هل تعرفين معنى أن أقول أنني أتفكك !؟

أن ألكم الجدار ثلاثين مرة مردداً أسمكِ بخوف وحذر!

أن لا تكوني سوى وهمٍ يتسلل من بين أصابعي

هل تعرفين!!!

..

الأرق

لا أعلم على وجه التحديد سبب الخلاف بيني و بين النوم ولماذا حين أنتصر عليه لأغفى يهاجمني بوجهكِ فأستيقظ ويداي على حافة التجمد

قلتُ لكِ مرةً إن الحقيقة إذا قيلت دون تأثير ستصبح أضحوكةً كاذبة

ابتسمتِ حينها ورفعتِ حاجبكِ كما تفعلين دائماً في كل حديث وقلتِ (( قديشك مفلسف ))

لم تفهميني وقتها لم تعرفي حتى الأن تلك الرسالة ماذا كانت تخفي خلفها ولماذا كتبتها لكِ ولو تأملتي حروفها الأن لارتجفتي من الرعب ومن الحب المخبئ داخلها

كنتِ عرفتِ العلاقة الكبيرة ما بين الكره والحب وما بين الأرق و القلق وما بين الشام و المطر.

..

الفصام

تتهميني مزحاً بأنني مصابٌ بالفصام وبأنني كاذب

لا ألومكِ فالمعطيات تشير إلى هذا فعلاً

فأنا رجل يستمع إلى خليط من الموسيقى ما بين ام كلثوم و السمفونية التاسعة بلحظات

ابتسم لكِ عندما تمرين جانبي و أشتمكِ حباً بعد المرور بلحظات

استمع إلى بحيرة البجع في الرابعة صباحاً وأرقصُ معكِ وأحدثكِ عن الأزمة الأقتصادية وأنا أضحك بجنون .. أحدثكِ عن الغلاء و الفقر عن ارتفاع الدولار الكاذب وارتفاع نبض القلب الحقيقي عند ملامسة كفكِ مصادفةً

أرتمي معكِ على السرير بعد رقصةٍ متعبة فأخاف الأقتراب منكِ فأكتفي بتأمل تفاصيلكِ

صدقيني أنا نفسي أتبدل ولا أعرف كيف أتوقف!!

( أشبه هذه البلاد كثيراً )

..

من أنا معكِ ؟ لا أعرف

كلما تذكرتُ تفصيل يتعلق بكِ تهاجمني باقي التفاصيل وكأنها أحجار دومينو مجنونة!

لم أكذب حين قلتُ لكِ أحبكِ فأنا مجردٌ من الكذب معكِ

أتعرى كالشجرة الأم في الخريف فأقف أمامكِ بكامل حقيقتي.

غريب كيف لم تنتبهي إلى الحقيقة وتهتمين بالوهم!

أنثى بذكاءكِ كان من المفترض أن تعرف كل شيء من اللحظةِ الأولى

لكنكِ أغمضتي عينيكِ داخل العاصفة فلم تري من الذي تآكل بها ومن الذي خسر أجزاءهُ معها وأنت في سكونها في مركزها تنتظرين النتائج فكنتِ الخاسر الأكبر ( تشبهين هذه البلاد كثيراً )

..

فوضى

فقدتُ هويتي .. فقدتُ الكلمات

وحربٌ كادت أن تودي بكلينا

هيكلٌ مليئٌ باللحم أنا .. خزانٌ من الكحول و النيكوتين الرديئ وكافيين يجعل المدينة لا تنام لشهور

تصوري أنا لا أعرف من هذا الذي يكتب الأن!

والخيارات أصبحت غير مجدية أبداً

كل الخيارات ستصبُ في شارعٍ واحد وأنتِ تعلمين.

أتذكرين باب شرقي!!

يقولون أن ما يحدث في باب شرقي يبقى في باب شرقي .. إن كانت حقيقة فيا لقسوة الذاكرة.

..

الغرفة معتمة الأن دخان كثيف وأم كلثوم تصدح عالياً ( سوف تلهو بنا الحياة وتسخر )

لا شيء يخيفني الأن سوى وجهكِ المعكوس على المرآة

لمحتهُ أثنا عشر مرةً وفي الثالثة عشر كسرتها شوقاً.

..

الأرق .. الفصام .. أنتِ

ثالوثٌ ألتصق بي دون ظلٍ كشهبٍ يطاردُ ماضيه في الحاضر

..

ملاحظة لكِ: أخاف المرأة التي تستفز القلم

أخاف المرأة الوحيدة فقط لأنها تبعثرني وتجعلني عارياً أمام حزني.

أنتِ امرأة وحيدة ومستفزة ( تشبهين هذه البلاد كثيراً ).

..

دمشق

15/11/2019