السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تحية طيبة ,كتب شغفت بها كثيرا في الاستثمار ,و هو الكتاب الثاني , جدبني إليه كثيرا في القراءة و الدراسة . هو المستثمر الذكي تأليف "بنيامين جراهام" ، مكتبة جرير الطبعة الأولى ،2008، طبعة منقحة تحتوي على 721 صفحة . وهي نسخة مزودة بتعليقات جديدة بقلم "جايسون زوايج" ، التمهيد الملحق بقلم "وارن إ.بافيت" ، والكتاب مشامل حول الإستثمار القائم على مبدأ القيمة .
في تمهيد للطبعة الرابعة بقلم "وارن بافيت " يرى أنه قرأ الكتاب أوائل عام 1959 ، وهو في التاسع عشر من عمره ، و مازال على ضنه إلى الآن على أنه أفضل كتاب على الإطلاق . و أن الاستثمار الناجح لايتطلب ذكاء خارقا أو قدرات غير عادية أو معلومات داخلية عن الشركة ، وإنما يتطلب إطارا فكريا سليما لاتخاد القرارات و الحيلولة دون ان تفسد العواطف . و هذا هو قصد الكتاب ، و أن مؤلفه أكثر تأثيرا عليه . نبدة من بنيامين جراهام (1894-1976) بقلم "جاسون زفايج" ص.14 ، يراه اعظم مفكرا استثماريا على مر العصور ، فقد اكتسب الخبرة و التبصر بالأمور بالطريق الشاق .ألم الخسارة المالية بالإضافة الى أنه قد قام بدراسة تاريخ الأسواق و سيكولوجيتها لعقود طويلة . ولد 9 ماي 1894 ؛لندن : لأب يعمل تاجرا في الأطباق و التحف الصيفية . و رحلت الأسرة الى نيويورك و عمره عام واحد ، توفي والده 1903 ، سرعان ما تعثرت تجارته و أصبحة الأسرة تعاني الفاقة و العوز ، وسرعان ما تحطمة أحلام والدته مع الإنهيار 1907 . ظل "بنيامين جراهام" يتذكر طوال حياته الذل و المهانة اللذين كان يشعر بهما في كل مره يذهب لسداد شيك عن والدته ...بزغ نجم عبقريته فتخرج 1914 ، و بدلا من العمل في الحقل الأكاديمي قرر العمل في "وول ستريت" ، كموظف في شركة لتذاول السندات ثم تحول الى محلل ثم الى شريك ، و قبل أن تمضي فثرة طويلة كان يدير شركة الاسثتمار الخاصة . أصبح بارعا في إجراء بحوث في الأسهم تتميز بإهتمامها بأدق التفاصيل . و في أثناء الإنهيار العضيم 1929 و 1932 كتب له النجاة و حقق الثراء بعدها ، حيث حصد الصفقات الرخيصة من بين حطام سوق المضاربة على الصعود ، جمع بين القدرات العقلية الإستثنائية و الفطرة السليمة و الخبرة العريضة ، قام بتطوير مبادئه الأساسية لكي تصلح لكل مكان و زمان و من بينها السهم حصة ملكية له قيمة حقيقية . السوق مثل البنود الذي يتأرجح دوما بين التفاءل و التشاءم. القيمة المستقبلية لكل استثمار هي وظيفة سعرها الحالي. عدم الافراط في دفع الأموال ، مهما بدا الاستثمار مثيرا. السلوك الذي تسلكه أنت يكون أكثر أهمية من السلوك الذي تسلكه استثماراتك ، فهو سر نجاحك بعين ناقدة و صبر قوي . والكاتب ضم مقدمة وعشرون فصلا و خاتمة مع كل واحد تعليقات مختمة بملاحق ل"وران بافيت" . ففي المقدمة ص.18 يرى أن الأهداف المرجوة من هذا الكتاب ، أنه موجه إلى المستثمرين لا إلى المضاربين، و هو فارق كبير ، ولكي ينجح المرء أن يتسم بالذكاء