ديدن مجتمعنا ليس الإصلاح الحقيقي وإنما النبش عن زلات الآخرين وإخراجها ثم الولولة على الفضيلة الضائعة، فلا أحد يحمل على عاتقه هم الإنصاح أو محاولة إصلاح ما أُفسد في النفس البشرية. أصبح الجميع يلهث وراء اللقطة حتى وإن كان على حساب تشويه سمعة إنسان آخر، أو خراب بيته، أو ربما إنهاء حياته البائسة في نهاية المطاف.
مجتمع تعوّد على مصمصة الشفاه إذا رأى خطيئة، ثم عدّ فضائله التي يعتقد أن له فضل لنفسه فيها، في محاولة لعقد مقارنة بينه وبين العاصي البائس الذي وقع تحت ضرسه! فلا يُجنى من ذلك إلا تيئيس المذنبين من أنفسهم وإغلاق باب الرحمة في وجوههم.
لذا لا أمل في تغير الناس طالما استبدلوا في إنكارهم المنكر النصيحة بالفضيحة، والشفقة بالشماتة، والإصلاح بالإسقاط.
التعليقات