في ٢٨ يونيو ١٩١٤ إنحرفت سيارة تُقل أمير نمساوي إلي طريق خاطيء .. و بالصدفة تواجد إرهابي في ذلك الطريق فأطلق رصاصة علي الأمير و قتله .. هذا حادث صغير .. و يحدث في كل يوم أن يموت شخص برصاصة من مسدس أو بندقية أو حتي بطعنة سكين .. و لكن هذا الحادث الصغير أدي إلي قيام الحرب العالمية الأولي التي قُتل فيها أكثر من ١٥ مليون إنسان .

 قبل ذلك بحوالي ٣٠٠ سنة سقطت تفاحة علي رجل يجلس في ظل شجرة .. فبدلاً من أن يأكلها صاغ قوانين الجاذبية .. هذا أيضاً حادث صغير .. و لكنه أحدث طفرة في علم الفيزياء .

و قبل ذلك بزمن لا أعلمه أكل رجل و زوجته من الشجرة المحرمة .. و هذا أيضاً حادث صغير .. و لكنه كان سبباً في خروجهم من الجنة و شقاء ذريتهم من بعدهم .

و في حياة كل منا منعطفات و طفرات كان سببها حوادث صغيرة لم نهتم بها .. مثلاً عندما يمارس زوجان حقهما الطبيعي .. فهذا حادث صغير .. و لكن نتيجته قد تكون خروج إنسان إلي الحياة .. و قد يكون سبباً في شقاء الزوجين أو سعادتهما .

هذه الحوادث الصغيرة يسميها علماء النفس و الطبيعة أثر الفراشة .. فيقال أن رفرفة جناح فراشة في طرف العالم قد يؤدي إلي كوارث في طرفه الآخر .. إن رقم بعد علامة عشرية بعدة أصفار قد يؤدي إلي تغيير النتيجة كلياً .. فالتفاصيل الصغيرة التي لا ندرك تأثيرها تخلق التغيير مع التراكم و الوقت . 

بعد قراءتك لهذا الكلام قد تصبح أكثر تشاؤماً .. أو أكثر تفاؤلاً .. أو حتي قد تكره الفراشات .. و لكنك علي أي حال سوف تنتبه للحوادث الصغيرة .