حين تخطو قدماي عتبة المسجد، أشعر كأنني أغادر الدنيا وأدخل في حضرة النور… هنا، لستُ مجرد زائر، بل ضيفٌ في بيت الله، في رحاب من لا ينفد عطاؤه، ولا يحصى كرمه، ولا يُرد من أقبل عليه.
أعلم يقينًا أن الكريم يكرم من جاءه بلا موعد، فكيف بمن لبّى النداء، وترك خلفه هموم الدنيا، وجاء ساجدًا خاشعًا، يطرق باب الرحمة؟
هنا، تسكن الروح، وتبوح القلوب، وتنطفئ نيران القلق، وينهمر غيث الطمأنينة. هنا، يلتقي العبد بربه، في حضرة العفو واللطف والمغفرة، حيث لا يعود المرء كما جاء، بل يخرج وقد مُسح عن قلبه غبار الأيام، وعاد طاهرًا كأنه وُلد من جديد.
أيها القلب، إن فاتتك مواعد البشر، فلا تفوتك مواعيد السماء… ففي بيت الله، الكرم لا يُحد، والعطاء لا يُوصف، واللقاء… هو الحياة.
التعليقات