منظمة الدرع الدولية: غزة تُستنزف كل يوم.. لماذا تُركت وحدها؟

توجه منظمة الدرع الدولية نداءها إلى ضمائر العالم، فغزة ليست مجرد بقعة جغرافية محاصرة، بل هي قصة حياة تُختطف كل يوم، أحلام تُسحق، ومستقبل يُهدم أمام أعيننا. عشرات الآلاف من الضحايا، بينهم أطفال فقدوا حقهم في الحياة قبل أن تبدأ أحلامهم، ونساء يُفجعن بفقدان أبنائهن وأزواجهن، وأسر كاملة تُدفن تحت الأنقاض بلا رحمة. ما يحدث في غزة هو مأساة متجددة، وواقع دموي لم يشهد له التاريخ مثيلاً من الصمت والخذلان.

غزة اليوم تتعرض لحصار مطبق ولقتل يومي، حيث تُقصف البيوت

على رؤوس ساكنيها، وتُحاصر المستشفيات التي لم تعد قادرة على استيعاب المزيد من الجرحى، بينما يموت المرضى بسبب نقص الدواء والمعدات الطبية. هذا المشهد المؤلم يتكرر يومياً، دون أن يتحرك المجتمع الدولي لإنهاء هذا النزيف المستمر.

أين الضمير العالمي؟ ولماذا تُركت غزة وحدها لتواجه مصيرها وسط صمتٍ عالمي يُعتبر تواطؤاً مع الظلم؟ إن منظمة الدرع الدولية تنظر إلى هذا الصمت على أنه وصمة عار في جبين الإنسانية، وإهانة لكل المبادئ التي يُفترض أنها تجمع البشرية على الرحمة والعدل. لم يشهد التاريخ خذلاناً كالذي تشهده غزة اليوم، حيث لا يُسمع صراخ الأطفال ولا تدمع عيون العالم لمشاهد النساء الثكالى، وكأنهم غير مرئيين أو غير محسوبين ضمن الإنسانية.

إن ما يحدث في غزة ليس مجرد كارثة إنسانية، بل هو اختبار حقيقي للقيم والمبادئ التي يُفترض أن يؤمن بها المجتمع الدولي. عشرات الآلاف من الضحايا هم ثمنٌ لا يُغتفر، وأحلام الأطفال التي تتبدد تحت الركام هي جرح عميق في قلب الإنسانية. إن أطفال غزة يحلمون مثل كل أطفال العالم، لكنهم يحلمون بالحياة نفسها، بالنجاة من الموت، وبغدٍ لا يُهددهم فيه صوت الطائرات والانفجارات. أما النساء اللواتي يُحملن مسؤولية الأمل والبقاء، فإنهن أيضاً يفقدن كل يوم شخصاً عزيزاً أو بيتاً احتضن أحلامهن.

منظمة الدرع الدولية تطالب المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لإنهاء هذا الوضع غير الإنساني، ورفع الحصار عن غزة، وإيقاف القتل اليومي الذي يتعرض له شعبها. إن دعم غزة ليس شعاراً يُرفع، بل هو مسؤولية أخلاقية يجب أن يتحملها الجميع. إذا لم يتحرك العالم الآن، فمتى يتحرك؟ وماذا يجب أن يحدث ليُدرك العالم أن غزة تستحق الحياة؟

غزة هي رمز للصمود، لكن صمودها لا يجب أن يعني تركها وحدها لتتحمل كل هذا الألم. نحن في منظمة الدرع الدولية ندعو جميع الدول والمنظمات الإنسانية إلى اتخاذ خطوات حقيقية لإنقاذ غزة من هذا المصير القاسي، وعدم الاكتفاء بالمواقف الرمزية التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع.

الصمت اليوم ليس حياداً، بل هو مشاركة في هذا الظلم المستمر. وكل دقيقة إضافية تُترَك فيها غزة وحدها، هي دقيقة من الخذلان والتواطؤ لم يعرف له التاريخ مثيلاً. إن غزة تستحق من الجميع أكثر من مجرد كلمات، فهي تستحق الحياة والعدالة والحرية كبقية شعوب العالم.

اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، يجب أن يستيقظ العالم وأن يتحرك لإنقاذ غزة، لا من أجلها وحدها، بل من أجل أن يحفظ ما تبقى من إنسانيتنا جميعاً.

منظمة الدرع العالمية - بلجيكا