في الأوراق المالية ، و يتسلح بقدر كاف من المعرفة بأسلوب تحرك الأنواع المختلفة من الأسهم و السندات في ظل مختلف الظروف التي قد يصادفها البعض في حياته مرة أخرى . فعزز بمثل أطلقه "سانتايانا" حين قال :"من لا يذكر الماضي فهو محكوم عليه ب الاتكرار". تعليق على مقدمة ص.30. ابتدأ كالعادة لكل تعليق لأحد مشاهير الفكر و الإقتصاد ، "اذا أقمت قلاعك في الهواء فلا ينبغي أن يذهب مجهودك سدى ، فهذا هو مكانها الطبيعي ، و كل ما عليك الآن هو أن ترسى قواعدها" -والدن هنري ديفيد ثورو- يشرح فكرة الإستثمار ، بسؤال: هل أنت مستثمر ذكي ؟. يُعرِّف جراهام هذا المصطلح بأنه ذلك النوع من الذكاء ، ليس له علاقة بقياس حاصل الذكاء ، و إنما يعني ببساطة التحلي بالصبر و النظام و الرغبة في التعلم ، وكبح جوامح عواطفك و التفكير بنفسك ، فهذا نوع من الذكاء على حده صفة من صفات الشخصية و ليس العقل . و يثبت أن معدلات الذكاء المرتفعة و التعليم العالي لا يكفيان لصنع مستثمر ذكي . ففي عام 1998 خسر صندوق "لونج تيرم كابيتال ماناجمنت ال.بي" وهو صندوق حماية كانت تديره كتيبة من علماء الرياضيات و الكمبيوتر و إثنان من رجال الإقتصاد الفائزين بجائزة نوبل ، ما يزيد على 2 مليار دولتر في غضون بضعة أسابيع فقط بسبب رهان على أن سوق السندات سوف يعود لطبيعته . ولكن سوق السندات ظل على خلاف طبيعته ، بل و ازدادت تحركاته شذوذا . مما اضطر ذلك الصندوق إلى اقتراض قدر هائل من الأموال و كاد انهياره يؤدي إلى تقويض دعائم النظام المالي بأسره و أكتفي بفصلي الثامن و العشرين لأهميتها عند "وارن بافيت" في تمهيد الكتاب ، وعلى توفر لنصائح لا تقدر بثمن ص.11. في فصل الثامن ؛ص.250. المستثمر وتقلبات السوق: أولا تناول الموضوع الأهم و المتعلق بالتغيرات السعرية في الأسهم العادية و التي تنتمي إلى فئة الإستثمار الآمن و أمامه سبيلان :التوقيت و التسعير . ثم تنتقل فيما بعد لتناول السندات .و يفرق بين المستثمر و المضارب ، أن الأول يهتم بإقتناء الأوراق المالية بأسعار مقبولة و أن الثاني ينصب على تقلبات السوق ثم الربح ، في تعليقات على الثامن . يرى أن المستثمر الذكي له نطلق الحرية في اتباع السيد السوق ، أو الإمتناع عن ذلك.. في الفصل العشرين :ص.646، هامش الأمان كمفهوم استثماري جوهري ، على عبارة أسطورة قديمة "هذا أيضا سوف يمر" وهي عبارة عن الفرق بين نسبة معدل الأرباح على السهم بالسعر الذي دفعته مقابلة و معدل الفائدة على السندات.
في تعليقات على الفصل العشرين ،ص.662، يعتبر أن المخاطرة ليست في أسهمنا ولكن في أنفسنا أي نوع من المستثمرين انت ؟ وفي الملاحق ص.674 بقلم "وارن بافيت" يقدم دراسة خلابة عن كيفية استغلال أسلوب جراهام الذي يعتمد على القيمة لتحقيق نجاح باهر في سوق الأسهم . إحياء للذكور (50) لكتاب تحليل الأوراق المالية الذي ألفه كل من "بنيامين جراهام" و "ديفيد إل دود" سنة 1998م.
رب اغفر لي و لوالدي و للمؤمنين يرم يقوم الحساب ؛ آمين
التعليقات