لا نستطيع أن نقول أن الصدفة والعشوائية هي سبب وجود كل هذا الكون بموجوداته المذهلة فالعشوائية هي عكس النظام وهذا الكون منظم بإتقان بكل تفاصيله الصغيرة والكبيرة فحتى عندما نتمعن في أجسادنا بتركيبته الطبيعية والفسيولوجية لا نستطيع إخفاء حقيقة أن لكل سبب مسبب وأن لكل هذا الوجود العظيم خالق بديع
الصدفة تناقض المنطق؟
صحيح أن لكل فعل ردت فعل، ولكل سبب نتيجة، ولكن أنا من الأشخاص الذين يؤمنون بالصدف أحيانا، الصدفة في حدوث شيء مفاجئ وغير متوقع، بدون وجود خطة أو ترتيب مسبق. ولكن يمكن القول بأنها تناقض المنطق في بعض الحالات. مثلا، إذا كان شخص ما يعتقد أن الأرقام الزوجية هي الوحيدة التي يمكن أن تكون صحيحة، فإن حدوث رقم فردي يمثل صدفة وتناقض المنطق.
لهذا السبب يجب علينا أن نكون مستعدين للصدفات والأحداث غير المتوقعة في الحياة. يمكن أن تأتي الصدفات في أي وقت وفي أي مكان، ويمكن أن تؤدي إلى تغيير مسارنا أو إلى فتح أبواب جديدة للفرص. ولكن في بعض الأحيان، يمكن أن تكون الصدفات مدمرة وتؤدي إلى نتائج سلبية.
ولكن أليست الصدفة أقدار من آلله ؟
معظم المفكرين المسلمين أقروا بأسبقية العلم الإلهي لكل أحداث الحياة، فكل كبيرة وصغيرة موجودة بالعلم الإلهي الكلي..
وما يُعرف بالقدر هو أفعال العبد التي سيقوم بها في المستقبل والتي يختارها بكامل إرادته، ولكن بعلم الله المسبق، حيث منح الله الإنسان إرادة حرة بإختياراته لتكون أساس التكليف والابتلاء..
ولذلك أظن أن ما نعتبره صدفة بالنسبة لنا لعدم توقعنا حدوثه، هو قدر معلوم لدى الخالق منذ الأزل..
التعليقات