السلام عليكم،
رابط الخبر:
أريد شيء مفصل وجواب نهائي، هل هذا حلال أم حرام؟ هل حقاً يحل لنا الإسلام قتل من يخالف عقيدتنا؟
أرجوكم أريد جواب مفصل، بأدلة من القرآن والسنة.
وعليكم السلام ورحمة الله،
الحمد لله وبعد، فلست مفتيا ولا قاضيا أقول ما أعرفه وأنقل ما سمعته من تأصيل في مثل هذه المسائل.
ما فهمته من الحدث باختصار: أن رجلا (وقيل أنه أفغاني) احتجز رهائن في ملهى لمن يسمّون بالمثليين في أورلاندو بولاية فلوريدا، فأطلق النار على بعضهم وقتل بعضا منهم.
أولا: قبل أن نبحث هذا حلال أم حرام، هناك أمور كثيرة يجب أن ننبه عليها وأن نتفق عليها...
نحن (المسلمين) في هذا الوقت في زمن ضعف، وليست لنا شوكة لذلك فلا توجد فتوحات ولا غزوات، نظيره في زمن النبوة ما يعرف في كتب الفقه "بالعهد المكي" أين كان النبي صلى الله عليه وسلم ينشر عدوة الاسلام بدءا بالعقيدة الصحيحة ولم يدع إلى محاربة الكفار وإقامة الحدود (دعك ممن يحاول أن يغيّر الحقائق فيأتيك بإحصاءات من هناك وهناك ويضيف عليها قصص وتأويلات ليخرج بنتيجة أننا في موضع قوة لأن الله -سبحانه وتعالى- معنا وسينصرنا...)
ثانيا: هناك أمر مهم متعلق بالأوليات أو التدرج في منهج الدعوة، فهل يعقل أن تبدأ أحدهم فتنصحه بترك الدخان وهو يسبّ الله عز وجل؟ فبالنظر إلى هؤلاء على فرض أنك في بلدهم وتريد الإصلاح، أليس يجب أن يكون أوّل ما تفعل هو أن تدعوهم إلى الاسلام (واعلم أن الأصل في الكافر -غير المحارب- أوّل ما تبدؤه به هو دعوته إلى الاسلام عبادة الله عز وجل وحده وترك عبادة غيره) ثم تدعوهم إلى ترك الرذائل والمعاصي...
ثالثا: أنت تعيش في بلادهم وقد دخلتها بتأشيرة -وهي تكاد تكون بمثابة وثيقة معاهدة أمان، وكنت تعيش في دولة لها معاهدات واتفاقيات، فكيف لك أن تنقض كل تلك العهود دون إبلاغ، وقد ورد النهي عن ذلك في سورة الأنفال: [وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين]
رابعا: الجهاد في سبيل الله لا يكون إلا تحت راية وبعد إعداد العدّة للجهاد في سبيل الله كما دلت عليه النصوص من الكتاب والسنة، فكيف يأتي أحدهم بمفرده ويطلق النار تهجّما خبط عشواء على الناس (وربما أصاب مسلما) ثم يُقال هذا جهاد!
رابعا: الذي يقوم بتطبيق الحدود هو القضاء وقد كان النبي صلى عليه وسلم حاكما وقاضيا، والأدلة عن العلماء على ذلك كثيرة، يكفي أن ابن أبي شيبة رحمه الله في كتابه " المصنف " عقد بابا بعنوان: " الدم يقضي فيه الأمراء" ونقل فيه أدلة كثيرة. والمصلحة الشرعية تقضي إلى ذلك قطعا، إذ لو ترك الأمر لعامة الناس لقتل من شاء ما شاء بحجة أنه أقام عليه حدا.
هذا باختصار ولو سردت الأدلة بتفاصيلها لطال الكلام، نعيش اليوم فوضى علمية -في كل مجالات العلوم- فبعض الناس خرج بزعمه أنه يقتل الكفار جهاداً في سبيل الله وهو لا يعرف حتى أنواع الكفّار ولا يفرق بين : الذمي، الحربي، المستأمن، المعاهد... وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الاعتداء على الكافر المعصوم وظلمه بقوله : ( أَلا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا ، أَوْ انْتَقَصَهُ ، أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ ، أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ ، فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) . رواه أبو داود وصححه الألباني.
