السعادة سؤالٌ عميق يشغل بال الإنسان منذ القدم، ونتساءل: هل سرها في أيدينا نحن؟ هل نملك مفاتيحها لنفتح بها أبواب الفرح والرضا؟ أم أنها تتبع تقلبات الحياة وظروفها، وربما تعتمد على مساعدة الآخرين لنا لنبلغها؟
سيصيبنا الفرح يوماً
أعتقد أن مفهوم السعادة يختلف من شخص لآخر على حسب ما هي السعادة بالنسبة له، أو ما هي الأشياء التي تسبب له السعادة، فهناك من يسعده المال، هناك من يسعده الطعام، هناك من تسعده السُلطة، هناك من تسعده المناظر الطبيعية، هناك من يسعده الأبناء، هناك من يسعده الشعور بالتفرغ، وهناك من يسعده الشعور بالعمل وأداء المهام، الإجابة تختلف من شخص لآخر حسب شخصيته ونظرته للحياة وطبيعته.
أهم شيء هو الشعور بالرضا والامتنان بما لدى الشخص ليشعر بالراحة وعدم الصراع، حتى ولو كان يطمح للأحسن والأفضل، فإن الشعور بالرضا هو بداية الشعور بالسعادة والفرح من وجة نظري المتواضعة.
أحسنتِ، فالرضا ليس مجرد حالة شعورية عابرة، بل هو لبّ السعادة وجوهرها. كل ما نطلبه في الخارج من مال أو علاقات أو نجاح فما هو إلا وسيلة نرجو أن تُفضي بنا إلى حالة داخلية من الطمأنينة، أي الرضا. فالسعادة الحقيقية لا تكمن في كثرة الامتلاك، بل في عمق الاكتفاء. الرضا هو الغاية التي تُختصر فيها كل محاولات الإنسان للفرح، لأنه يمنحه التصالح مع النفس والواقع، ويحرره من اللهاث وراء ما لا ينتهي.
إذا السعادة هي شعور عام تتعلق بأن يفعل الإنسان ما يحب ولهذا يوجد أشخاص سعيدون وآخرون لا، لأن ليس الجميع لديهم القدرة على فعل ما يحبون حقا، بل هم ملتزمين بمسؤوليات ومفروض عليهم ظروف خارجة عن إرادتهم. ولهذا أنا لا أؤمن بفكرة ما يقوله البعض بأن الإنسان قادر على إيجاد أو خلق السعادة بنفسه في اي وقت واي مكان إذا أراد! هذا كلام عائم غرضه التسكين ومسايرة آلام الناس وأوجعاهم يعطيهم أمل مزيف بأنهم قادرين على فعل شيء في حين أنه لا يوجههم للطريق الصحيح الذي سيجدون فيه سعادتهم حقا.
التعليقات