كلنا يحتاج إلى الكلمة الطيبة سواء أكانت دعمًا أو مواساة او حتى إطراء.. وفي حياتي رأيت أن أكثر الناس جذبًا للآخرين هم ذلك النوع المساند الداعم لغيره. لي زميلة في العمل وهي صديقتي أيضا حباها الله بقبول لدى الجميع، لا تجدها وحيدة أبدا، يختصها الجميع بأسرارهم ولا يملون الجلوس معها.. فكرت في هذه الإنسانة الجميلة وماذا يجذب الجميع إليها على هذا النحو، فوجدت السبب أنها من ذلك النوع الداعم لغيره... تستقبلك بود بالغ، إذا استنصحتها نصحتك بإخلاص.. إذا قصصت عليها أمرا استمعت اليك باهتمام تتحمس لحماسك وتفرح لفرحك وتغتم لغمك... تشعرك انها معك وتدعمك.

هل تعرفون سر انجذاب الكثير من الناس لمحاضرات التنمية البشرية؟.... إنه ذلك الدعم الذي تقدمه، يخبرك المحاضرون دومًا أنك قوي وقادر على الإنجاز والنجاح.. يخبرونك أن بداخلك مواهب وطاقات غير مستغلة .. يقولون لك لا تيأس .. حاول وستصل حتمًا.. يروون لك قصص نجاح لأشخاص مثلك ... باختصار يخبرونك أنك بخير.

ومثل محاضرات التنمية البشرية اختبارات السمات الشخصية التي يجربها كثير من الناس للتسلية.. في اختبار الذكاء نلت درجة عبقري!.. في اختبار الصفة التي تجذب الناس إليك كانت طيبة القلب.. في اختبار أي من الحيوانات تشبه صفاتك صفاته كنت الفهد القناص!... تعطيك دائما نتائج إيجابية .. وأنت تتوقع منها ذلك في كل مرة وتدرك أنها مجرد لعبة، ومع ذلك تجربها.. فقط لأنها تخبرك في كل مرة أنك بخير... لا أقصد بالطبع أن الإنسان يحتاج إلي من يطريه ويتملقه.. ولكنه يحتاج إلى من يدعمه.. يمنحه كلمة لطيفة تصنع يومه.

ازرع في قلب كل من تعرف زهرة .. وسيزهر قلبك أيضًا حين ترى ابتساماتهم، أو حين يذكرونها لك بعد حين.. أخبر صديقك أنك سعيد لنجاحه وأنه قادر على المزيد.. أخبري أختك أنها مشرقة الوجه اليوم.. اشكر أمك وأبيك وأخبرهما أنهما أصحاب الفضل الأول عليك... واسِ جارك المحزون وأخبره أنه قادر على تجاوز الأمر والوقوف من جديد.. أخبر من لم تره منذ فترة بشوقك إليه.. ما زلت أذكر كلمات قيلت لي منذ سنين وبعضها منذ طفولتي ابتهج لها قلبي أو حفزتني وأخرى كانت قاسية لم أنسها أبدًا أيضًا.

لكي تدرك عمق أثر الكلمة الطيبة في النفس، ابحث في ذاكرتك فستجد عشرات الكلمات الطيبة التي ما زلت تذكرها وكان لكثير منها أثر كبير في حياتك .. وستعرف اننا جميعًا بحاجة لمن يخبروننا أننا بخير.