قبل السابع من أكتوبر، كانت هناك الكثير من الأمور المبهمة، ولم يكن بالإمكان الاستقرار على موقف واضح بخصوص حقيقة بعض الدول والمنظمات، وحتى أصوات من يدّعون الدفاع عن حقوق الإنسان.
أما بالنسبة لي، فقد كان السابع من أكتوبر لحظة تحوّل في العالم بأسره، غيّرت نظرتي إلى كثير من الأحداث العالمية. وفي خضم هذا التغيير، يبرز سؤال محيّر:
أين نحن من كل هذا؟ كمسلمين، أو لنقل كعرب، ونحن نتابع هذا الكمّ من القتل والتعذيب الذي يتعرض له إخواننا؟
ربما تعاطفنا في البداية، لكن سرعان ما تحوّلت قضية شعب إلى مجرد صور نستهلكها يوميًا بلا اكتراث.
إن جميع الضوابط الدينية والإنسانية تفرض علينا فك الحصار عن المظلوم ونصرته.
قد يتبادر إلى الأذهان سؤال مخادع: أين نحن من قوة الغرب؟ أو من مواجهة عدو مدجج بالسلاح والعتاد؟
إنه بالفعل سؤال مخادع، هدفه بثّ روح الاستسلام والخنوع، والسير في ركب اللامبالاة، رغم أن لنا دورًا محوريًا في هذه القضية، ودورنا ليس فرديًا فقط، بل هو أيضًا مسؤولية الدول.
لكن، هل دولنا العربية مستقلة فعلًا؟ هل تملك سيادتها وتكترث لأمر شعوبها؟ للأسف، معظمها – إن لم يكن كلها – إما مطبّعة أو على وشك.
ويبقى السؤال الحقيقي: أين دورنا نحن كشعوب؟
لقد فُرض علينا أن نواجه هذا الظلم، ومن واجبنا نصرة إخواننا بكل ما نملك: من مال، وعلم، وجهد، وسلاح، وحتى بأرواحنا إن لزم الأمر.
إنه سؤال يؤرّقني:
أين نحن من هذا كلّه؟!
التعليقات