ضع هنا أي سؤال أو أطروحة فلسفية, و دعني أناقش عقلك فيها متجردين من كل ما قد يعيق دراستنا لنهاياتها. أريد نقاشا و حوارا فلسفيا محظ خالي من البساطة و الإنسانية المفبركة.
مجلس من اللوغوس
أيهما أكثر واقعية، العقل أم المادة؟
الرحمة أم العدل، ايهما الأهم؟
ما هو مقدار الحرية التي يجب أن يُسمح لنا بالحصول عليها؟
من الرائع أن نفتح المجال لمثل هذه النقاشات يا صديقي. لدي واحد من أكثر الموضوعات جدلًا بين فرق العاملين على المصادر المعرفيّة والفكرية بصفة عامة. يرى البعض منهم أن المصادر المعرفية التي نستخدمها يفرضها علينا وعينا المحدود، في حين أن البعض الآخر يرى أن الوعي المحدود بدوره هو وعي تفرضه علينا هذه المصادر. بمعنى أبسط، أفكارك هي التي أوصلتك للكتاب X، أم أن الكتاب X هو الذي جعل أفكارك على هذه الشاكلة. ما رأيكم؟
كليهما صحيح, لكن السؤال المطروح هنا هو أيهما يسبق الآخر؟؟. أرى على أن وعينا المحدود أو يمكن أن نطلق عليه تعبير آخر -الوعي البدئي- هو من يقودنا إلى المصادر المعرفية و الفكرية لنحصل من خلالها على وعي آخر, وعي محدود حتى و إن كان أكثر توسعا من البدئي ذاك فحدوده بارزة و واضحة بالمقارنة مع الأخير. لأن الوعي البدئي يولد معنا في كل العصور بدون إختلاف بمعنى أنه في كل زمان و مكان نولد بنفس الوعي الواقعي و الخيالي غير أن إختلاف المصادر المعرفية و الفكرية بين عصر و آخر هو ما يصنع لكل حقبة وعي محدد و محدود. إن هاته الإشكالية تذكرني بسؤال آخر مشابه و هو هل أفكارنا الحالية هي نتيجة لأفكار سابقة أم نتيجة تجاربنا التي مررنا بها ؟؟. و الذي أرى في جوابه كذلك على أن أفكارنا السابقة و التجارب التي خضناها كلاهما مسؤولان عن أفكارنا الحالية بحيث أن تلك السابقة هي التي دفعتنا لنخوض تلك التجارب على وجه التحديد و التي بدورها أظهرت و كونت لنا أفكارنا الحالية.
بمعنى أبسط، أفكارك هي التي أوصلتك للكتاب X، أم أن الكتاب X هو الذي جعل أفكارك على هذه الشاكلة.
إذن, فكتفسير للتبسيط الذي ذكرته أرى أن الأفكار البدئية هي التي أوصلتنا للكتاب اكس و الذي من خلاله أصبحت لنا أفكار على هذه الشاكلة.
التعليقات