عزيزي صاحب السريرة:
إنسابت المياه الساخنة فوق كاهلي، فغمرت أجزاء من جسدي بقوة ، لعلّي أشعر بدفء يحتوي ظهري العاري ، ويسد إحساسي بفجوة العري هذه ، لكن لا زال الشعور بالبرد يغلف روحي، ولا يذوب.
كيف سيذوب؟ ، لا أعلم. ، لكن حرارة الماء لا تستطيع أن تصل لأعماقي ، ولا الدفء يصلها فتنصهر البرودة من حول روحي المرتجفة ، برودة أشبه بسلسة جبال جليدية تحاصر روحي ، ظهري يشعر بالدفء البطئ ، وكأنما قابع تحت أشعة الشمس ، فتبدد البرودة من حوله jدريجيًا ، وتنصهر مثل قطعة ثلج تذوب ببطء تحت أشعة شمس لا ترحم ، ولكن روحي متجمدة وسط محيط جيلدي ، يختلجني شعور أنني نبتة متجمدة برونقها في القطب الجنوبي، تنتظر بزوغ شمس في صباح يوم لا يأتي.
وكأن الزمن يتكرر ، فأسمع الرياح تهمس بأسرار مؤلمة ، أناظر المستقبل بقلق ، ولا أري فيه سوي خيبة ظلام أمس المشابهة.
هل هذا هو مصيري؟ أن أظل أسيرة لهذا الصراع بين الحرارة والبرودة، بين الحياة والموت؟".
نبع السر
منة محجوب🖤✍🏻
20 مارس 1901
#منة_محجوب #سلسلة_رسائل_أدبية #رسالة #رسائلكم #خربشات #نصوص #أدبيات #كلمات
التعليقات