لكلّ نجاح نصبو إليه ثمن علينا دفعه مقدّمًا.. ولكلّ خطوة تقدّم نسعى لإحرازها حتّى نصل لأعلى درجات السّلم تضحيات كثيرة لا يكون للنّجاح قيمة أو لذّة بدونها..

هي كذلك.. قاعدة ثابتة، لا يمكن تغييرها.. فلا شيء في هذه الحياة يمكننا الحصول عليه دون مقابل.

  • فإن كنت مثلًا تريد إتقان لغة ما، عليك أن تستقطع من وقت راحتك الكثير واستغلاله فيما يخدم غايتك.

  • وإن كنت تودّ السّفر للدّراسة أو لأي غرض آخر، عليك أن تتحمّل لحظات الوداع القاسية ومشاعر الشوق والحنين لكل من تحب.

  • وإن كنت تطمح أن تكون شخصًا مثقفًا لا بدّ وأن تقضي الكثير من وقت فراغك في القراءة والمطالعة.

.

.

.

والقائمة في ذلك تطول.. فمن أجل أن تأخذ.. عليك أولًا أن تكون مستعدًا لأن تعطي وفي كل مرة تريد الوصول لشيء عليك بالمقابل أن تضحّي بشيء آخر.. والتضحية هنا لها صور عدّة..قد تكون مال، صداقة، علاقات اجتماعية، راحة، صحة، نوم، ... إلخ وبقدر ما تعطي، بقدر ما تأخذ.

فمن تراه اليوم بأعلى القمّة..كافح، سهر، تعب، بكى وعافر بكل ما أوتي من قوة إلى أن وصل لما هو عليه من النّجاح والتميّز ولم يكن نجاحه وليد اللّحظة أو محض صدفة ..هو عملٌ كثير مصحوب بتوفيقٍ وتيسير من اللّه عزّ وجلّ لكلّ من يسعى ويجتهد فــ "إنّ الله لا يُضيع أجر من أحسن عملا". وصدق احمد شوقي بأبياته التي نحفظها جميعًا حينما قال:

وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا

وَما استَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُمْ رِكابا

ماذا عنك؟ هل قمت بتضحياتٍ كثيرة لتحقيق ما تريد؟

إن وُجِْد، شاركنا بأقسى تضحية قمت بها.