء.، اما اليوم فقد شاخ وهرم محرك النبض.، هرم ناموس العشق في نفوس الباكين المتألمين. جراء غوائل الكائدين..
ا انا هنا يا امي في هذه العلة الملطخة بدم الابرياء، في هذا المنفى ، في هذا المعتقل الكبير.،
انا هنا يا امي احوم بلا عنوان ، كطائر بلا جنحين اجوب شوارع الراقصين على الارواح الهالكة الشاهدة هناك.،
فلتصفحي ولتغفري من الاعماق من الجذور يا فلذة كبدي.،
اني الان اسلك مسلكا لا يحقق افق انتظارك ولا توقعك..
اني مسافر على متن قارب الاوهام بلا عنوان.. بلا رغيف ... بدون كسرة خبز .. حمولاتي اتعبت الحاضر.. ذاكرتى المعذبة المريضة بداء الحب، بداء الفقر...، تحتضر الذات المهدورة ، وتثور على بؤسها الانطلوجي.،تثور على المونولوج الداخلي لكسر سلاسل القيد...،
كل المسالك يا قرة عيني موصدة باحكام ..
برب السماء
هل لي ببصيص من الامل ولو مرة ؟
هل ستشرع سفينة المودة والحب والرأفة ؟
هل سيعود كل شيء كما كان ؟
يا لحضي التاعس.!
يا للقدري وما نفعنى سوى ان اتوصل الى هذا المصير ،اتوسل الى هذا المستقبل المجهول، ابحث عن وطن غير هذا الوطن البائس ، اتصلت بحضي لعله يسلج صدري هذه المرة
رد حضي المشؤوم قائلا " الرقم الذي تطلبونه غير متاح، كل الخطوط مشغولة يا سيدي :
الرجاء منكم التأكد من صحة الرقم و شكرا على تفهمكم ..."
فلا احد يستجب ويدي المهيضة المنكسرة المتبقية من رماد الهوى شاهدة العصر هناك...