ثم انظر إلى من يدعي أنه يقيم حكم الله على هؤلاء (وهو ينكر على ولاة الأمر أنهم يحكمون بغير ما أنزل الله) إنه يطلق النار على كل من رآه منهم، وبعضهم -ربما- استوجب أن يجلد وآخر أن يتردى من علٍ وآخر أن يسجن ولا يفرق بين هذا وذاك، أليس هذا أيضا قد حكم بغير ما أنزل الله؟
لا يزال الشرك الأكبر -وهو أعظم المعاصي على الاطلاق- يدّبُ في هذه الأمة، ولا يزال من بيننا -وفي بلاد المسلمين- من يسب الله ولا يكاد ينكر عليه إلا قليل، ثم نأتي بعد ذلك لنطبق شريعة الله في ملهى ليلي في بلاد الغرب!
أخيرا أقول أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد إلى ترك سب اليهودي المستحق للسب ، وعلل ذلك بأن الله لا يحب الفحش، فقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها : أَنَّ الْيَهُودَ أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالُوا : السَّامُ عَلَيْكَ . قَالَ : وَعَلَيْكُمْ . فَقَالَتْ عَائِشَةُ : السَّامُ عَلَيْكُمْ ، وَلَعَنَكُمْ اللَّهُ ، وَغَضِبَ عَلَيْكُمْ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَهْلا يَا عَائِشَةُ ! عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ ، وَإِيَّاكِ وَالْعُنْفَ أَوْ الْفُحْشَ . قَالَتْ : أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا ؟ قَالَ : أَوَلَمْ تَسْمَعِي مَا قُلْتُ ؟ رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ ، فَيُسْتَجَابُ لِي فِيهِمْ ، وَلا يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِيَّ . فكيف بمن يطلق النار على الناس في بلاد كفر بحجة أن فيهم كفار أو فساق!
جراك الله خيراً ابراهيم @bitsnaps قد كيفت ووفيت
حكمه القتل في بلاد المسلمين (وليس نذهب إلى بلاد الكفار لنقتلهم )
راجع الروابط التالية :
مثال : داعش طبقت الحد على شباب شاذين في إحدى المدن بإلقائهم من بناية عالية فلم يتعرض أحد من العلماء عليهم
( ههههه وهل يستطيع أحد أن يعترض :-P )
مرحباً عربي :
أمور كهذه من الخطأ أن تسأل عنها أعضاء حسوب I/O فلا يوجد من هو مؤهل للفتوى هنا .
هل حقاً يحل لنا الإسلام قتل من يخالف عقيدتنا؟
هذا سؤال عام جداً ، أظن أنك تتخيل أن يأتي يوم على هذه الكرة الأرضية و يعمّ السلام و تسمع زقزقة العصافير في الصباح ، لا أريد أن أحبطك لكن هذا لن يحصل ، الحياة مبنية على الصراع ففي غابرِ الزمان لم يكن هناك إلا أشخاص يعدون على الأصابع و رغم ذلك قتل قابيل هابيل و لا زال صدى كلمته يتردد إلى اليوم "لأقتُلنّك" ، البارحة قُتل خمسين شخصاً في الولايات المتحدة و اليوم في فرنسا و غداً لا نعرف أين و كلّ يوم يموت في بلادنا العشرات ، أنا لا أستغرب ما يحدث مطلقاً بل أعتبره أمراً طبيعياً مثله مثل المدّ و الجزر و سيستمر حتى آخر لحظة في الحياة .
أعرف أن تعليقي ممل و مليء بالتشعبّات فسامحني :)
أخي عربي ، قد أوردت لك أدلة الفتوى في الروابط احتراماً للمصدر
وأضفت رداُ تكميلياً ، فلو تحدثنا بشكل مطلق الكلام يطول (وعقليات إخواننا ما شاء الله عليها )
التعليقات