مضى أكثر من عام من استخدامي لهذا الموقع الجميل، أخطأت مرات وأصبت مرات ومن مواضع الخطأ تعلمت دروسًا مختلفةً أفادتني جدًا في حياتي الخاصة.

تطور ملحوظ في احترام قواعد الترقيم: كنت من المغتصبين إن صح التعبير لقواعد الترقيم في اللغة العربية، لم أكن أستعمل الفاصلة كثيرا ولا النقطة، لكن عندما كنت أطالع محتوى المساهمات في IO وجدت الكثير يستعمل الفاصلة، فتعلمت مع الوقت طريقة استعمالها ومتى يجب أن تستعمل وما فائدتها.

شيء آخر لاحظته وهو تلصيق علامة الترقيم مع العبارة، فالكثير منا تعلم في المدرسة أنه ينهي السؤال ثم يترك مسافة ثم علامة الاستفهام لكن في حسوب تعلمت عكس ما تعلمته في المدرسة.

التفريق بين النقاش والجدال: في حياتي الواقعية كنت أحاور الناس في كل المواضيع مهما كان نوعها، بدون أخذ الاعتبار لأن يتحول الحوار لجدال عقيم لا نهاية له أو أن يتحول إلى صراع طائفي أو مذهبي، حسوب هذبني من هذه الناحية، قبل أي حوار أريد بدأه أصبحت أحلل الموضوع جيدًا وأسأل نفسي: هل هذا الموضوع يستحق النقاش؟ هل سيتحول إلى جدال؟

إن كانت إجابة أحد السؤالين لا فأعتذر عن النقاش بدون أخذ الاعتبار أن يعتبر هذا تهربا أو ضعف شخصية.

النقاش من أجل النقاش: وهذا أبرز درس تعلمته في الحقيقة، ويعني هذا أنه لا يوجد هدف وراء النقاش الذي شرعت فيه، والمشكل هنا في كيفية تحديد أن نقاشك كان من أجل النقاش فقط، ويكون ذلك عندما تلاحظ أنك تجلب حججًا تافهة ضعيفة هزيلة لا تفيد شيئا في النقاش أو عندما تجد المناقش يرد عليك بعبارات استهزائية أو حجج أقوى.

ثقافة المصادر: خضت نقاشات عديدة في حسوب، كثير من ناقشتهم يطلبون مني المصدر فأدرجه فيعتبرونه ضعيفا، بعد هذه النقاشات تحولت من شخص له معلومات غير موثوقة المصدر إلى معلومات مضبوطة المصدر ولا نقاش فيها، سيسأل الكثير كيف أعرف أن المصدر موثوق أم لا؟ أظن أنه لا إجابة مباشرة لهذا السؤال يمكنك أن تعرف الجواب بعد تجربة طويلة مع المصادر ومع المعلومات التي تستوردها إليك.

التعرف على أمور جديدة ومهمة: أمور كنت أجهلها أو سمعت بها لكن لم أولي لها اهتمامًا كبيرًا، من بينها: العمل الحر، البرمجة، المصادر المفتوحة، التلجرام..إلخ

التعرف على شخصيات مفيدة حقا: من حسوب كونت صداقات الكترونية رائعة أثرت في حياتي كثيرا من بينها:

  • يونس بن عمارة (لن أنسى فضله علي هو من شجعني لأستعمل هذا الموقع وأستمر فيه).

  • زمردة زيد ساعدتني في التعرف على سياسة الموقع من حيث التقييم السلبي والإيجابي.

  • هادي الأحمد، أخطأت معه كثيرًا في أمور عديدة من تلك الأخطاء تعلمت كيف أتعامل مع الناس وكيف أحترم مشاعرهم وحياتهم الخاصة ولا أنسى فضله علي في تعلم التدوين والكتابة الالكترونية.

هذه أبرز الأسماء، هناك أسماء أخرى لكن تأثيرها أضعف لذلك شكرا للجميع ^^

التجاهل وعدم وجوب الرد على كل شيء: قبل دخولي حسوب، كنت من أحد رواد الفيسبوك ووسائل التواصل، كانت أحد عاداتي وتقاليدي التي التصقت بي وهي الرد على كل تعليق وكل رد يرد علي في حسابي كأنه فرض عين يجب أن ألتزم به وإلا أعاقب.

في حسوب اكتسبت اللامبالاة قليلا، أصبحت أفلتر التعليقات التي يجب أن أرد عليها وأيضا الرسائل اكتسبت روح البرودية في الأعصاب أترك تلك العلامة 'علامة seen' بكل برودية، فما يستوجب الرد أرد عليه وما لا يستوجب الرد لا أرد عليه.

فكر مرتين قبل أن تدرج ردك: أهم شيء وأفضلهم على الإطلاق هو أنك لا تستطيع التراجع على كلامك أبدًا، كأنك في حلبة نقاش حقيقية، ما تنطقه لا تستطيع سحبه مما يجعلك تنتقي كلماتك ولا تسرع بالرد، على ذكر السرعة، كنت صاروخًا في الرد ولا زلت لكن قللت من سرعتي كثيرا بسبب مواقف كثيرة جرت معي هنا وندمت عليها طبعا، كنت بمثابة احتلال حقيقي لخانة "آخر التعليقات" في نصف ساعة تجد صورتي مكررة في خانة آخر التعليقات أكثر من مرة.

التخلص من المجاملة ولو بنية التطوير: كنت في الفيسبوك أنتهج أسلوب المنتديات حرفيا رغم أنني لم أكن أستعمل المنتديات كثيرًا، "مشكور، شكرا على مرورك، العفو..." في حسوب تخلصت من كل هذا، لا للمجاملة ولا لتعليقات لا فائدة منها.


في الأخير أشكر شركة حسوب على هذا الموقع الجميل، فرصة رائعة أنني خضت التجربة مع حسوب ولا تزال متواصلة.

وشكرا لجميع من نبهني لأخطائي أرجو أن لا يأخذ عني أحدكم صورة سيئة عني عندما أخطئ فالإنسان خطاء وخير الخطائين التوابون أو لنقل المتعلمون.

لا أنسى أن أدعو كل عضو جديد في هذا الموقع أن يثريت ولا يسارع في مغادرة الموقع لأن الجميع يسلبه أو لا يحترمه الأعضاء، مع الوقت سيصحح أخطائه ويشكر نفسه أنه ثريت وواصل استعمال الموقع.