هناك سقف للرقة بالنسبة للفتاة الأفريقية -نفس السقف الذي يوضع للنساء في المهن ولكن هذا للرقة- وهذا السقف تحدده البيئة التي تكبر بها أو انتقادات النساء الأخريات حولها او .. متطلبات البيت الذي تديره!

فاذا كانت الفتاة مرتاحة ماديا كانت أرق وهذه الرقة تذهب عندما تقول لها السيدات الافريقيات الأخريات اقيمي عودك وما هذه العدم سنعه وماهذا الدلع اتحسبين نفسك طفلة؟ او فقط حين تضطر لرفع صوتها بالحديث والصراخ لان الكل يصرخون حين يتحدثون في افريقيا -وخارجها- =)) وان سلمت من هذا وهي تكبر فستتعرض رقتها لاختبار آخر حين تتزوج وتنجب اولادا .. وهذا الاختبار الحقيقي للرقة وكل ما يسبق هذا حرفيا لعب عيال =))

على الاقل في مجتمعنا في الصومال -وخارجه فبعض الناس لايتغيرون- المرأة عليها الكثير من الواجبات التي ما انزل الله بها من سلطان .. لذلك ان تصرفت الفتاة برقة في موضع غير رقيق فان الحياة ستمضغها دون رقة ايضا =))

وأنا .. بصفتي المتحدثة الرسمية باسم الافريقيات في حسوب أقول من منبري هذا أن الرقة غير عملية بالمرة ولا اقف في صف الرقيقات ليس فقط لانني لا استطيع ان اكون منهن ولكن ايضا لأنها اثبتت بالفعل عدم عمليتها على ارض الواقع.

مثلا: شاهدت مرة فتاة بيضاء انحنت للارض وأمالت محفظتها قليلا على الارض وظلت على هذه الوضعيه لفترة لم اعدها -ولذلك قلت شاهدت وليس رأيت لانها اطالت الحقيقة- وظننت لوهلة انها اضاعت حلقا أو شيئا مجهريا .. حين اقتربت منها وجدت أنها كانت فقط كل هذا الوقت تريد لحشرة صغيرة ان تطلع على طرف محفظتها لتعيدها الى الطبيعه في الخارج على شجرة ما او نبته ما، وانا بالطبع تابعتها للاخير لأنني أحب أن أرى الرحمة وهذا كان موقف رقة لي وهنا حدني سقف رقتي =))

على النقيض، رأيت منذ فترة حشرة واطلقت صرخة رقيقة بطبيعه الحال فانا بنت!

ثم قلعت الشبشب الذي كنت ارتديه وانهيت حياة الحشرة بلحظة واخذتها ورميتها في القمامة .. والمهم انني اطلقت صرخه رقيقة ولا احد يستطيع ان ينسى هذه الرقة لي على الرغم من انه لم يكن هناك احد معي في ذلك الموقف.

وفي نفس السياق احدى صديقاتي المقربات في السعوديه ايام الثانوية ولما خرج صرصور الى ساحة المدرسة وجرت كل الفتيات الى الاركان هربا من هذا الوحش توجهت صاحبتي الى منتصف الساحه حيث العدو ورقصت مشية القمر عليه في استعراض مذهل انهى معاناة الجميع باناقه، وجدير بالذكر ان اذكر ان صديقتي المرحة هذه عربية -يمنية- ولكن بها شيء من الاثيوبية فهي تذهب الى هناك كل فترة وفترة وافراد عائلتها مستقرون هناك وبعضهم متزوج من افارقة لذلك هذه بنتنا وتربيتنا وليست بنتكم ايها العرب =))

وفي الأخير .. من بين 3 فتيات : واحدة تضيع وقتك ووقتها ووقت الدودة البطيئة وجهدها لتضعها على الشجرة و فتاة عملية تقوم بما يجب دون ان تنسى رشة رقة على الموضوع، واخيرا فتاة كول تحول كل شيء الى مرح وضحك؛ فمن بينهن كلهم الاخيرة هي الافضل بالطبع =))

كنت اشتري البقالة دوما لاهلي .. ولمن لايعلم في السعودية هذا عمل الرجل فالمرأة عادة لاتطلع الى بقالة الحارة لتشتري التموينات والخضار والفاكهه .. واذكر انني كنت احيانا اجعل سائق الحافلة بعد المدرسة ينتظرني ريثما اجلب كيلو موز من محل الفاكهه -فالصوماليون لايعيشون بدون موز وان كان هناك موز في المنزل فانه سينتهي في المساء لذا يجب شراءه- فيما استمع لضحكات صديقاتي على شرائي "للموز".

واذكر حرفيا احدى صديقاتي تقول لي: لماذا لا يخاف عليك والداك ويرسلنك للبقالة دائما؟ ؟

كما سمعت .. السعودية مكان تعيس، ولن اقول اكثر من هذا.

صديقتي هذه لم تخرج يوما للبقالة وحدها .. سوى البقالة التي بجانب المدرسة لتشتري لنفسها رقائق مقرمشة وشكلاته وليس موزا وخضارا مثلي .. وكانت تخبرني ان شقيقها سيقص رقبتها ان علم انها في البقالة.

عموما اعجبني هذا السيناريو وتمنيت لو ان والدي هكذا ايضا فقد كرهت ان اخرج في الحر لاجل الموز .. في الحقيقة كل مرة اعود فيها من السفر يجب ان اجر شنطتي بنفسي واطلع بها الدرج بنفسي او بمساعدة اختي فوالدي مريض الحقيقه ويتعب بسرعه ولايستطيع .. ولكن في المرة الاخيرة كان صديق والدي معنا وبتلقائية اردت ان اجر حقيبة سفري بنفسي الا ان والدي اسرع بامساكها بنفسه فاستغربت ولكنه بدد استغرابي بقوله بصوت خفيض ان سيد فلان معنا .. وهذا كان اطرف موقف حدث بيني وبين والدي =))

على العموم .. اعرف فتاة رقيقة جدا تخرج زبالة عائلتها بنفسها كل يوم .. لذا لا قلق علي.

لطالما اعجبتني قصة زوجة موسى رضي الله عنه

تعديل :عليه السلام وليس رضي الله عنه LOL

وكيف انها كانت تسقي ماشية ابيها لانه شيخ كبير .. واعجبتني فكرة المرأة التي يعتمد عليها فتركت فكرة المراة الرقيقة جانبا او هكذا احاول =))

تنويه :

الرقة =! الانوثة .. قد تكون الفتاة انثى تماما 100% ولكن ليست رقيقة حد الاعاقة

اي كلام قلته على السيدات الافريقيات فهو ينطبق على السيدة الفلسطينية -والفلسطينية تحديدا -بطبيعة الحال.

وحينما اقول فتاة افريقية فتيات شمال افريقيا ومصر طبعا ليسوا استثناء .. ولو انني لا اعرف فتيات شمال افريقيا جيدا ولكنني حكمت عليهن مما رايته من بنات جامعتي .. اما الفتيات المصريات فمنا وفينا ولا شك في هذا الموضوع=)))